الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضل ?العشر ?الأواخر ?من ?شهر ?رمضان ?المبارك

فضل ?العشر ?الأواخر ?من ?شهر ?رمضان ?المبارك
17 يونيو 2017 11:39
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ) (أخرجه مسلم). هذا الحديث حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الاعتكاف، باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان. من المعلوم أننا نعيش في ظلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الذي حظي بتفضيل الله سبحانه وتعالى له على غيره من سائر الشهور، إذْ بارك أيامه ولياليه وضاعف فيها المثوبة والأجر وجعلها موسماً للعبادة، وخصَّ العشر الأواخر من أيامه ولياليه بمزيد من الفضل ترغيباً في إحياء هذه الليالي المباركة والإكثار فيها من التقرب إلى الله بالذكر والصلاة وتلاوة القرآن وفعل الخيرات والطاعات، كما جاء في الحديث عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: (كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) (أخرجه البخاري). الاعتكاف إن سنة الاعتكاف من السنن العظيمة التي شُرعت في الإسلام، وقد أجمع المسلمون على أن الاعتكاف فضيلة ينبغي للمسلم أن يقوم بها متى كان قادراً على ذلك، لأن الاعتكاف يزيد النفس الإنسانية صفاء ونقاء وحسن صلة بالله عز وجل، فقد ورد أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قام بإحياء العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث اعتزل نساءه فيها، وتفرغ لعبادة ربه، وأيقظ من يستطيع القيام من أهله، ليشاركوه في إحيائها، التماساً لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. ومن المعلوم أن آخر شهر رمضان أفضله لأنه خاتمة العمل، والأعمال بخواتيمها، ولذا خُصَّت العشر الأواخر بوظائف خاصة، منها: طلب الاعتكاف، وقيام الليل، وإيقاظ الأهل، واعتزال النساء، والإكثار من الدعاء كما جاء في الحديث الشريف: (أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ) (أخرجه البخاري). فعلينا أن نُشَمِّر عن ساعد الجدّ، ونغتنم هذه الأيام المباركة المتبقية من العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك، للإكثار من الطاعات والقربات وفعل الخيرات. صلاة التراويح صلاة التراويح من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى خالقه، ويؤديها المسلم في كل ليلة من ليالي رمضان بعد صلاة العشاء وقبل صلاة الوتر، وسُمِّيت بهذا الاسم لأن المصلين لها يستريحون بالجلوس عقب كل أربع ركعات منها، أو لأن أهل مكة كانوا يطوفون بين كل أربع ركعات فينالون فضل الطواف ويستريحون، وتسمى أيضاً بصلاة القيام لأن المصلين يقومون لصلاتها عقب صلاة العشاء. وقدْ رَغَّب النبي – صلى الله عليه وسلم- في هذه الصلاة وغيرها من صلاة الليل في أحاديث كثيرة، منها قوله – صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (أخرجه البخاري)، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – أول من سَنَّ الجماعة في صلاة التراويح في المسجد ثم تركها خوفًا من أن تُفرض على أمته، وقد توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرٍ من خلافة عمر -رضي الله عنهما-، كما جاء في الحديث عن عبد الرحمن بن عبد القاريِّ أنه قال: «خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ، ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ» (أخرجه البخاري). ليلة القدر أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة – رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) (أخرجه البخاري)، وقد شرَّف الله سبحانه وتعالى ليلة القدر بنزول القرآن الكريم فيها، حيث جعل لها سورة كاملة باسمها، وجعلها خيراً من ألف شهر، كما حثَّ رسولنا -صلى الله عليه وسلم- على قيامها، فقال: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (أخرجه البخاري)، وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة والدعاء والابتهال وقراءة القرآن. وقد أخفى الله ليلة القدر لحثِّ المؤمنين على الاجتهاد في طلبها وعلى إحيائها بالعبادة والطاعة، كما ورد في قوله – صلى الله عليه وسلم –: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ)، وقوله –صلى الله عليه وسلم - أيضا: (مَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا ?فِي ?لَيْلَةِ ?سَبْعٍ ?وَعِشْرِينَ) (أخرجه النسائي) ?. وإذا هيأ الله للمسلم ليلة القدر فعليه أن يَتَّبعَ ولا يَبْتَدع، وجزى الله نبينا خير الجزاء فقد أرشدنا إلى كلّ خير، كما رُوِي عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ! إنْ عَلِمْتُ أيّ لَيلةٍ لَيلةَ القَدرِ ما أقولُ فيها؟ قالَ- صلى الله عليه وسلم-: قولي: «اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمٌ تُحبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» (أخرجه الترمذي). فإذا علمتَ هذا الفضل العظيم لتلك الليلة فاحرص على قيام ليالي رمضان، فلهذه الليلة ميزة في الحصول على الثواب الفريد لمن قامها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©