الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الأميركي عبدالمصور يمزج الواقعية والروحانية في اللوحة

الأميركي عبدالمصور يمزج الواقعية والروحانية في اللوحة
16 ابريل 2011 00:14
يحاول الفنان الأميركي عبدالبادي عبدالمصور أن يمازج بين الفكرة المجردة والمعمار في فنه التشكيلي، كونه يجهد في تقريب عالمين متناقضين وهما العالم الحقيقي الذي يعيشه والعالم الروحاني الذي يؤمن به فكراً وسلوكاً. يلعب عبدالمصور على ظاهر أو شكل الصروح البنائية وبخاصة قباب المساجد لينقل لنا من خلال تقوسها المتوازي كما يرسمه مقاربتها مع السماء، أي أنه يحول فضاء قباب المساجد إلى سماء ترحل إليها أدعية الناس ووجدهم الكوني. ولم يخرج هذا الفنان في رسوماته عن إطار الأبيض والأسود، حيث الحبر على الورق، في محاولته للتعبير عن الخير والشر، والإيمان والكفر، والنور والظلمة بالأسود والأبيض، غير أن الأسود لديه يختلف بحسب ضربات فرشاته بين العريض والصلب، والنحيف الشفاف، هنا يغلب الأبيض تارة على اللوحة والأسود تارة أخرى، وهو لا ينسى في لوحة أو لوحتين أن يدخل إلى اللون عاشقاً غير أن اللون هنا لا يتعدى الأزرق وهو المشابه للسماء التي يتوجه لها بالتضرع. يمازج عبدالبادي عبدالمصور رسوماته الواقعية/ الكونية “الخيالية” تلك، بالحروفية التي لا تخرج عن إطار قناعاته وإيمانه الديني. الحروف لدى عبدالمصور هي مصدر قوة رسوماته، يقدمها للمتلقي ببساطة وبدون تعقيد، الحروف حاملة لمعناها، لمقصديتها ومنها أعماله: “الحافظ” و“الغفور” و“بسم الله الرحمن الرحيم” و“المصور” و”الجامع” و”لا إله إلا الله “ و“الوكيل” و“الله” و“طواف” و”كل من عليها فان”، وهذه الأحد عشر عملاً هي جزء من أعماله السبعة والعشـــرين التي قدمها في معرضه الأخير الذي أقامه الأسـبوع الماضي في جاليري سلوى زيدان بأبوظـبي والتي نفذت جميعها بين 1999 و2010. في لوحة له يرسم عبدالمصور الكون حروفياً ويخط في أسفل اللوحة هذا النص القرآني “إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب” وكأن هذه الآية تحمل الليل والنهار والسماء والأرض الذي تجسد في الرسمة. ولكن لو تساءلنا عن هذا الاستخدام المفرط للون الأسود في تجسيد الكون وهذه الأجرام السماوية السوداء التي يخلقها عبدالمصور في لوحاته لوجدناه يحاول أن يقدم لنا اللامتناهي في الكون عبر اللوحة، اللامتناهي في الوجد عبر اللوحة. لم يترك عبدالمصور مجالاً فارغاً في اللوحة، إذ شغل كل جزئيات فضاء عمله حتى الكلمة الواحدة “الله “ ولكونها تشغل لوحة كبيرة واحدة فإنها تبدو شاغلة المكان برمته. لماذا؟ لأن الفنان تعامل مع اللفظة روحياً ولم يكتف بشكلها الظاهر فبدت أكثر إشراقاً. في معرضه هذا قدم تخطيطات وكأنها اسكتشات لقباب مساجد، بضربات شفيفة، بسيطة من فرشاته إلا أنها تجسد المعنى الكامل الذي يريده ومن الغريب أن المساجد التي يرسمها عبدالمصور تشبه إلى حد بعيد الناس حيث الجسد المقوس عند الكتفين والرأس فوقهما وكأنه بوابة طويلة مقوسة تمثل الجسد وشباك مدور فوقه يمثل الرأس. وأطلق عليها “صلوات إلى السماء” في أكثر من 10 لوحات. المسجد والمنارة، والقباب المقوسة، والله “بالأبيض” على أرضية سوداء، والله “بالأسود” على أرضية بيضاء، ذلك هو انشغال عبدالبادي عبدالمقصود الذي قدم لنا أعمالاً مختلفة. في لوحتين ملونتين بالأزرق فقط اشتغل عبدالمصور على اللون بكل تدرجاته وهما لوحتا “صلوات إلى السماء” حيث رسم قبة مقوسة والحروفية “بسم الله الرحمن الرحيم” ولم يخرج من الأزرق إلى أي لون آخر وكأنه يضارع السماء أو يناجيها. ولد عبدالبادي عبدالمصور في ولاية أوهايو في مدينة كليفلاند الشمالية في 1949 ورافق المصور الأميركي الشهير نلسون ستيفنز، وحاز جوائز عدة للوحاته التي احتلت المراتب الأولى في جامعات منها كنت وماساشوستس وبوسطن، اعتنق الإسلام عام 1968 ورسم أكبر جداريتين في مدينتي هيل وساوث إند. انتقل إلى الإمارات واشتغل بالخط العربي في الشارقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©