أكدت هيئة الطيران المدني الليبية أن خاطفي طائرة ركاب سودانية استسلما للسلطات في ليبيا بلا عنف عصر أمس بعدما أن أفرجا عن جميع الركاب بعد حوالي 24 ساعة من بداية العملية مبينة أن طاقم الطائرة بسلام· وخطفت الطائرة وهي طراز بوينج 737/200 وتتبع لشركة ''صن اير''، عصر أمس الأول بعد 20 دقيقة من اقلاعها وعلى متنها 95 راكبا بعد اقلاعها من مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور في طريقها إلى الخرطوم وأرغمت على الهبوط في مطار الكفرة جنوب شرق ليبيا بعد رفض السلطات المصرية السماح لها بالهبوط·
وأسفرت مفاوضات قادها مسؤولون ليبيون مع الخاطفين، عن الإفراج بداية عن جميع الركاب إضافة إلى اثنتين من أفراد الطاقم واحتفظا بستة من أفراد الطاقم رهائن الذين تم اطلاق سراحهم لاحقا· ونقلت وكالة الجماهيرية للأنباء الليبية عن رئيس هيئة الطيران المدني محمد شليبك قوله ان الخاطفين نقلا إلى احدى القاعات في مطار الكفرة بعد ان سلما نفسيهما· وقالت هيئة الطيران المدني السودانية إن السلطات الليبية اعتقلت رجلين سودانيين لكن لم يعرف بعد سبب خطفهما للطائرة·
وقال عبدالحافظ عبدالرحيم المتحدث باسم هيئة الطيران المدني السودانية إن التحقيقات جارية الآن وإن كل ما قاله الاثنان هو أنهما يريدان الحصول على وضع لاجئين في باريس· وذكرت الوكالة الليبية أن الطيار أبلغ مسؤولين ليبيين في وقت سابق أن الخاطفين عضوان في جماعة متمردة بدارفور وأنهما كانا يريدان تزويد الطائرة بالوقود حتى يتمكنا من مواصلة الطيران لمقابلة زعيمهم عبدالواحد محمد نور في باريس· لكن نور نفى بشدة أن الخاطفين من أعضاء حركته· وأبلغ قناة ''الجزيرة'' الفضائية ''ننفي نفيا قاطعا مسؤولية الحركة عن عملية الخطف هذه''·
وأضاف ''لا نقبل بأي حال تعريض حياة مدنيين للخطر''· وقال فصيل آخر من حركة تحرير السودان بقيادة ميني أركوا ميناوي الذي وقع اتفاق سلام مع الخرطوم في 2006 وهو الاتفاق الذي رفضه نور، إن 7 من ركاب الطائرة المخطوفة من أعضائه وبينهم 3 من أعضاء السلطة الإقليمية الانتقالية في دارفور·
وكانت وكالة الجماهيرية للأنباء قالت إن ليبيا سمحت للطائرة بالهبوط في أراضيها بعد أن أبلغ الطيار السلطات أن وقود الطائرة بدأ ينفد· لكن السلطات الليبية رفضت تزويدها بالوقود وبدأت التفاوض مع الخاطفين· وجميع الركاب الـ،87 من السودانيين باستثناء ضابطي شرطة مصريين واثنين من الإثيوبيين وأوغندي·
وقال مسؤولو مطار الكفرة الليبي ان وفدا سودانيا يضم 20 مسؤولا وصل الليلة قبل البارحة إلى الكفرة فيما حطت طائرة مدنية ليبية في مطار هذه المدينة الصحراوية لاعادة ركاب الطائرة المخطوفة إلى الخرطوم· وكان التلفزيون الليبي الرسمي بث صورا من الكفرة تظهر الركاب متعبين وهم يتنقلون بين عسكريين ليبيين مسلحين فيما كانت الطائرة المخطوفة متوقفة على المدرج· وفي وقت سابق، أفاد خالد ساسيا، مدير مطار الكفرة العسكري، نقلا عن قبطان الطائرة قوله ان ''القراصنة عددهم 10 وربما أكثر وينتمون لحركة تحرير السودان جناح نور·
وذكرت وكالة الأنباء الليبية الحكومية أن عددا من المسؤولين السودانيين كانوا ضمن ركاب الطائرة المختطفة· وقالت الوكالة إن هؤلاء المسؤولين هم محمد التيجاني الطيب مفوض السلطة الانتقالية بإقليم دارفور وآدم عبدالرحمن أحمد رئيس مفوضية أراضي دارفور بالسلطة الانتقالية ويعقوب الملك محمد الملك مستشار شؤون القبائل بالسلطة الانتقالية وأمال الشيخ رئيسة تنسيق الأراضي بدارفور·
وكانت الخرطوم دعت السلطات السودانية ليبيا إلى اعتقال من وصفتهم بـ''الإرهابيين'' وتسليمهم للسلطات السودانية·
وفي وقت لاحق اعلنت السلطات الليبية مغادرة ركاب الطائرة مطار الكفرة عائدين الى الخرطوم·
عدد اليوم
