القاهرة (الاتحاد)
أحد كبار علماء الحديث والجرح والتعديل، كوفي الأصل، تنقل بين عشرات البلدان بحثاً عن دراسة الحديث، حتى صار أحد أوعية العلم على مدى التاريخ الإسلامي.
هو أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، ولد في الكوفة سنة 182 هجرية، ونشأ في بغداد، وبدأ دراسة الحديث وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكانت له رحلة طويلة في طلب العلم، تجول فيها بين العديد من البلدان، مثل البصرة ومكة وجدة واليمن وبلاد الشام وأنطاكية ومصر، ثم هاجر إلى طرابلس المغرب، واستقر هناك إلى أن توفي بها.
وخلال رحلته العلمية الطويلة، درس الحديث على أيدي شيوخ وعلماء كل مدينة حل بها، ومنهم حماد بن أسام، ويحيى بن آدم، ومحمد بن يوسف الفرياني، وأبو النعيم الفضل بن دكين، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، ويزيد بن هارون الواسطي، وعفان بن مسلم، ومسدد بن مسرهد، ونعيم بن حماد.
ألف العجلي كتاباً مهماً يعد من أهم كتب علم الجرح والتعديل، ويحمل اسم «الثقات»، ويسمى أيضاً «معرفة الثقات»، وهو كتاب في علم الرجال، وهو لا يورد الثقات من الرواة فقط، بل يتناول الجرح والتعديل وتاريخ الرواة ومعرفة الرجال.
أثنى عليه العديد من كبار العلماء والأئمة، فقال عنه أبو الحسن اللؤلؤي: سمعت مشايخنا في المغرب يقولون: لم يكن لأبي الحسن أحمد بن عبد الله عندنا بالمغرب شبيه ولا نظير في زمانه في معرفة الحديث وإتقانه، وفي زهده وورعه.
وقال عنه الإمام الحافظ يحيى بن معين: هو ثقة ابن ثقة ابن ثقة، وقال الحافظ الوليد الأندلسي معلقاً على قول ابن معين: إنما قال ابن معين بهذه التزكية لأنه عرفه بالعراق، قبل خروج أحمد بن عبد الله إلى المغرب، وكان نظيره في الحفظ، إلا أنه دونه في السن، وكان خروجه إلى المغرب أيام محنة أحمد بن حنبل.
وقال عباس الدوري تلميذ الإمام يحيى بن معين: كنا نعده مثل أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وقال علي بن أحمد بن زكريا الأطرابلسي: إن ابن معين وأحمد ابن حنبل قد كانا يأخذان عن العجلي.
وسئل مالك بن عيسى بن نصر القفصي أحد أئمة الحديث ونقاده بالمغرب: من أعظم من رأيت بالحديث؟ فقال: أما من الشيوخ فأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح الكوفي الساكن بطرابلس المغرب.
وقال الذهبي: الإمام الحافظ الأوحد الزاهد، له مصنف مفيد في الجرح والتعديل طالعته وعلقت منه فوائد تدل على تبحره بالصنعة وسعة حفظه.
توفي العجلي في طرابلس سنة 261 هجرية.
عدد اليوم
