الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحلام جمالي: الاحترام المتبادل بين الزوجين يوثق أواصر المحبة

أحلام جمالي: الاحترام المتبادل بين الزوجين يوثق أواصر المحبة
8 نوفمبر 2009 23:27
إنّ الزواج الناجح هو الذي يرتكز أساساً على ركيزتي المودة والرحمة ويتوافر فيه الشعور بالاستقرار والسكينة، والحياة المشتركة تتطلب تفاهماً مستمراً من أجل تكامل الزوجين وبناء حياتهما المشتركة على أسس متينة وقوية. ولذا فإنه من الضروري أن يكون هناك تمهيد مسبق للزوجين للتعرف إلى متطلبات الحياة الزوجية وسبل التوافق مع كافة المتغيرات التي قد تعترض مسيرة الحياة الزوجية والأسرية. فالتوافق يعد من أبرز علامات الصحة النفسية في المناخ الأسري، وهو يعني قدرة الطرفين على تكييف نفسيهما للحياة الجديدة التي لم يعتادا عليها في السابق، أي قدرة كل منهما على تعديل سلوكه ليتناسب وتكوين علاقات قوية فيما بينهما. “الاتحاد” التقت خبيرة التواصل الأسري والعلاقات الإنسانية أحلام جمالي، لتلقي المزيد من الضوء حول هذه المفاهيم، حيث تشير أحلام جمالي إلى عناصر ومقومات التوافق والانسجام بين الزوجين، وتقول: “إن انسجام الفكر والرؤية المشتركة للزوجين تشكل الأرضية والقاعدة الصلبة التي ينهض فوقها البناء العائلي، والمناخ الصحي الذي يمكن للأسرة أن تتنفس فيه وتعيش. ولا يمكن لذلك أن ينشأ اعتباطاً، بل إن هناك عدة خطوات ينبغي اتباعها لتحقيق حالة التوافق والانسجام بين الزوجين، ومن أهمها سعي الطرفين لتفهم بعضهما البعض، وتفهم كل منهما الآخر والسعي إلى معرفة وإدراك بعضهما البعض، ومن ثم التقدم خطوة إلى الأمام من خلال الحوار والتواصل المستمرين بينهما، وتثبيت وتعزيز أواصر المحبة بينهما، فالزوج والزوجة شريكا حياة ورفيقا سفر طويل، يتقاسمان السراء والضراء، ويتطلعان إلى أفق واحد، ومن خلال هذا التعايش يولد الحب وتتفجر ينابيع العاطفة. وينبغي لهما السعي نحو تثبيت وتعزيز أواصر المحبة. فالزوج يحتاج حب زوجته، والزوجة تحتاج إلى عطف زوجها وحنانه. والإكثار من تصرفات التودد والمحبة يؤكد معاني الحب ويجددها بين فترة وأخرى”. الاحترام والتقدير وتضيف جمالي: “لا ننسى الاحترام والتقدير المتبادلين، فالحياة الزوجية حياة طبيعية يتصرف فيها الزوجان على البداهة، ومع ذلك فإن الاحترام مطلوب من الزوجين تجاه بعضهما البعض، ذلك أنه يحفظ كرامة الزوجين ويرفع من شأنهما. كما يلزم أيضاً تعويد الأبناء على احترام والديهما بالتقبيل والمساعدة والتضحية والتقدير. وسعي كل طرف لاسترضاء الآخر: نوصي الزوجين بأن يحاول كل منهما استرضاء الآخر في تقديمه على نفسه وإيثاره على ذاته. فسعي المرأة ومحاولتها إرضاء زوجها من أجل توثيق أواصر المحبة بينهما لا بد أن يجعلاه يعاملها بالمثل، كما أن سعي الطرفين لحل المشاكل المشتركة، وذلك من خلال الحوار البناء والهادف، فالزواج يعني نوعاً من الشراكة، الشراكة في كل شيء.. شراكة تقوم على الاشتراك في الأهداف والمواقف وتحتاج إلى التعاون والتضامن لحل المشاكل التي تعترضهما باعتبارها هماً مشتركاً يستلزم موقفاً مشتركاً وموحداً”. القناعة والتسامح تؤكد جمالي أهمية القناعة والرضا بما وفرته لهما وسائل العيش، والتسامح، فمن غير المنطقي أن نتوقع السلوك المثالي دائماً، ذلك أن الإنسان بطبعه يخطئ ويصيب. وقد ينسى ويكرر خطأه وقد يرتكب الخطأ عن جهل ويكرره دون أن يدرك ذلك. وإذا أردنا أن نحاسب أو ننتقم من كل خطأ يصدر فإننا سوف نعمل على تدمير البناء العائلي. والوقوع في الخطأ أمر طبيعي يستلزم التسديد والتوجيه