32 طفلاً قتلوا داخل الأنفاق في رفح

كشف تحقيق أصدرته وحدة البحث الميداني في الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون عن عمالة الأطفال داخل الأنفاق، أن عدد الأطفال الذين قتلوا داخل الأنفاق 32 طفلاً منذ بدء العمل في هذه الأنفاق قبل ثلاث سنوات، علماً بأن إجمالي عدد الضحايا الذين قتلوا نتيجة انهيار الأنفاق أو القصف الإسرائيلي، أو تدمير الجانب المصري لها بلغ 117 شخصاً. وقالت الجمعية إن عمالة الأطفال الفلسطينيين هي الأعلى في دول العالم، وأرجعت أسباب عمالة الأطفال الفلسطينيين إلى الفقر والحاجة، وتدني المستوى التعليمي والثقافي، بالإضافة إلى الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، مما أدى إلى خلق فرص عمل جديدة شاقة ومرهقة لدى الأطفال منذ ثلاث سنوات، مع بدء العمل في الأنفاق بين مصر وغزة. وأضافت الجمعية أن حفر الأنفاق يتطلب العمل لساعات متواصلة تصل إلى أكثر من 12 ساعة عمل متواصلة لسرعة إنجاز تلك الأنفاق، مما يصيب العاملين في الأنفاق بالإرهاق والتعب الشديدين، وخاصة الأطفال منهم مما أدى إلى اللجوء إلى المسكنات وبعض الأدوية الخطيرة التي تقضي على الألم والشعور بالتعب، وبالتالي إلى إدمان الأطفال على تلك الأدوية الخطرة. وأضاف التحقيق إن الأطفال يعملون في نقل البضائع التجارية من جميع الأصناف، مثل المواد الغذائية والأدوات الكهربائية، والأدوية وحليب الأطفال والأقمشة والأحذية والمواشي، ومن المواد الأكثر خطورة “التنر” وهو يستخدم كمادة تدمج مع أنواع خاصة من البويات، وهو نفاذ الرائحة فإذا ثقبت علبة داخل النفق، فإنها بمثابة كارثة لهم ناهيك عن الدهانات مواد التنظيف الخام. وقال التحقيق إن الأطفال يعملون في نقل البضائع التجارية داخل نفق ضيق يصل طوله إلى أكثر من 700 متر، وبعمق أكثر من 12 متراً تحت سطح الأرض، مسترشدين بإنارة متواضعة كل عشرة أمتار على طول النفق. وتتراوح الأجرة ما بين 50 و 200 شيكل يومياً، ومتوسط 100 شيكل يومياً (حوالي 27 دولار) ومعظمهم يطمح إلى مواصلة العمل للتغلب على سوء المعيشة، ومعظمهم يساعد على إعالة أفراد أسرته على الرغم من عدم موافقته على هذا العمل، إلا أن انعدام الدخل الأسري يجبره على الاستمرار في هذا العمل. وأكدت الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون، أن هناك استغلالاً سيئاً للأطفال من قبل ملاك الأنفاق، الذين يستغلون صغر حجم أجسادهم، وقلة الأجور التي يتقاضونها مقارنة بالبالغين. وأعربت الجمعية عن قلقها البالغ لزيادة عدد ضحايا الأنفاق وخاصة الأطفال، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لرفع الحصار عن غزة وفتح كافة المعابر التجارية، وإدخال كافة السلع، الأمر الذي سيؤدي إلى إغلاق الأنفاق تلقائياً. ودعت الجمعية منظمات حقوق الإنسان، والمؤسسات والجمعيات المعنية بحقوق الطفل بمساندتها لتشكيل لوبي ضاغط، يضمن إنهاء تلك الظاهرة