الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

شمسة الظاهري: الكوريون شعب محافظ ومتعطش للثقافة العربية

شمسة الظاهري: الكوريون شعب محافظ ومتعطش للثقافة العربية
10 مايو 2018 21:16
أحمد النجار (سيؤول) بزيّها الإماراتي الذي تعتبره رمزاً لهويتها ومربطاً لقيمها، تتجول الشابة الإماراتية شمسة الظاهري في شوارع سيئول عاصمة كوريا الجنوبية، بحثاً في وجوه الناس، وفي تصرفاتهم عن قصص لامعة تتناولها في رسالة الماجستير عن «الثقافة الجماهيرية للشعب الكوري»، ساعية خلالها إلى رصد سلوكياتهم اليومية ومناقشتها بأسلوب أكاديمي ضمن فلسفة إنسانية، وقد نالت شمسة لقب سفيرة الإمارات في كوريا، ليس لكونها طالبة مبتعثة ضمن برنامج سفراء شباب الإمارات، إحدى مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولكن أيضاً لاهتمامها بتكريس وقتها لنشر القيم الإماراتية، ونقل يوميات وتجارب السياح الإماراتيين والتحديات الثقافية التي يواجهونها في كوريا. ترويج ثقافي للإمارات وفي جولة لـ«الاتحاد» إلى معالم الجذب السياحية في كوريا الجنوبية، والتي نظمتها هيئة السياحة الكورية في دبي، رفقة المدير الإقليمي كيو سانغ كانغ، والمرشدة الكورية (تتحدث اللغة العربية) والمعروفة باسم «مديحة» «إم –سانغ أوك»، طلبنا لقاء خاصاً مع الطالبة شمسة الظاهري، التي أعربت عن سعادتها لتوجه تحية إلى الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، وقالت شمسة بأن والدها هو معلمها وملهمها الدائم ومبعث فخرها ومصدر قوتها واعتزازها، معتبرة نفسها سفيرة بلدها لإبراز صورته المشرقة ونشر قيمه وعاداته وتقاليده، حيث ترى بأنها تستغل إلى جانب كونها طالبة، قدراتها في الترويج الحضاري والثقافي للإمارات، على الرغم من وجود تحديات سياحية تتعلق بالصورة النمطية التي رسمتها السينما والدراما والإعلام الغربي في وعي المجتمع الكوري، الذي لا يزال يعتقد بأن الشعب الخليجي هم أمراء وفرسان يركبون الخيول والجمال في الصحراء، وتلك صورة سطحية تسعى شمسة خلال وجودها في كوريا إلى تصحيحها. معدن الإنسان قبل المكان تروي شمسة حكاية تعلقها بالثقافة الكورية، وقالت بأن شغف الاكتشاف يسكنها منذ الصغر، يجذبها معدن الإنسان قبل المكان، ولديها قناعة راسخة بأن دراسة سلوك البشر بمختلف أجناسهم أو أعراقهم، لا يمكن أن يثمر نتائج لامعة أو يفضي إلى صيد معرفي ثمين، من دون معرفة الذات أولاً، لذلك قررت قبل الذهاب إلى كوريا، أن تختصر درب الألف ميل، بخطوة دراسة «تاريخ الإمارات في كلية العلوم الإنسانية بجامعة زايد»، من أجل الإلمام بثقافة بلدها، واستلهام تراثه واستيعاب موروثاته، قيماً وسلوكاً وتقاليد مجتمعية. ثروة حقيقية ومتعة عظيمة أوضحت شمسة أن اختيارها هذا التخصص هو بوابة العبور إلى كنوز الثقافة الكورية التي لطالما تعلقت بها عبر نافذة الدراما الكورية، لتقرر دراسة اللغة الكورية في الإمارات، ونجحت في إتقانها خلال 3 سنوات، ثم شاركت في