والهداية خاصة إذا لم يتخذ الأمر شكلاً مخالفاً لتعاليم الدين. أما عن طبيعة الانتقاد المتبادل، فتقول: “إن ما يضعف العلاقات بين الزوجين ويعرضهما للتفكك هو الانتقاد المر وتحطيم روح الثقة في قلب الزوج أو الزوجة. والانتقاد في حقيقته عمل إيجابي إذا توافرت فيه المقومات الصحيحة التي تعني تقويم الشخصية واكتشاف مواطن الضعف ووضع الإصبع على العيب، على أن ذلك كله يجب أن يتم في ظروف مناسبة تفعل فعلها الإيجابي، فضلاً عن أهمية الصراحة والصدق والشجاعة، فهي مفاتيح السعادة في الحياة الزوجية والتي لا يمكن تجنب الأخطاء فيها”. رعاية الأبناء تقول جمالي: “إن معاملة الأبناء فن يستعصي على كثير من الآباء والأمهات. فكلنا حريصون كل الحرص على تربية أبنائنا التربية الحسنة، لكننا لا نوفق دائماً في اختيار الأسلوب الأنجح، ولذلك نقع في بعض الممارسات الخاطئة أثناء التحدث مع أبنائنا والتي غالباً ما يكون لها أثر سلبي عليهم. والحقيقة إن إحساس الابن نفسه يأتي من خلال معاملتك له، فإن أنت أحسسه بقيمته الذاتية وبمحبتك له، فإنه سيكون عن نفسه فكرة أنه إنسان ذو قيمة وشأن في هذه الحياة. أما إذا كنت قليل الصبر معه، وتعرضه للإهانة دائماً وتنهال عليه باللوم والتوبيخ، فإنه سينشأ على ذلك وسيكون فكرة سلبية عن نفسه، وينتهي الأمر إما بالكآبة والإحباط أو بالتمرد والعصيان. فالتواصل الجيد مع الأبناء أساس الصحة النفسية؛ لذا على الوالدين أن يحبا أطفالهما، لكن بحكمة، وليس معنى الحب أن يستولي الأطفال على الحكم في البيت أو لمدرسة، يقومون بما تهوى أنفسهم دون رادع أو نظام. فذلك ليس حباً، بل هو الضعف الذي يؤثر سلباً على الأبناء. 2 - قلل من أسلوب التحذير المستمر والخوف الشديد على الطفل، كذلك لا يهملان الاستماع إلى الأبناء. فإذا أتى أحدهم ليتحدث عما جرى معه في المدرسة، فلا يضرب بما يقول عرض الحائط، فالطفل ربما يريد أن يعبر عن سعادته وفرحته بشهادة تقدير نالها في ذلك اليوم مثلاً. ومن ثم يجب إعطاؤه اهتماماً وتشجيعاً بدلاً من أن نشعره بأننا غير مبالين وغير مكترثين بما يقول”. وتنصح جمالي الأمهات قائلة: “على الأم أن تقلل من اللوم والتوبيخ للطفل، ولا بد لنا كآباء وأمهات من الانتباه إلى ضرورة التقليل من التوبيخ التلقائي وغير الضروري، وكذلك التقليل من الرقابة الصارمة على الأطفال. فالطفل ليس آلة نديرها حسبما نشاء، إن له إبداعه الخاص في إدارة أموره الخاصة، فلماذا نحرمه من لذة الإبداع؟.. فكثيراً ما نواجه الطفل بالعديد من الأسئلة والأوامر: (لماذا تضحك هكذا؟)، (انطلق الكلمات نطقاً سليماً).. (لا تلعب بشعرك).. (اذهب ونظف أسنانك).. إلخ. وغالباً ما نلجأ لذلك اعتقاداً منا أن هذا الأسلوب سيجعله يندفع لعمل ما نريد، ولكن الحقيقة غير ذلك، فقسوة الكلمات غالباً ما تشل قدرته على القيام بأي عمل”، إلى جانب الابتعاد عن استخدام الألفاظ الجارحة وعن أسلوب الاستهزاء والسخرية، وتجنب المواجهات الحادة، فمن الأهمية أن يعرف الوالدان كيف يتجاوبان برفق وحزم في آن واحد مع مشاعر أبنائهم، فلا مواجهة حادة بالكلام أو الضرب، ولا مشاجرة بين الأم وطفلها، إنما إشعاره بحزم بأن ما قاله أو فعله شيء سيئ لا يمكن قبوله وأنه لن يرضى هو نفسه به. ولا يعني ذلك أن يتساهل الوالدان بترك الابن يفعل ما يشاء، بل لا بد من وجود ضوابط واضحة تحدد ما هو مقبول وما هو غير مقبول. فمن حق الطفل أن يعبر عن غضبه بالبكاء أو الكلام، ولكن لا يسمح له بتكسير الأدوات في البيت أو بضرب إخوته أو رفاقه”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©