السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة الثقافة والعلوم تستعيد الشاعر خلفان بن مصبح

ندوة الثقافة والعلوم تستعيد الشاعر خلفان بن مصبح
17 يونيو 2010 23:16
أقامت ندوة الثقافة والعلوم، في مقرها بدبي، مساء أمس الأول أمسية استعادية للشاعر الإماراتي الراحل خلفان بن مصبح بن خلفان الشويهي، أدارتها الشاعرة شيخة المطيري، وقرأت نماذج من شعر الراحل الشاعرة أسماء فهد. وقدمت الشاعرة شيخة المطيري الشاعر الراحل للجمهور موضحة أن الشاعر الراحل خلفان بن مصبح بن خلفان الشويهي قد ولد في منطقة الحيرة في الشارقة عام 1923م، وقتل أبوه وهو لم يكمل الخامسة بعد، فكفله جده لأمه عبيد بن حمد الشامسي، ثم تلقى تعليمه في كتاتيب الشارقة على يد الشيخ مشعان بن ناصر، فكان خلفان كثير الاطلاع في مجالات عديدة منها الحديث والتاريخ والأدب، وقد نظم الشعر مبكراً. كما عمل في التجارة مع جده، فسافر إلى الهند ومسقط وعدن، وفي إحدى رحلات الغوص وقع على ظهره فأصيب بمرض لازمه إلى أن مات في عام 1964مات. وفي مداخله للشاعر ابراهيم بوملحة مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تناول أثر الحياة الاجتماعية للشاعر خلفان بن مصبح وما انطوت عليه على شعره، وكذلك موقعه بالنسبة لشعراء الإمارات في النصف الثاني من القرن العشرين، خاصة بعد انتشار التعليم وظهور زيادة كبيرة في عدد الشعراء الذين كتبوا الشعر الشعبي والفصيح، متناولا في هذا السياق عددا من قصائد الشاعر الراحل التي اعتبرها مهمة في تجربته الشعرية مثلما تشير إلى موهبته الكبيرة. ثم قرأت الشاعرة أسماء فهد نماذج من شعر خلفان بن مصبح، ومن بين ما قرأت، الأبيات التالية: «هدأ الليــل فجـــاراه الســكون وتمشّى النـــوم ما بيـن الجفـون فلنـــــنم يا عــين ما خطَّ يكـون وعلى الأقدار تمضـي الكائنــات كم لهذا النوم من فضـــل يــرى يبعد الإنسان عن دنيا الــــورى تسكن النفس وتنسى ما جـــرى من شقاء الكون في هذي الحياة غير أن الدهر لا يعطــي الأمـــان يبعــــــث الآلام في كل مكــــان وإذا ما المـــرء عـــاداه الزمـــان تعلن العدوان حـتى الحشـــرات كل خطب مسني قلـــت يســير رضته بالصبر حـــتى أن يســـير غــــير أن البـــقّ أبــقاني أسـير إن يكن يا دهر من شيء فهات» وهي أبيات، ربما، تذكّر برومانتيكية الشعر العربي حيث تلعب العذابات الشخصية وإحساس الفرد بذاته وكذلك إحساسه بالعزلة دورا عظيما في خلق عاطفة جيّاشة ومتدفقة تجعل القارئ كما لو أنه جزء من الفضاء التخييلي للقصيدة. ولعل من أجمل ما قرأت الشاعرة أسماء فهد للشاعر مصبح بن خلفان، هذه الأبيات، حيث تتجاور نار العذاب الجسدي الإنساني مع جحيم العذابات الروحية والجوانية: سأرجو ولو أن الرجــــــاءَ عقيـــم وأحيا ولو أن الحــــياة جــــحيم وأترك قلبي ســـــادراً دون حبّــه يجاذب إلفــاً في حشـــاه يُقيـــم فإن كان جسمي مســقماً ومعذباً فإن فؤادي رغـــم ذاك ســــليم طروب يناجيــه الصـــبا ويهــــزّه إلى الحسن شوق في هواك عظيم تعلّم من عينيـــك حبـــًّا فـــزاده غراماً وأضحى بالعيــــون يهيــــم يناجيك بالبيت الذي قد أجــاده خبير بأســــــرار الـــوداد علـــيمُ ستفنى الضلوع الطاويات على الأسى وحبـك في تلك الضلـــوع مقيـــم
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©