الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البحر... انثيالات القوافي المبتلة بالماء

البحر... انثيالات القوافي المبتلة بالماء
12 ابريل 2012
عالم البحر نافذة مشرعة للإنسان على نسماته الهادرة في غالب الأحايين، ولعشاقه الراحلين صوب اللانهاية لحدوده مع مدّ البصر بين الزرقتين السماء والماء. فقد رسم النواخذة والبحارة والنهّامون وهم يمتطون صهوة البحر صورة أثيرة حميمية لهذا العالم الكبير الذي يبحرون فوق أمواجه المتلاطمة ليكونوا بين مياهه الغزيرة. نعم إن بحارة منطقة الخليج العربي هم الفرسان الذين قضوا شطراً من حياتهم يصارعون موجاته الهادرة من أجل الفوز بنصيب وافر من خبراته في رحلات الغوص قبل ظهور النفط. وإذا تأملنا البحر منذ سالف الأيام نجد أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد أنجبت فوق ثراها البحار الكبير أحمد بن ماجد الذي ولد في إمارة رأس الخيمة قبل حوالي خمسمائة عام الذي تعلق بالبحر وسافر فيه وكتب عنه كتابه الفوائد المعروف. لا نستطيع أن نذكر إسهامات العرب في البحر ومن أبرزها حكايات السندباد البحري في ألف ليلة وليلة، أو أبرز أدباء العرب في العصر الحديث الذين كتبوا في أدب البحر وعلى رأسهم الأديب السوري حنا مينا برواياته ومؤلفاته المعروفة في هذا المقام، ولا للروائيين الغربيين أمثال أرنست همنغواي وغيره، لأن ذلك يتطلب دراسة شاملة لهذا الموضوع المتشعب كأمواجه الهادرة، وحسبنا ها هُنا في صفحات “الاتحاد الثقافي” الإضاءة على بعض جوانب عوالم البحر في الشعر العربي. في لسان العرب ذكر البحر واشتقاقاته الوافرة في معاجم اللغة العربية، فقال ابن منظور في مُعجمه “لسان العرب” ضمن مادة “بحر”: إن البحر هو الماء الكثير، ملحاً كان أو عذباً، وهو خلاف البر، سُمي بذلك لعمقه واتساعه، وقد غلب على الملح حتى قل في العذب، وجمعه أبحُر وبُحور وبِحار. وماء بحر: ملح، قل أو كثر؛ قال الشاعر نصيب: وقد عاد ماء الأرض بحرا فزادني، إلى مرضي، أن أبحر المشرب العذب وقال ابن بري: هذا القول هو قول الأموي لأنه كان يجعل البحر من الماء الملح فقط. قال: وسمي بحرا لملوحته؛ يقال: ماء بحر أي ملح، وأما غيره فقال: إنما سُمي البحر بحراً لسعته وانبساطه؛ ومنه قولهم إنّ فلاناً لبحرٌ أي واسع المعروف؛ قال: فعلى هذا يكون البحر للملح والعذب؛ وشاهد العذب قول ابن مقبل: ونحن منعنا البحر أن يشربوا به، وقد كان منكم ماؤه بمكان وقال الشاعر جرير: أعطوا هُنيدة تحدوها ثمانية، ما في عطائهم من ولا سرف كوماً مهاريس مثل الهضب، لو وردت ماء الفرات لكاد البحر ينتزف وقال عدي بن زيد: وتذكر رب الخورنق إذ أشـ ـرف يوما، وللهدى تذكير سره ماله وكثرة ما يمـ ـلك، والبحر معرضا والسدير أجمع أهل اللغة أنّ اليمّ هو البحر. جاء فـي الكتاب العزيز: “فألقيه في اليم”؛ قال أهل التفسير: هو نيل مصر، حماها الله تعالى: