الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نادي اللغة الإنجليزية بعيد عن «الأطر التقليدية»

نادي اللغة الإنجليزية بعيد عن «الأطر التقليدية»
8 نوفمبر 2009 23:28
بات تعلم اللغات الأجنبية، ولا سيما الإنجليزية، حاجة ملحة ومطلباً أساسياً في الحياة المعاصرة التي تشهد ثورة معلوماتية كبرى نتيجة التقدم الحاصل في تقنية الاتصالات، التي ساهمت في إذابة الحواجز بين الشعوب، والثقافات، وجعلت من العالم قرية كونية صغيرة يحاور بعضها الآخر، ويستفيد كل منها من الآخر. فتعلم اللغة الأجنبية - أياً كانت - يساعد على الفهم، والاستيعاب، أو الحوار الثقافي بين الأمم، كما يساهم مساهمة فاعلة في نقل العلوم والمعارف والتجارب، والثقافات وترجمتها. ولما كانت اللغة الإنجليزية هي من أكثر اللغات شيوعاً، أصبح من الضروري تعلمها وتعليمها لتيسير التواصل بين الأفراد، والمجتمعات من الثقافات المختلفة لكونها وسيطاً عالمياً للتعبير والتفاهم. كما أن توفر الكتب والمؤلفات، والمراجع على اختلاف مجالاتها وتخصصاتها باللغة الإنجليزية أدى إلى زيادة الوعي بها، وزيادة التشجيع على تعلمها وتعليمها، من أجل نقل تلك المؤلفات وترجمتها. ومن ثم بحثت الإدارات التعليمية والتربوية عن أطر ووسائل وأدوات وطرق غير تقليدية من شأنها أن تسهم في رفع وتحسين مستوى تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال، بعيداً عْن الصيغ الروتينية في الصفوف المدرسية، ومن هذه الوسائل برزت مراكز التعلم الذاتي، أو أندية اللغات أو العلوم أو الموسيقى أو غيرها. «الاتحاد» زارت نادي اللغة الإنجليزية، إحدى مراكز التعلم الذاتي في مدرسة المستقبل النموذجية في أبوظبي لإلقاء المزيد من الضوء على هذه المبادرة التعليمية الخلاقة. أطر غير تقليدية يقول حميد سالم المزروعي مدير مدرسة المستقبل النموذجية: «نحن فكرنا في الاعتماد على الأطر غير التقليدية لجذب اهتمامات الطلاب، وتقوية وتدعيم تحصيلهم الدراسي، وبناء ثقافتهم التعليمية والتربوية والمعرفية من خلال أنشطة مشاريع توعية لأندية اللغات أو العلوم أو التربية الفنية أو الأنشطة المدرسية أو غيرها، أو ما يعرف بأندية التعلم الذاتي. فالأطفال لديهم قابلية قوية لتعلم اللغات واستيعابها في سن مبكرة جدا. وهي قابلية لا بد من استغلالها وخاصة في إثراء المعرفة اللغوية لدى الطفل، ومن ثم يتعين على المربي أن يحرص على تطوير مهارات اللغة عند الطفل، وبالتالي كالتفكير في أندية اللغة الإنجليزية، وغيرها من أندية العلوم والفنون والموسيقى التي تستهدف النهوض بالمستوى التعليمي بشكل عام». بيئة جاذبة ويضيف إلياس عبد المجيد مدرس اللغة الإنجليزية بالمدرسة: «أن نادي اللغة الإنجليزية أحد أندية التعلم الذاتي بالمدرسة، ويهدف إلى خلق بيئة جديدة جاذبة لاهتمام الطفل في هذه المرحلة بعيداً عن نطاق وجو الصف الدراسي العادي من خلال تكوين بيئة شيقة وجذابة ومثيرة لاهتمام هذه الفئة العمرية، من شأنها استثارة حافزيته نحو التعلم واكتساب المهارة اللغوية دون أن نكلفه عناء مقاومة التعلم، والابتعاد به عن الملل، أو الضجر من اللغة إن مثلت لديه عائقاً في البداية، ومثل هذا النوع من النشاط من شأنه أن يسهم في رفع مستوى الطلاب المتميزين أيضاً، فضلاً عن إسهامه في تحسين أداء وتحصيل وتحسين اكتساب مهارة اللغة عند الطلاب الضعاف أو متوسطي المستوى أيضاً». ويضيف عبد المجيد: «أن الفعاليات التي يمارسها الطالب في نادي اللغات تختلف تماماً عن الأداء داخل الصف، حيث نستهدف تنمية المهارات التي يفتقدها الطالب مثل مهارة الاستماع أو النطق، أو القراءة، أو تركيب الجمل، وبالتالي فإن الأنشطة التي تقدم في النادي تركز على هذه الجوانب، حيث يتضمن أقسام الكمبيوتر والاستماع ومركز القراءة والفيديو والألعاب الترفيهية التعليمية التي تناسب مستويات الطلاب الضعاف أو المتميزين، فالطفل ينتقل عبر جميع أقسام النادي التعليمية خلال الحصة الواحدة، وهناك أيضاً مجموعة رائعة ومفيدة من القصص الصوتية التي يمكن أن يستمع إليها لتنمية مهارة الاستماع، أو من خلال القراءة، كذلك هناك أوراق عمل تتعلق بكل قصة، حتى يمكن تصحيح الأخطاء في النطق، أو من خلال مناقشتهم في القصص التي يستمعون إليها لضمان وتقييم كيفية استيعابهم اللغوي، فالنادي يعتمد إلي حد كبير على المكتبة المتنوعة سواء كانت مكتبة صوتية أو كتب تقليدية مختلفة تفيد الطالب لغوياً وتكسبه مهارة اللغة الإنجليزية خلال هذه المرحلة». مستويات الطلاب ويضيف إلياس عبد المجيد: «نحن نراعي في البداية مستويات الطلاب اللغوية، ونعتمد على الألعاب التركيبية، وتكوين الكلمات والجمل، ومن ثم ننتقل إلى مرحلة بناء الفقرات والتعبيرات، أما في برامج الكمبيوتر فيكون التركيز على الصوتيات، والاستفادة من مواقع الشبكة الإلكترونية التي تخدم تطوير الحصيلة اللغوية والثقافية والتعليمية للطلاب، كذلك الاستعانة بالبرامج الخاصة التي صممت لاستكمال المنهج المدرسي حسب المرحلة الدراسية، وبذلك فإن النادي يبتعد بطبيعته عن طبيعة الصف الدراسي الروتيني، حيث يخصص لكل مدرس يوم في الأسبوع يقضيه مع طلابه في النادي بواقع حصة واحدة في الأسبوع، ويتم فيها التركيز على جانب محدد مخطط له سلفاً». تقييم النتائج من جانب آخر يشير إلياس عبد المجيد إلى أهمية تقييم النتائج وقياس مستويات تحسن أداء الطلاب والوقوف على مدى استفادتهم من أنشطة النادي من خلال أوراق التقييم، وإعداد مشاريع خاصة من قبل الطلاب، وتقييم مستواهم بشكل دوري، ووضع الخطط والبرامج التعليمية لعلاج وتدارك الجوانب السلبية أو الضعيفة، وكلما كانت النتائج أكثر إيجابية، فإن الطالب أول من يستشعر بتحسن مستواه وأدائه، ومن ثم نلمس إقباله وشغفه وحبه لما يقدم في المركز أو النادي من أنشطة وفعاليات».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©