الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الصحفيون في كردستان يتعرضون للقمع والترويع

الصحفيون في كردستان يتعرضون للقمع والترويع
28 أغسطس 2008 02:14
ربما يكون إقليم كردستان في شمال العراق واحة هدوء وسكينة نسبياً بالمقارنة مع باقي مناطق البلاد منذ أن غزتها القوات الأميركية عام ،2003 لكن صحفيين مستقلين هناك يقولون إن المؤسسة السياسية هناك يتُقابل تحديها بالقمع والترويع والتهديد· وذكرت ''لجنة حماية الصحفيين'' الدولية في نيويورك أن نحو 60 صحفيا كرديا قتلوا أو هددوا أو هوجموا أو قدموا للمحاكمة خلال النصف الأول من العام الحالي· وفي الشهر الماضي قتل الصحفي الكردي الشاب سوران ماماهاما (23 عاما) الكاتب في مجلة ''ليفين'' الصادرة في السليمانية الكردية بالرصاص امام منزله في كركوك بعد أسبوع من نشره تقريراً ربط بين مسؤولين أمنيين وشبكات للدعارة· وخلال السنوات القليلة الماضية تعرض كثير من الصحفيين الأكراد للضرب أو السجن أو التهديد بالقتل أو مضايقات من قبل السلطات أثناء أداء عملهم· وقال المراسل الإذاعي الكردي الشاب هيمين ماماند في إربيل عاصمة الإقليم ''في كردستان لا توجد حرية للصحفيين· وأحدث إثبات لذلك كان سوران· لا ندري من قتله لكننا نعلم أن الحكومة لم تكترث''· وأضاف أنه شخصياً تعرض للتهديد حين كتب موضوعا عن قضية فساد مزعومة مرتبطة بمسؤولين في ''الحزب الديمقراطي الكردستاني'' بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق· وقال الصحفي رسول اسماعيل، أحد كبار محرري جريدة ''حولاتي'' المستقلة البارزة حتى عام ،2004 ''في كردستان ليست هناك معارضة سياسية حقيقية وبالتالي تعتقد الحكومة أن الصحفيين هم المعارضة''· وذكر أنه في عام 2006 حاول رجال خطف زوجته الصحفية ازهين عبدالخالق من الشارع بعد محاولات مسؤولين التحرش جنسياً بالصحفيات· وفي حين ساد صراع أهلي دموي وفوضوي بقية أنحاء العراق عقب الغزو الأميركي، روج الشمال الكردي بقوة لصورته على أنه ''عراق آخر'' يعمه الاستقرار والرخاء وفوق كل شيء الأمن· وشهد العقد الأخير ظهور صحافة مستقلة مشاكسة تتحدى الحزبين المهيمنين على المنطقة وهم حزب بارزاني و''الاتحاد الوطني الكردستاني'' بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني· لكن رئيس بعثة لجنة حماية الصحفيين الدولية الى كردستان العام الماضي، جويل كامبانيا قال إن ذلك واكبه ''تدهور ملحوظ في حرية الصحافة'' وسلسلة هجمات على الصحفيين· وأضاف ''لقد كشفت الأحداث الأخيرة المستور وأظهرت أن كردستان لا تختلف كثيرا عن مناطق العراق الأخرى''· ورغم الانخفاض الحاد في وتيرة العنف، لا يزال العراق اكثر مناطق العالم خطورة على الصحفيين، حيث قتل أكثر من 130 صحفياً هناك منذ عام ·2003 وأطلقت ''لجنة حماية الصحفيين'' و''منظمة العفو الدولية'' في لندن حملات من أجل الضغط على السلطات الكردية لمحاسبة من يهددون الصحفيين· ويعتبر الكثير من الصحفيين في كردستان أنفسهم أكثر عرضة للخطر حين تنطوي كتاباتهم على انتقادات لقوات الأمن الكردية أوالمسؤولين الحكوميين أوالأحزاب السياسية، موضحين أن كلا من ''الحزب الديمقراطي الكردستاني ومقره أربيل و''الاتحاد الوطني الكردستاني'' ومقره السليمانية يبسط سيطرة شبه كاملة على المناطق الكردية الموالية له· وقال رئيس تحرير ''ليفين'' أحمد ميرا إن الترويع ليس غريبا عليه، ففي عام 2007 اعتُقل رهن حبس انفرادي بعد أن كتب مقالاً عن صحة طالباني· ويرفض المسؤولون الأكراد قطعياً التلميحات الى استخدامهم القوة ضد الصحافة أو غض الطرف حين يتعرض الصحفيون لحوادث عنف ويصورون الإعلام على انه ''ضعيف يفتقر الى التدريب ويقدم تقارير لا أساس لها من الصحة تنطوي على هجوم شخصي''· وقال وزير الدولة للشؤون الداخلية في حكومة الإقليم كريم سنجاري في مقابلة صحفية ''المشكلة مع صحفيينا، كما تعلمون، هي أنهم يظنون أن لهم الحرية في قول أي شيء وفعل أي شيء· يخبرهم أحد بشيء فيصنعون منه خبراً''· وتعهد بحماية الصحفيين والتحقيق في الجرائم لكنه يقول إنه لا يستطيع أن يفعل شيئا اذا لم يبلغ الصحفيون عنها· ولدى سؤاله عن الهجمات على الصحفيين أو ترويعهم، اكتفى محافظ محافظة أربيل ناوزاد هادي مولود بالقول ''لا توجد مشاكل هنا''· ويعترف صحفيون بأن الإعلام الكردي كثيرا ما يخفق في نسب التقارير الى مصادرها بالشكل اللائق أو تأكيد صحة ما ينشره· وليس سرا أن الكثير من الصحفيين يحصلون على رواتب من الأحزاب والحكومة· وقال رسول اسماعيل ''الصحفيون هم جزء كبير من المشكلة''· وينحى آخرون باللائمة على الحكومة في حرمان الصحفيين من المعلومات مما لا يترك خيارات تذكر سوى البحث عن خيوط تقودهم الى شيء أو وضع ثقتهم في أشخاص ساخطين مطلعين على بعض الأمور· وقد يستأنف برلمان كردستان المناقشات قريباً بشأن قانون جديد للصحافة بعدأن رفض بارزاني مسودة سابقة مثيرة للجدل نصت على فرض غرامات تصل الى 8400 دولار على كل من ينشر تقارير عن أشخاص تنطوي على ''إهانة'' لهم حتى لو كانت صحيحة أو تقارير ''تخالف الأعراف والأخلاقيات السائدة''·
المصدر: أربيل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©