ابن سيده: وأبحر الماء صار ملحاً؛ قال: والنسب إلى البحر بحراني على غير قياس. قال سيبويه: قال الخليل بن أحمد الفراهيدي: كأنهم بنوا الاسم على فعلان. وزعم ابن سيده في كتاب المحكم أن العرب تنسب إلى البحر بحراني، على غير قياس، وإنه من شواذ النسب؛ ونسب هذا القول إلى سيبويه والخليل، رحمهما الله تعالى، وما قاله سيبويه قط، وإنما قال في شواذ النسب: تقول في بهراء بهراني وفي صنعاء صنعاني، كما تقول بحراني في النسب إلى البحرين التي هي مدينة، قال: وعلى هذا تلقاه جميع النحاة وتأولوه من كلام سيبويه، قال: وإنما اشتبه على ابن سيده لقول الخليل في هذه المسألة أعني مسألة النسب إلى البحرين، كأنهم بنوا البحر على بحران، وإنما أراد لفظ البحرين، ألا تراه يقول في كتاب العين: تقول بحراني في النسب إلـى البحرين، ولم يذكر النسب إلى البحر أصلا، للعلم به وأنه على قياس جار. قال: وفي الغريب المصنف عن الزيدي أنه قال: إنما قالوا بحراني في النسب إلى البحرين، ولم يقولوا بحري ليفرقوا بينه وبين النسب إلى البحر، وقال ابن سيده: وكل نهر عظيم بحر. وذكر الزجّاج: وكل نهر لا ينقطع ماؤه، فهو بحر. قال الأزهري: كل نهر لا ينقطع ماؤه مثل دجلة والنيل وما أشبههما من الأنهار العذبة الكبار، فهو بحر. أما البحر الكبير الذي هو مغيض هذه الأنهار فلا يكون ماؤه إلاّ ملحاً أجاجاً، ولا يكون ماؤه إلاّ راكداً؛ وأما هذه الأنهار العذبة فماؤها جار، وسميت هذه الأنهار بحارا لأنها مشقوقة في الأرض شقا. ويسمى الفرس الواسع الجري بحرا؛ ومنه قول النبي، في مندوب فرس أبي طلحة وقد ركبه عريا: إني وجدته بحرا أي واسع الجري؛ قال أبو عبيدة: يقال للفرس الجواد إنه لبحر لا ينكش حضره. قال الأصمعي: يقال فرس بحر وفيض وسكب وحت إذا كان جواداً كثير العَدو. وفي الحديث: أبى ذلك البحر ابن عباس؛ سُمِّي بحراً لسعة علمه وكثرته. كما لم يعرف العرب المسلمون ركوب البحر ويألفوه نظراً لانشغالهم في شؤون التجارة على ظهور السفن الرومانية التي كانت تقصد بلادهم، بينما امتطوا ظهر البحر أيام هجرة المسلمين إلى بلاد الحبشة في عهد النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم بعيداً عن أذى مشركي قريش وجبروتهم. في ديوان العرب المُتتبع لمسيرة الشعر العربيّ وتطور موضوعاته في المشرق لابُدّ له من أن يكون قد قرأ أبياتاً للشاعر أبي نواس في وصف سُفن الخليفة العباسي الأمين بن هارون الرشيد. يشير إليها الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه “الأدب الأندلسي موضوعاته وفنونه” الصادر عن دار العلم للملايين ببيروت، بأن سُفن الخليفة الأمين كانت تذرع صفحة نهر دجلة على مقربة من بغداد دار السلام جيئة وذهاباً مُزدانة بهيجة تحمل شكل أسد حيناً وشكل عُقاب حيناً آخر وشكل دولفين حيناً ثالثاً. وأضاف “ولكن السُفن التي وصفها أبو نواس كانت سُفن نزهة. وأما