السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سقراط: طريقة اللعب البرازيلية الآن «إهانة لثقافتنا»

سقراط: طريقة اللعب البرازيلية الآن «إهانة لثقافتنا»
17 يونيو 2010 23:01
يتهيأ المنتخب البرازيلي لتحقيق الفوز بلقب كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه، لكنه ربما لا يهتم بشكل كبير بتقديم عروض جيدة في كأس العالم 2010 المقامة حاليا بجنوب أفريقيا. ويبدو أن تقديم العروض الجميلة، مثل التي قدمها المنتخب البرازيلي بجهود النجوم بيليه وجيرزينيو وريفيلينيو خلال الفوز بلقب كأس العالم 1970 بالمكسيك، لا يتصدر أولويات كارلوس دونجا المدير الفني الحالي للمنتخب البرازيلي. لذلك لم يكن غريباً أن تظهر السعادة على دونجا بالأداء الفعال للمنتخب البرازيلي في الفترات الأخيرة من مباراته أمام نظيره الكوري الشمالي، والتي انتهت بفوز البرازيل 2 - 1 في أولى مباريات الفريقين بكأس العالم الحالية. وقال دونجا “46 عاماً” عشية تلك المباراة “ليس المهم أن تروق لأحد أو لا، المهم هو ما يحدث على أرض الملعب، وأضاف “الأمر كله يتعلق بالفاعلية” واعترف بأن المباراة لم تكن سهلة أمام منتخب كوريا الشمالية، وبعد الأداء المتواضع الذي شهده الشوط الأول من المباراة تقدم منتخب البرازيل بهدفي مايكون وايلانو قبل أن يرد المنتخب الكوري بهدف متأخر سجله جي يون نام ليضعف بريق الفوز البرازيلي. وتخطى دونجا بذلك الحاجز الأول , ولكن الفوز الذي حققه المنتخب البرازيلي في الليلة الباردة باستاد “إليس بارك” في جوهانسبرج أمام المنتخب الكوري الشمالي الذي أثبت أنه فريق مكافح ومنافس قوي، لن يخفف من حدة الانتقادات التي توجه إلى دونجا في البرازيل. وشحذت وسائل الإعلام البرازيلية السكاكين للرجل الذي كان قائدا للمنتخب البرازيلي الفائز بلقب كأس العالم 1994، وربما تحصل على الفرصة لاستخدامها في حالة عدم تحسن أداء الفريق في مباراته المقبلة أمام كوت ديفوار أو المباراة التالية أمام البرتغال في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات الدور الأول. ولم يعد المنتخب البرازيلي بملامحه القديمة تحت قيادة دونجا، حيث أصبحت الجلسات التدريبية أمرا سريا وغالبا ما تقام بدون جماهير، وهو ما يعد شيئا لا يمكن تصوره بالنسبة لفريق ظل يمارس تدريباته دائما في هدوء نفسي أمام الجماهير ويتحدث لاعبوه بحرية أمام وسائل الإعلام والجماهير البرازيلية. وجاء عصر دونجا بمثابة صدمة لقنوات تليفزيونية مثل “جلوبو” التي كانت تتمتع بسهولة الوصول إلى حجرات تغيير ملابس اللاعبين، لكن الآن يشترط دونجا على لاعبيه عدم إجراء أي حوار مع وسائل الإعلام دون إذنه، ويتردد أن المهاجم روبينيو خالف تلك التعليمات هذا الأسبوع بالتحدث إلى قناة جلوبو، واعتذر لزملائه في اجتماع عقد خصيصا لذلك. وتبدو العلاقة بين المنتخب البرازيلي ووسائل الإعلام متوترة في الوقت الحالي، وفيما يبدو أمراً مألوفا في كرة القدم البرازيلية، واجه دونجا هجوما قويا من بعض النجوم السابقين، وإن كان الأسطورة بيليه مؤيدا له. وقال صحفي برازيلي يتابع المنتخب في بطولات كأس العالم “لن أقول إنها عقلية انغلاقية لأن بعض الفرق أكثر انغلاقا، ولكنه بالنسبة للبرازيل يعد انغلاقا”. ولم يعتن دونجا بشكل كبير بالحديث عن “اللعبة الجميلة”، وأكد أنه منذ توليه تدريب المنتخب البرازيلي عقب كأس العالم 2006 التي خرجت البرازيل منها على يد فرنسا، سجل الفريق البرازيلي 100 هدف، ولا شك في أن المنتخب يقدم أداء فعالا. ولكن هذا الأداء ليس الذي اعتاد العالم أن يشاهده من منتخب السامبا كما أنه لا يشبع طموح الجماهير البرازيلية المهووسة بكرة القدم، ورغم أن المنتخب البرازيلي لا يضم سوى عدد محدود من النجوم البارزين، يعتقد دونجا أن لديه فريقا قادرا على إحراز لقب كأس العالم للمرة السادسة في تاريخ البطولة، ويأمل أن يطبق اللاعبون طريقته، وقاد دونجا المنتخب البرازيلي للفوز بلقبين قبل أن يقوده لنتائج جيدة في تصفيات كأس العالم. وكان المنتخب البرازيلي واجه انتقادات عنيفة للطريقة التي لعب بها في كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) 2007، لكنه رد بشكل جيد بفوزه على نظيره الأرجنتيني 3 - صفر في المباراة النهائية وإحراز لقب البطولة. وفي كأس القارات 2009 بجنوب أفريقيا، حول المنتخب البرازيلي تخلفه بهدفين أمام نظيره الأميركي إلى الفوز 2/3 في المباراة النهائية ليحرز اللقب. كذلك أثبت المنتخب البرازيلي مدى فاعلية أدائه عندما أنهى تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم في المركز الأول بأكبر عدد من الأهداف وأقل عدد من الأهداف التي سجلت في شباكه. ولا يوجد العديد من المدربين الذين يستطيعون تحقيق نتائج مثل التي حققها دونجا، فقبل نهاية العام قاد دونجا المنتخب في 50 مباراة حقق خلالها 34 انتصارا وخمس هزائم فقط، ولكن حتى الآن، لا يعد الفوز هو كل شيء في البرازيل. وقال توستاو وهو واحد من لاعبي المنتخب البرازيلي الفائز بكأس العالم 1970 “كرة القدم البرازيلية التي أبهرت العالم بلمساتها وتمريراتها وقدرتها على السيطرة على مجريات اللعب في المباريات، لم تعد موجودة الآن، ووصف سقراط الذي كان قائدا للمنتخب البرازيلي في كأس العالم 1982 طريقة لعب كرة القدم البرازيلية الآن بأنها “إهانة لثقافتنا”، بينما تعكس نتائج المنتخب البرازيلي، إيمان مدربه دونجا بأن العمل الجاد والانضباط يسفران عن نتائج جيدة.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©