الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قليل من الهواء يكفيم

قليل من الهواء يكفيم
12 ابريل 2012
“أحلام ممنوعة” رواية جديدة للكاتبة نور عبدالمجيد صدرت حديثًا عن مكتبة الدار العربية للكتاب، تقع الرواية في 340 صفحة من القطع المتوسط. وفيها تواصل نور عبد المجيد طريقتها السلسة في السرد، بتفصيل وإحكام، بحيث تسيطر على عالمها، وتحرك خيوطه لخدمة هدفها النهائي من الاستعارة الكبرى وهي هنا الحكاية، التي تمثل الحياة، أو النهر الكبير الذي يجرف في طريقه كل شيء، ويبتلع الأنهار الصغيرة، في دائرة وجودية، تجعل من حياة البشر معاناة دائمة، ومحاولات دائمة للفكاك من هذا الأسر الوجودي. هذه المرة تذهب نور عبد المجيد، إلى عالم المهمشين، وتسقط في دائرة وجودهم، ووجوديتهم، ترصد فقرهم وتطلعاتهم وتتوحد معها، وفي أحيان كثيرة، تخلق مساحة ـ وجودية ـ كافية لتأمل هذا العالم، ورصد تفاصيله وإحباطاته، حيث تبرع الكاتبة في التقاط اللحظات الإنسانية والنفسية لسكان العشوائيات والفقراء، ومتعهم البسيطة، ورضائهم بهذا القليل، وحلمهم الدائم بالخروج إلى الهواء الطلق، وكأنهم يقولون إن قليلا من الهواء النقي يكفيهم. ترصد الكاتبة أبطالها منذ لحظة ميلادهم، وتتابع رحلتهم في الحياة، وتحاول السيطرة على مصائرهم لكنهم يتمردون عليها، فالعالم الإنساني في “أحلام ممنوعة” يقف فيه الفقر في مواجهة الطموح، والعجز الجنسي في مواجهة التحقق الإنساني، والعطف والحنان في مواجهة ظرف اجتماعي مسدود لا يسمح بالمرور إلى أعلى، ويظل هذا العالم يغلي بكائناته حتى ينفجر في وجه الجميع، لا يفرق بين الغني والفقير، أو العاجز والمتحقق، فالعدالة فيه غائبة. ولا يكون الحل إلَّا بالثورة التي تأتي في النهاية ليعثر الجميع على طريقة جديدة لحياته. والرواية بشخصياتها الكثيرة، ومداها الزمني الواسع تكتسب صبغة ملحمية، حيث ينصهر الجميع في بوتقة الواقع ومصارعة الأقدار لتحقيق حلم السعادة، وفي وسط هذا الغنى تبرز شخصيات سردية ذات غنى خاص مثل “وداد” و”نجية” و”جابر” و”مراد” وآخرين يشكلون رقعة شاسعة تتحرك على أرضيتها الرواية لنشهد أحد ملامح المجتمع المصري قبل ثورة يناير المجيدة التي تأتي في ختام الرواية كجملة موسيقية تفك جميع الألغاز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©