سُفن الحرب أو سُفن الأسطول فقد كان أول مَن وصفها من المشارقة الشاعر مسلم بن الوليد، الذي يُعدّ أول من وصف السفينة الحربية وهي تخوض المعارك البحرية وذلك في قوله: كشفتُ أهاويلَ الدُّجى عَن مَهُولةٍ بجَارِيةٍ محمولةٍ حامِلٍ بِكْرِ لَطَمت بِخَدّيها الحَبَاب فأصبَحَت موفقةَ الدّاياتِ مرتُومةَ النَحرِ إذا أقبلَت رَاعَت بِقُنّةِ راهبٍ وإن أدبَرَت رَاقَت بِقادِمَتيْ نَسْرِ تَجَافَى بها النّوتِيُّ حتى كأنّما يسيرُ مِن الإشفاقِ في جبلٍ وعرِ تَخْلّجُ في وجه الحَبَابِ كما انْثَنَت مُخبأةٌ مِن كِسْرِ سَتْرٍ إلى سِتْرِ البحر والوصف يشكل البحر بالنسبة للإنسان في منطقة الخليج العربي أحد المُعطيات الهامة التي تلح على مُخيلة الشاعر. وأشارت الباحثة القطرية هيا محمّد عبدالعزيز الدرهم في كتابها “صورة الأدب في الشعر العربي الحديث بالخليج 1960 ـ 1980م” الصادر عن دار الثقافة في قطر إلى أنّ كلمة موقف هي: “مُصطلح فلسفي شاع في البداية في بعض الفلسفات الحديثة ومنها فلسفة الوجودية، ومعناه: علاقة الكائن الحيّ ببيئته وبالآخرين في وقت ومكان مُحددين. وبهذه العلاقة يكشف الإنسان عمّا يحيط به من أشياء ومخلوقات بوصفها وسائل أو عوائق في سبيل حريته”. كما رأت الدرهم: أن أول صورة تواجهنا في الموقف المباشر للشاعر من البحر هو تصوير البحر تصويراً يذكرنا بشعر الوصف. والوصف فنّ قديم في ديوان الشعر العربي امتدت عناصره إلى الشعر الحديث، واصطبغت هذه العناصر بالموضوع الموصوف حتى أننا نستشف من ورائها سمات الواقع الزمكاني، بل والخصائص لكل شاعر منذ وصف الأطلال في الشعر العربي القديم، إلى وصف أي عنصر من عناصر الطبيعة في عصرنا الحاضر. اتخذ الشعراء العراء المعاصرين من البحر متنفساً لهم للخروج من ضيق الحياة في المدينة حيث الفضاء الرحب والجو ذي النسائم العليلة والانفتاح على البعيد على امتداد خط الأفق، فكتبوا عن البحر شعراً وصفياً وأنثيالات رومانسية جعلتهم يلجؤون إلى مياهه الزُرق للهروب من الواقع ليكون لهم ملاذاً يحتضنهم ورؤاهم لخيالهم الجامح المسافر مع أمواج البحر الراحلة. السيّاب... وأنا المجاديف ارتبط المجداف بشعراء الخليج للدلالة على القوة في النصوص الشعرية التي صورت علاقة الغوّاص بالبحر، إلاّ أننا حين ننظر إلى هذه الكلمة ـ المجداف ـ لدى الشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب فإننا نرى لها مدلولاً آخر هو المشاركة في آلام الغُربة وقسوتها وترقب الأمل الذي لا يتحقق في العودة واللقاء، الذي يقول في “المجموعة الكاملة”: “الزورق النائي، وأنا المجاديف الطِوَال تدنو على مهل... وتدنو في انخفاضٍ وارتفاع حتى إذا امتدّت يداكِ إليَّ في شبه ابتهال وهمستِ: “ها هو ذا يعود” ـ رجعتِ فارغةَ الذراع وأفَقْت في الظلماء حَيْرَى، لا ترين سوى النجوم ترنُو غليكِ من النوافذ في وجُوْم... في وجُـوْم” أصيخِي