الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحصاد الأفريقي في الجولة الأولى مخيّب للآمال

الحصاد الأفريقي في الجولة الأولى مخيّب للآمال
17 يونيو 2010 22:57
أسفرت الجولة الأولى من الدور التمهيدي لنهائيات كأس العالم 2010، والتي تقام للمرة الأولى في القارة الأفريقية في ضيافة جنوب أفريقيا عن خيبة أمل كبرى للأفارقة بسبب النتائج المخيبة للآمال لمنتخبات القارة السمراء. وتشارك في البطولة للمرة الأولى ستة منتخبات تمثل أحلام القارة، وكان المنتخب الغاني هو الفائز الوحيد من بين هذه المنتخبات الستة عندما تغلب على صربيا بهدف نظيف، فيما تعادل منتخب جنوب أفريقيا المضيف مع المكسيك قبل أن يخسر من الأورجواي، وكذلك تعادل منتخب كوت ديفوار مع البرتغال، فيما خسرت الجزائر أمام سلوفينيا، ونيجيريا أمام الأرجنتين، والكاميرون أمام اليابان. واتفقت معظم آراء الخبراء المتابعين للبطولة على أن المنتخبات الأفريقية ليست في أفضل حالاتها، وأنها ليست كما كانت عليه قبل عدة سنوات عندما كانت تثير الرعب في قلوب المنتخبات الكبرى، وأن على الأفارقة ألا يتوقعوا ذهاب أحد هذه المنتخبات بعيداً في البطولة التي تستضيفها قارتهم، حيث كانوا يعولون أن يرافق هذه الاستضافة نجاح في الملعب من قبل أحد المنتخبات في القارة. يقول اوكويو ديكسون وهو صحفي نيجيري إن الحارس النيجيري انياما أنقذ منتخب بلاده من هزيمة كانت ستكون تاريخية ومخجلة بحق منتخب النسور، وأضاف أن المنتخب النيجيري ليس جاهزاً بشكل كامل للبطولة، مؤكداً أن مستوى الكرة النيجيرية تراجع بشكل كبير خلال السنوات الماضية، دون أن يوضح أسباب هذا التراجع الذي أضاع على الفريق فرصة مهمة والفريق يخوض مباريات كأس العالم للمرة الأولى في ضيافة القارة. وبعد الفترة الذهبية التي عاشتها الكرة الكاميرونية في الأيام الخوالي عندما خاض الفريق المباراة الافتتاحية لكأس العالم 1990 وتمكن من هزيمة مارادونا والتانجو في لحظة أذهلت العالم بأسره وتمكن المنتخب في تلك البطولة من الوصول إلى دور الثمانية قبل أن يخرج على يد المنتخب الإنجليزي، يبدو أن إيتو ورفاقه لا يسيرون على خطى أسلافهم. ويعتقد روجيه ميلا الأسطورة الكاميرونية أن منتخب بلاده دخل مباراته أمام اليابان وهو واثق من الحصول على النقاط الثلاث، ولكنهم تفاجأوا بسرعة اليابانيين وطريقة تنظيمهم في الملعب، وهو ما أدى إلى خسارة مستحقة وموقف صعب بات الفريق فيه خلال المرحلة القادمة. وأضاف ميلا أن الكرة الأفريقية في تراجع مستمر خلال السنوات الماضية، مؤكداً أن العيب في المسؤولين عن اللعبة في القارة الذين فشلوا في استثمار النجاحات التي حققتها هذه المنتخبات خلال السنوات الماضية. وبالنسبة للمنتخب الجزائري، فقد دفع «محاربو الصحراء» ثمن الحركة غير المسؤولة من قبل المهاجم عبدالقادر غزال عندما لمس الكرة بيده بشكل متعمد، مما دفع الحكم لطرده واستكمل فريقه بقية المباراة بعشرة لاعبين ليأتي الحارس الشاوشي ويزيد الطين بلة بعد أن عجز عن التصدي للكرة السهلة التي سددها لاعب سلوفينيا لتدخل في مرماه بسهولة ويخسر فريقه نقاط اللقاء. وقد يكون للكرة الجزائرية بعض العذر، على اعتبار أن الفريق عاد للمونديال بعد غياب طويل وهو يضم مجموعة من اللاعبين قليلي الخبرة، وقد تكون المشاركة في البطولة فرصة مناسبة لهم للاحتكاك والعمل من أجل استعادة أمجاد الكرة الجزائرية. وكان حال منتخب الدولة المضيفة جنوب أفريقيا أفضل عندما قدم عرضاً مميزا أمام المكسيك في الشوط الثاني للمباراة الافتتاحية وتقدم بهدف جميل وكاد يضيف الثاني، ولكنه قبل في نهاية الأمر بالتعادل، وبينما ارتفعت معنويات عشاق “البافانا بافانا” قبل مباراة الفريق الثانية أمام الأورجواي، فقد تعرضت آمالهم لضربة موجعة وتحولت الأحلام إلى كوابيس عندما سقط الفريق بالثلاثة في العاصمة بريتوريا. ويلقي الكاتب ديف سيمون باللوم على المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو الذي لم يكن على مستوى الحدث مستغرباً الإصرار على توليته شؤون المنتخب بعدما كان قد غادر من قبل متعذراً بظروفه الخاصة. وقال ديف إن اتحاد الكرة يتحمل المسؤولية كاملة، على اعتبار أنه لم يقم بإعداد المنتخب بطريقة جيدة ويخشى أن يكون منتخب جنوب أفريقيا هو أول منتخب مضيف في تاريخ كأس العالم يخرج من الدور الأول، مؤكداً أن الفرصة لا تزال متاحة على الرغم من بصعوبتها. أما منتخب كوت ديفوار فيبدو في وضع أفضل من المنتخبات السابقة، وهو يقع في مجموعة الموت التي تضم إلى جانبه منتخبات البرازيل والبرتغال وكوريا الشمالية، وقدمت «الأفيال الإيفوارية» عرضاً جيداً أمام البرتغال وتمكن الفريق من انتزاع نقطة التعادل أمام كريستيانو رونالدو ورفاقه، ولكنهم في مهمة صعبة للغاية من أجل إدراك الدور الثاني، حيث يتوجب عليهم ملاقاة البرازيل والتعادل معها على أقصى تقدير من أجل الإبقاء على الحلم حياً. أما غانا وهي الفائزة الوحيدة بين المنتخبات الستة، فقد تكون هي التي حافظت على أحلام القارة السمراء باقية ويثير هذا المنتخب إعجاب الكثيرين على اعتبار أن جله من الشباب الذين تم الدفع بهم خلال نهائيات كأس الأمم الأفريقية في بداية العام الحالي وتمكنوا حينها من الوصول إلى المباراة النهائية التي خسروها أمام منتخب مصر بصعوبة، وها هم يتم الزج بهم في كأس العالم ويبقى المنتخب الغاني هو صاحب الآمال الأكبر في العبور إلى الدور الثاني، ولكن ماذا بعد التأهل وخصوصاً أن الفريق يفتقد جهود نجمه مايكل إيسيان. هذا كان حصاد المنتخبات الأفريقية في الجولة الأولى من كأس العالم التي تقام في قارتهم للمرة الأولى وستظل الآمال حية كما اعتاد الأفارقة أن يعيشوا عليها وليس لهم مناص من الإبقاء عليها، عل وعسى أن تتغير الموازين خلال الجولتين القادمتين.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©