الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

“النورة” صناعة “محفوفة بالمخاطر” تلقي ببياضها على المآذن والجدران في اليمن

“النورة” صناعة “محفوفة بالمخاطر” تلقي ببياضها على المآذن والجدران في اليمن
8 نوفمبر 2009 23:26
كان الأجداد يعتمدون في بناء بيوتهم على الأشياء المتوفرة في بيئتهم المحلية فلم يكن هناك استيراد لمواد البناء من خارج البلاد فقد كان البناء قائماً على الاكتفاء الذاتي فالطين موجود بكثرة والحجر الجيري متوفر وكل شخص يبني بيته حسب استطاعته بالحجر أو بالطين. ولا تزال صناعة النورة محتفظة بمكانتها وجودتها حتى العصر الحديث. تستخــدم في واجهـــات البيـــوت الطينيــة وشبابيـــك البيوت القديمة ومنارات وقباب المساجد. الحجر الجيري يقول علي العمراني، صاحب فرن للنورة، إن المواد اللازمة لصناعة النورة بسيطة وتقتصر على حجر جيري وحطب ويتم استخراج الحجر الجيري وتكسيره إلى قطع صغيره في حجم الفحم، ويقطع الحطب إلى أوصال تتراوح أطوالها ما بين 40 سم إلى 60 سم وبعد تجهيز المكونات يتم عمل طبقات في داخل الفرن من الحطب والحجر بحيث تكون الطبقة الأولى من الحطب والثانية من الحجر حتى يمتلئ وتكون الطبقة الأخيرة من الحجر. ومن ثم تعمل قبة من فتات الحجر وتسمى”الرصيص”. ويضيف: “بعد ذلك يتم إشعال النار في الفتحة الجانبية ثم يتم قفل الفتحة ويترك لمدة أيام ثم يتم استخراج المكونات من الفرن وتجميعها في أكوام صغيرة وبعد الانتهاء من ذلك يتم إطفاء النورة التي تتحول إلى مسحوق وما تبقى منها يغربل لتصفيته من الشوائب ثم تعبأ في أكياس وتنقل بواسطة الناقلات المتوسطة لعرضها في الأسواق”. وعن مكونات الفرن، يقول وجدي الذيفاني تاجر نورة إن “هناك ما يسمى الكير أو ما يعرف في حضرموت بـ”الميفاء” وهو الفرن الخاص لحرق الحجارة الكلسية حتى تتحول إلى هيدروكسيد الكالسيوم بفعل الحرارة العالية. ويبنى الكير على شكل دائري عال تكون قاعدته عريضة ويضيق من أعلى، ويختلف حجمه وسعته من فرن الى آخر، ويتكون هذا البناء من حجرتين تبنى من الطوب (المدر) وتغطى من الداخل في كل مرة يتم فيها استعمال الكير حرصاً على عدم تشقق جدران الكير بفعل تأثير الحرارة العالية بداخله”. ويتكون الكير، وفق الذيفاني، من قسمين الأول تتم بداخله عملية حرق الحجار الكلسية، والثاني عبارة عن غرفة مستطيلة تقع في فوهة الكير (الفرن) ويتم عبرها تزويد الفرن بالوقود لاستمرار وضمان اشتعال النار بحرارة عالية. آلية التصنيع عن طريقة وضعها في الكير، يقول العامل في فرن صنعاء للنورة حميد قطينة: “تتم في خطوات شاقة فبعد جلب الحجارة الكلسية من جنبات مجاري الشعاب الجبلية إلى موقع الكير (الفرن) يتم تكسيرها بأحجام مختلفة ثم ترص الحجارة الكلسية في الحجرة الأولى من الكير فوق بعضها البعض (بناء) على شكل جدار قد يستغرق العمل فيه أكثر من 24 ساعة”. ويقول قطينة: “بعد أن ترص الحجارة جيداً على شكل جدار ويتم سد كل الفتحات بإحكام ما عدا فتحة واحدة وهي التي من عبرها يتم تزويد الكير بالطاقة يبدأ الحرفيون بإشعال الفرن بحرارة عالية جداً، حتى تتدفق ألسنة اللهب بين جنباته ومن خلال جدار الحجارة الكلسية المبني بالحجرة الأولى ويتواصل العمل على استمرار مصدر النيران داخل الكير دون توقف لمدة تزيد عن ثماني وأربعين ساعة”. ويتابع: “بعد ذلك يبدأ عملية إخراج الحجارة التي تحولت إلى كتل ضعيفة يميل لون سطحها الى اللون الرمادي وهي عملية في غاية الصعوبة والخطورة، ويتم وضعها في مساحة مخصصة تفرد لها وترش الكتل الجيرية بالماء حتى تنطفئ حرارتها ويتم تكسير الكتل الهشة لتتحول إلى مسحوق أبيض وتكوم للتعبئة والتسويق”. وبعد أن تخرج النورة من الفرن وتطرح للبيع تبدأ مرحلة أخرى، كما يقول التاجر شايف السامعي وهي “السباطة” التي تعني معالجة الجير وتحويله إلى معجون يسهل التعامل معه واستخدامه لتبييض أو طلاء المنازل والفنادق والمباني عموما، وهي خطوات مختلفة، ويسمى المكان الذي تمارس فيه حرفة السباط بالمحقاط وهو قطعة من الأرض صغيرة رصعت بالحجر وجعلت فوقها مظلة تقي العاملين حرارة الشمس، أما الأداة المستخدمة فهي المسباط وهو عود خاص غالبا ما يكون من شجرة السدر منحني قليلا بحيث تسهل به عملية سباطة النورة بعد فرشها على المحقاط يتم ضربها ودهسها. ويقول المختصون إن عملية السباطة تطورت ولم تعد تخضع لعملية الضرب اليدوي وإنما أصبحت تمارس بالآلات الميكانيكية وهذه طريقة جديدة حيث يستفاد من مخلفات السيارات القديمة بحيث تصمم وتربط بماكينة تعمل بالديزل
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©