خولة علي (دبي)
في حي الفهيدي، حيث التاريخ يرسم ملامح المكان، ويعطي دفعة قوية، نحو التمسك بثقافة وحضارة هذه الأرض، يجسد بيت عاكس للفنون البصرية، روح المكان، وتفاصيله الغنية، التي تروى عبر صور بصرية التقطت بعيون فنانين مهرة، استطاعوا أن يعرضوا مجموعة من المشاهد الثرية عبر معرض «الإمارات بعدسات مصورين إماراتيين وأوروبيين»، وجاء هذا المعرض الذي افتتحه معالي زكي أنور نسيبة وزير دولة، احتفاء بيوم الاتحاد الأوروبي، وبمشاركة 32 فناناً و40 عملاً فنياً. لتزدحم أروقة وجدران بيت «عاكس» بأعمال فنية تميزت وأظهرت أوروبا في عيون وعدسات الفنانين الإماراتيين، وكذلك الإمارات، بوتيرة تطورها المتسارع في عيون الأوربيين. وحضر المعرض دبلوماسيو وسفراء الاتحاد الأوروبي لدى الدولة، وموظفو وزارة الخارجية، وعدد من الفنانين والمهتمين بالفنون. ويستمر المعرض حتى الثلاثاء المقبل.
مناسبة استثنائية
ويشير الفنان ربيع جاسم العوضي، مؤسس بيت عاكس للفنون البصرية قائلًا: «يأتي معرض صور بعدسة إماراتيين وأوربيين احتفاء بيوم الاتحاد الأوربي، والذي جاء رغبة في عمل حفل ومناسبة استثنائية، تقدم وتعرض من خلال لغة مشتركة، تكمن في الصورة، هذا الفن البصري الذي يحمل رسالة صادقة ومؤثرة في كيفية إبراز ملامح كل من الإمارات وأوروبا».
ويتابع قائلًا: «وجاءت هذه الشراكة في استعراض جمالي للصورة عبر منصة عاكس، من خلال مشاركة 20 مصوراً إماراتياً، و12 مصوراً أوروبياً، ومجموع 40 عملاً فنية منوعاً، تستنطق جمالية التضاريس والطبيعة في كلتا المحطتين، وحاولنا أن لا نضع قيوداً أو تضيقاً للفكرة، وإنما إتاحة مجال واسع للمصور أن يعبر عن المكان من خلال نظرته ورؤيته ومحور اهتمامه، ولكن بطريقة وأسلوب فني يعكس تقنية اللقطة وجمالية الفكرة، في محاكاة المكان، فجاءت الأعمال ثرية ومنوعة، في استحضار طبيعة الإمارات ومبانيها الشاهقة التي شغفت بها عدسة المصورين الأوربيين، فيما لربما نجد الطبيعة والمباني القديمة التاريخية التي تلذذت بها عدسة المصورين الإماراتيين».
مشاركة نسائية
وحول المشاركات يوضح العوضي قائلاً: «لقد كانت هنالك مشاركات كبيرة، ولكن تم استبعاد عدد كبير منها، نظراً لافتقارها لبعض الشروط التقنية في التقاط الصورة، ولكن أظهرت بعض المشاركات احترافيتها وتميزها، وأكدت لنا براعة المصورين الإماراتيين وما حققوه من مكانة عالية في الفنون البصرية. ونحن إذا نشجعهم وندعهم وحتى لا يتوقف عطائهم واهتماماتهم، والمجال مفتوح لهم للاستمرار وتطوير مهارتهم وإبراز مكانة دولتهم في المحافل الدولية».
وتابع: «من المفرح أيضاً مشاركة مجموعة من العنصر النسائي من مصورات إماراتيات، أثبتن مهارتهن وجدارتهن واحترافهن التصوير الفني، فأعمالهن شاهدة على مستوياتهن العالية في التصوير، ووجود هذه الأعمال بين أعمال الفنانين الآخرين. كالمصورة شعاع المطوع، وعائشة عباسي وأخريات».
مقتنيات الشيخ زايد
أوضح ربيع العوضي أن أثمن ما يحتويه المعرض، تضمنه لبعض مقتنيات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، متمثلة بمفتاح سيارته، نظارته الشمسية، وصور وثائقية قديمة تروي حكاية تأسيس دولة الإمارات، وما تحقق في عهده من إنجازات. فكان لهذه المعروضات، أثر كبير في نفوس الحاضرين، الذين استحضروا مكانة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقيمته في نفوس أبنائه وشعبه.
عدد اليوم