السمعَ للهُولُو ومن قصائد الشعر الحرّ اتضحت نماذج للصور المركبة التي تجمع بين أشكال عدّة للصورة الشعرية، من ديوان “أنين الصواري” للشاعر البحريني علي عبدالله خليفة في قصيدته “صدى الأشواق”: زغردي ياخالتي... يا (أمّ جاسم) زغردي فقد عاد طرّاق المواسم جهزّي الحنّاء، هاتي الياسمين هاكِ ماء الورد والعُود الثمين عطِّري الِبشتَ وأعطيني الخواتم طافت البُشرى بأهل الحيِّ قُومي واتركي عنكِ تًعِلأّتِ الهُموم قد سمعتُ الكل في الأسياف يحكي عن شراعٍ في المدى اجتاز اختبارات المحكِّ لا يُبالي الموجَ أو لفحَ السّموم ساعديني، رتِّبي عنِّي المساند وانثري المَشمُوم والأشواق في كلّ الجوانب وأصيخِي السمعَ (للهُولُو) على الشُطآنِ عائِد أشهر الغوص تمطّت... فتمدَّت في حسابِ العُمْرِ قرناً وهو عاتب. مرحباً بالبحر البحر بارز في وجوه الطبيعة في منطقة الخليج، نتيجة الارتباط الوثيق بينه وبين حياة الخليجيين على مرّ العصور. يؤكد ذلك عبدالله الطائي حين يتأمل البحر بجماله وهدوئه تتردد لديه هذه ألأبيات في ديوانه “وداعاً أيّها الليل الطويل”، فيقول: مرحباً بالبحر قد صاغ على الماء عقُودَهْ والسّما تمنحه الدُرَّ فيختار نضيدَهْ وضياء البحر أغناهُ بألوان جديدهْ فبدا الشاطئُ روضاً نثر الأفق ورودَهْ تسأليني عن قصيدي وهنا ألف قصيدَهْ السندباد البحري وظف الشاعر المعاصر في الخليج شخصية السندباد البحري ـ التي نجدها في الأدب الشعبي لاسيما ألف ليلة وليلة ـ لكي تكون قناعاً رمزياً يعبر عن الملاّح المعاصر، والأنموذج لذلك ما نقرأه عند الشاعر الكويتي محمّد الفايز في ديوانه “النور من الداخل” الذي يقول فيها: سأعيد للدنيا حديث السندباد ماذا يكون السندباد؟ شتّان بين خيال مجنون، وعملاقٍ تراه، يطوي البحار على هواه بجباله، بشراعه بإرادة فوق الغيوم، بيدٍ تكادُ عروقها الزرقاء ترتجل النجوم. موطن الهُولو كما أنّ للبحر أغانٍ مسافرات مع النواخذة ـ أصحاب السفُن ـ والبحّارة، وهم ينطلقون صوب خط الأفق البعيد في عَرض البحر اللُجيّ، فللبحارة أغانيهم أثناء رحلة الغوص قبل اكتشاف النفط، نحو “الهولُو” و”اليامال” في دلالة حقيقية ومجازية برأي هيا الدرهم، ولـ”الهُولُو” في أغاني البحر سمة خاصة بموطنه عند الشاعر محمّد الفايز، الذي يقول في ديوانه “النور من الداخل”: يا موطن الهُولُو الذي غنّت له من أمس أمس سواحل وبحار وتصاعد الهُولو بلحن صاخب وجفّت لوقع دويِّه الأبصارُ الشمسُ للهُولُو الذي لمّا نزل ألحانه وكأنّها الأسفارُ الملاّح التائه جعل الشاعر المصري علي محمود طه من البحر وشكواه إليه شفاءً لما يعانيه من آلام في علاقته بالواقع، فيقول في ديوانه “الملاّح التائه”: لي وراء الأمواج يا بحر قلب نازحُ الدار ماله من مآب بيْدَ أنّي أحسّ فيك شفاءً مِن سقامي ورحمةً من عذابي أنت مهدُ الميلاد والموت يا بحر ومثوى الهموم والأوصاب فأنا