«مرايا نرسيس» لحاتم الصكر
صدرت مؤخرا في القاهرة ضمن إصدارات المجلس الأعلى للثقافة الطبعة الثانية من كتاب: “مرايا نرسيس: الانماط النوعية والتشكيلات البنائية لقصيدة السرد الحديثة” للدكتور حاتم الصكر والذي صدرت طبعته الأولى ببيروت عام 1999.
والكتاب هو دراسة للتمظهرات السردية في القصيدة الحديثة عبر انواع من التشكلات وانماط نوعية بعضها جديد على الكتابة الشعرية العربية مثل: قصيدة المرايا وقصيدة السيرة. وانقسم الكتاب إلى بابين أحدهما لقائد السرد الذاتي حين يكون المتلفظ هو الشاعر، وفيها يعاين الكتاب قصيدة المرايا كما افتتح كتابتها أدونيس في عدد من قصائد المرايا لشخصيات ومدن واشياء تم حصرها لاستقصاء النوع الشعري ومزاياه فيها. وقصائد الرمز المقنع الذي يعد تطويرا للرمز من جهة وللقناع بمعناه التقني المألوف من جهة أخرى ومثاله المدروس تطبيقيا استخدام عبدالعزيز المقالح لرمز وضاح وسيف بن ذي يزن وما يجري من تحوير لهما لخدمة المهمة النصية للرمز المقنع، والنموذج الثالث هو قصيدة السيرة حيث يسرد الشاعر أجزاء من كِسر سيرية تتسلل إلى راهن النص مكشوفة او معماة ومثالها نص محمود درويش “لماذا تركت الحصان وحيدا” الذي يسميه شبه سيرة ذاتية لكنه يتوفر على كثير من إجراءات السر كالتسميات والمكان والزمان والحوار.
وفي السرد الموضوعي حيث يقف الشاعر ساردا خارجيا غير مشارك، هناك نموذج المطولة أو القصة الشعرية كما تمثلها قصيدة السياب “المومس العمياء”، ونموذج قصيدة الواقعة التاريخية كما تمثلها قصائد امل دنقل حول “مقتل كليب”، ونموذج قصيدة الحكاية ذات المرجع الشعبي او الاسطوري كما تمثلها تجربة حسب الشيخ جعفر في “نظم الحكايات المأثورة”.
كما تصدرت الكتاب مقدمة نظرية مطولة حول القص في الشعر العربي القديم وبدايات النزوع السردي وإمكانات توسع الشكل الشعري لآليات السرد وعناصره انطلاقا من فرضية توسع الاجناس والانواع وانفتاحها.
«خيط رفيع» لمصطفى درقاي
صدرت للكاتب المغربي مصطفى الدقاري (أستاذ اللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية في جامعة بايون بفرنسا) مجموعة قصصية بعنوان “خيط رفيع” ضمن سلسلة الضفة الأخرى التي تهتم بأدب المهجر. وتصدر بشراكة بين دار القرويين ومنشورات مجلة أجراس الثقافية بالمغرب. يحمل غلاف الرواية لوحة للفنان الهييتي لوفوي إكسيل.
وتتألف المجموعة من ست عشرة قصة تترصد “خيطا رفيعا” يستعيد من خلاله صورا غابت للذين رحلوا، “لم يبق منهم إلا بعض الصور الباهتة صور حقيقية وأخرى ذهنية”، عن هذا الغياب يشيد السارد تفاصيل ّ”التذكر” من خلال شخصية واحدة بنفس الملامح والسمات.
مجموعة القاص مصطفى الدقاري “خيط رفيع” جامعها الحنين، والحكي هنا خيط تتلبس به ذات السارد كي تستعيد جزءا من الماضي. هي تفاصيل تقتصد في استعادة أوجه الحنين كي تعيدنا الى أسئلة الكتابة “من الضفة الأخرى” حيث سؤال الهوية والمنفى. وهو ما يضيف ألقا خاصا لخاصيات الكتابة القصصية، رغم أن قصص المجموعة ككل لا تدعي فتوحات في هذا الباب، فجل القصص تحافظ على البناء العام المؤطر للقصة القصيرة.
أحدث نشاطات دار فضاءات للنشر والتوزيع
«الغارقون في العطر»
لأيمن عبوشي
صدرت مؤخرا للروائي الأردني، أيمن عبوشي، رواية “الغارقون في العطر”، عن دار فضاءات للنشر. وتعرض الرواية، لمعضلة تقف ببطلها على مفترق طرق بين خيارات تختلط فيها النـزوة الآنية، مع جدوى البحث عن الذات..
ويعبر الكاتب في أحداث متصاعدة إلى معضلة يختصرها فيما أسماها (الخيارات المتاحة في غرفة معتمة)، وهو قرار يتركه عبوشي لأي مغترب يقرر العودة إلى وطنه جاهلا بما ينتظره هناك، ومدركا ما فوّته في الغربة بحثا عن ثروة ترتبط بمعاش شهري، ونمط استهلاكي يستفيد من وسائل الرفاه المؤقت.
وتضع الرواية أبطالها أمام اختبارات متنوعة لتصل بهم إلى مقارنة صارخة بين القيمة الحقيقية للحياة من جهة، وهنا يتخذ النص من العلم رمزية مثالية لها، في مقابل إغواء الرفاه في دائرة مغلقة لا تنتهي.. وفيما لا يفصح المؤلف عن هوية المكان، إلا أنه يبقي تفاصيله واضحة تشي بما يمكن أن يستنتجه القارئ، ويحاول عبوشي الغوص في البنية النفسية لطبقة عاملة تعيش في المدينة بحثا عن فرص الكسب السريع، بعيدا عن الريف، وندرة وسائل الراحة التي تمتاز بها المدن.. “الغارقون في العطر” هي الرواية الثانية للكاتب أيمن عبوشي، الذي صدر له أيضا، رواية “إعدام ظل”، والمجموعة القصصية “العلبة”.
عدد اليوم