المسابقة السنوية التي تنظمها السفارة الكورية، حاصدة المركز الأول، وركزت شمسة في بحثها عن «الثقافة الجماهيرية» لتبدأ رحلة الاستقصاء الميداني لتشريح سلوكيات الناس، وتحليل تصرفاتهم وقراءة الوجوه في الشارع والسوق والمترو، لتنتج قصصاً تتضمن إجابات شافية وتحليلات دقيقة، بجهد أكاديمي، وصفته شمسة بـ«الثروة الحقيقية»، معتبرة بأن التجوال في حياة الشعوب «متعة عظيمة» وجدت فيها فيضاً من سعادة وثقة وسمو، انعكست تالياً على شخصيتها في سعة فكر ولمعان وعي وعمق إدراك، لإيمانها العميق بأن معاصرة تجارب واكتساب خبرات واستقاء معارف جديدة، مكنتها من فهم ثقافة الشعب الكوري. دعاية ناعمة بالدراما الكورية عمر العلاقة بين شمسة وبين كوريا تمتد لأكثر من 9 سنوات، كانت ولا تزال الدراما الكورية، بحسبها تمثل أداة جذب تبث دعاية سياحية نابضة ومتجددة وتنتج «محتوى ترفيهياً ناعماً» يدغدغ قلوب العرب، واعترفت شمسة بأن دافعها الحقيقي وراء تعلم الكورية كان نتيجة تأثرها بالدراما التي عكست واقع الناس من دون مبالغة أو تزييف، وأضافت: «لقد جذبني نمط حياتهم المثير للاهتمام والفضول والتعمق». غرائب ومزايا الشعب الكوري أضافت شمسة بأن أبرز ما يتمتعون به هو كرم الضيافة، وهي صفة مشتركة مع الثقافة الخليجية والعربية، أما السمة التي تميزهم عن غيرهم من شعوب العالم، فهو شعار الإخلاص في العمل والدراسة والحياة، وهي ثقافة أسرية راسخة في وجدانهم منذ الصغر، كما أن الشعب الكوري رقيق إلى الحد الذي يمكن أن يغير قناعاته وسلوكياته وحتى دياناته، وبالمقابل، فإنه مجتمع عنيد ومجادل ولا يرضى بالخطأ، ويسعون تغييره، سواء بالاحتجاج أو المظاهرات، والغريب بأنهم يعتبرون اللعب مع الأطفال عيباً، ويكرهون الخوض في الدين، ويستهجنون المزاح الزائد، ولديهم طريقة مختلفة في تناول الفكاهة، يضحكون على أشياء عادية جداً لا أجد فيها شيئاً يدعو للضحك، وأتفاجأ حين لا يضحكهم ما يثير ضحكي، وصلتهم فكرة مغلوطة عن الإسلام، وأحاول تصحيحها، حيث يستغربون بعض المظاهر الدينية، فأشرح لهم ذلك من ناحية اجتماعية وإنسانية. جسور حضارية عبر«سوشيال ميديا» بالحديث عن سرّ شهرة شمسة كطالبة إماراتية تعيش في كوريا، قالت بأن ذلك نتيجة حرصها على إفادة الناس خاصة من أبناء مجتمعها، وسعيها الدائم في بناء جسور حضارية بين الثقافتين الإماراتية والكورية، من خلال توظيف صفحاتها على«السوشيال ميديا» في توثيق الحياة اليومية، وتذليل الصعوبات أمام الزائر العربي والخليجي في كوريا، حيث يصل يتجاوز عدد متابعيها 80 ألف متفاعل، يعلقون على منشوراتها باهتمام وتأثر. وأكدت شمسة بأنها تسعى إلى تحقيق التقارب الثقافي بين الإمارات وكوريا في الواقع وعلى الخريطة، ولديّها طموح كبير في كسر حاجز البعد الزمني وتحدي اللغة ومظاهر الاختلاف من خلال تسليط الضوء على القيم المشتركة والخصال السلوكية، وجوهر التشابه الإنساني بين الشعبين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©