فيك أطرحُ الآن آلا مِي وعبءَ الحياة والأحقاب الصايغ: أنا البحر رسم الشاعر حبيب الصايغ “الإمارات” صورة للبحر في قصيدة “أنا البحر” حيث تمثل بالبحر اللجي مخاطباً إياه بقوافٍ متموجة على شواطئه المتلاطمة وذلك ضمن ديوانه الجديد “رسم بياني لأسراب الزرافات” الصادر عن مؤسسة الانتشار العربي في لبنان، قال الصايغ فيها: “أيّها البحرُ: عُد نحو جرحك. عُد نحو سيرتك الجارحهْ أيّها البحرُ: عُد نحو مِلحِك. عُد نحو أحزانك المالحهْ أيّها البحرُ: عُدْ نحو بحرِكَ والرائحهْ فإنّا نُحبك حين تعود إليك. وأنّا نُحبك حين تعودْ إلى دمنا، لتكسِّر في دمنا دمنا والقيود وإنّا نحبك أجرأ من خوفنا وأوسع من حُلمنا فائضاً كالمشاعر وأصدق من ليلة عجريهْ وأصدق من لثغة الأبديهْ وأصدق من كذبة أو شظيهْ وأصدق من خلجات صبيهْ وأصدق من شاطئ حاسرٍ ذات صيف، وأصدق من ولد شاطرٍ ذات أغنية مدرسيهْ...”. وها هو الصايغ يحكي “أنا البحر” من خلال تثاؤب الموج والصخر لكي يحسّ بصداه في هذا العالم الواسع كمدّ البصر، فقال: “أيّها البحرُ: لابُدّ للموج أن يتثاءب حتى نراه ولا بُدّ للصخر أن يتناثر ما بين أعيننا لنحس صدّاه ولا بُدّ للصخر أن يخدش الورق الرّخو لابُدّ من جثة تتداعى ولا بُدّ من أفق يتداعى دماً أو رحيلاً دماً أو شراعاً ولا بُدّ من صرخة أول السطر حتى نغطي فراغ الخطابهْ ولا بُدّ من نقطة آخر السطر حتى نُغطي فراغ الكتابهْ...”. ويختم الصايغ قصيدته قائلاً: “أنا والبحرُ بحرانِ في واحد، ومكانان في واحد وكتاب غرام ودهر يغادر أعوزامه ليدخل أعوامنا، كل عام. أنا والبحر بحرانِ في واحد، ومكانان في واحد غير أنّي انفصلتُ عن البحر منذ اكتشاف الكلام لأهدأ بعضاً من الوقت أو لأنام”. جزائر اللؤلؤ كذلك شكل الشاعر السعودي الدكتور غازي القصيبي من ثورة الريح والأمواج وصراع البحّار معهما موقفاً يدل على طبيعة الصراع الذي تعاني منه الذات وحيدة في مواجهة العالم من حولها، والحياة صراع متلاطم والفرد في داخله طفل لا يقوى على مواجهة الأخطار بقول هيا الدرهم. يقول القصيبي في ديوانه “أشعار من جزائر اللؤلؤ”: أين أين المسير والبحر طاغٍ والدياجي تمدّ حولي ستارا والرياح الهوجاء تعصف بالكون فتربدُّ صفحتاه اغبرارا وشراعي الضئيل في ثورة الأمواج طفلٌ يصارع الأقدارا لا رجوعٌ... البَرّ عنِّي بعيد كلما جئته اختفى وتَوارَى ونجوم السّماء تبخل بالضوء وتمضي عن ناظريَّ قرارا وهدير ألأمواج يقلقُ سمعي وشحوبُ الدُّجَى يُميتُ النهارا البحرُ موعدنا بينما اتخذ الشاعر المصري محمّد إبراهيم أبو سنة في قصيدته “البحر موعدنا” البحر رمزاً للمنقذ والمُخلّص القوي من آلام الواقع فيقول: “البحر موعدنا وشاطئنا العواصف جازف فقد بَعُدَ القريب ومات مَن ترجُوه واشتد المخالف لن يرحمَ الموج الجبانَ ولن ينال الأمن خائف”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©