الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

القوامة في الإسلام تكليف للزوج

القوامة في الإسلام تكليف للزوج
4 أغسطس 2016 23:32
أحمد مراد (القاهرة) أكد علماء الدين أن قوامة الزوج على زوجته في الإسلام هي رحمة ومودة، وليست استبداداً وتسلطاً، ولا تعطي أفضلية للرجل على المرأة، ولكنها عملية تنظيمية لمن يقود الأسرة، وليس معناها الأمر والنهي وزجر الزوجة، وأن تتلقى الكلام فقط كما يظن البعض. وشدد العلماء على أنه ليس في قوامة الزوج على زوجته أي انتقاص لحقوقها أو امتهان لإنسانيتها، مشيرين إلى أن الآية القرآنية التي تحدثت عن القوامة «الرجال قوامون على النساء»، تأمر الزوج بأن يقوم على حاجة أسرته بالرعاية والحماية والإنفاق، وتأمر الزوجة ألا تنازع الزوج فيما يأمرها به من معروف. تكريم المرأة وفي تعليقه على مفهوم قوامة الرجل على المرأة وضوابطها وشروطها، أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن القوامة تعني الإرادة وتحمل المسؤولية، مشيراً إلى أن بعض الناس يفهمون «القوامة» بشكل خاطئ، ويعتقدون أن معناها الأمر والنهي، ويظنون أن الزوجة بمقتضى هذه القوامة ليس لها حق الاعتراض، وهذا أمر مخالف ومناف للمعنى القرآني، والذي جاء في قول الله سبحانه وتعالى: «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى? بَعْضٍ». وشدد شيخ الأزهر على ضرورة فهم معنى القوامة في إطار نظرية تكريم الزوجة في نظام الأسرة، ويجب علينا أن ننظر إلى الآيات التي تتحدث عن الزوجة في القرآن الكريم لنتأكد من تكريم الإسلام لها، حيث هناك العشرات من الآيات التي تحث على حسن معاملة الزوجة، منها قول الله تعالى: «هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا»، وقوله تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ»، وقوله تعالى: «وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا»، كذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن معاملة الزوجة، فقال «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي». مسؤولية الأسرة وفي السياق ذاته، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، أن القوامة لا تعني بأي حال من الأحوال أن يتحكم الرجل بها في الزوجة والأسرة، ويفرط في بقية القيم الأخلاقية الإسلامية، فيكون الرأي في الأسرة استبداداً وتسلطاً، أو يتدخل في الأمور الخاصة بزوجته كأن يتدخل في عقيدتها، فيكرهها على تغييرها أو يفتنها في دينها، أو يتدخل في تصرفاتها المالية الخاصة، مشيراً إلى أن الزوجة المسلمة لا تطيع زوجها طاعة عمياء بل تطيعه في المعروف، فإن خالف وأمر بمعصية فلا طاعة له عليها. وقال الدكتور جمعة: الإسلام الحنيف قرر المساواة كمبدأ عام بين الناس جميعا‏ً، ‏وجعله مهيمناً تسري روحه كدعامة لجميع ما سنه وقضى به كنظام وأحكام تضبط علاقات الأفراد رجالاً ونساء‏، ‏ وكان من تقديره لقيمة الإنسانية المشتركة بين الجميع تكريم الجنس البشري بنوعيه دون تمييز بين رجل وامرأة‏ إلا على أساس التقوى والعمل الصالح، فالرجل والمرأة من العنصر نفسه، خلقهما الله زوجين متجاذبين حتى يخلق من اجتماعهما نسلاً جديداً، وكرم الله عز وجل الرجل والمرأة بالتكليف دون تمييز، وترتيب الثواب والعقاب على الطاعة والمعصية، فهما متساويان في الجزاء والمؤاخذة، وساوى سبحانه بين الرجل والمرأة على مستوى الحقوق، وأما على مستوى التكريم والإحسان، فقد أوصى الشرع الشريف الرجل برعاية المرأة زوجة كانت أو أماً أو أختا، ونهى عن ظلم المرأة أو الجور على حقوقها المادية أو المعنوية. رحمة ومودة وتوضح الدكتور سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن القوامة في الإسلام هي قوامة رحمة ومودة، ولو كان في الأمر استبداد وتسلط من الرجل على المرأة لكان يحق للرجل أن يمد يده إلى مال زوجته أو يمنعها من أن تتاجر بمالها، أو أن يجبرها على تغيير دينها، والمعروف أن الإسلام أباح للمسلم أن يتزوج النصرانية واليهودية، مع احتفاظ كل منهما بدينه. وتؤكد الدكتور سعاد أن هذه القوامة مبنية على ضرورة وجود رأس مدبر لكل مجموعة من الأفراد، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إذا كنتم ثلاثة فأمّروا أحدكم»، وإلا سادت الفوضى وحل الخراب في هذه المجموعة، والرجل هو الأقدر على تحمل هذه المسؤولية بسبب تكوينه النفسي والبيولوجي الذي يجعله أكثر قدرة على تحمل المصاعب، بينما المرأة المفطورة على الرقة والحنان تكون، في الغالب، أضعف في مواجهة الصعوبات التي تتعرض لها الأسرة، إضافة إلى ذلك، فإن هذه القوامة مبنية على أن الرجل هو المكلف بالإنفاق على الأسرة. وقالت صالح: «القوامة مسؤولية وتكليف، ويجب ألا ينظر أحدنا أبداً إلى جانب التشريف ويترك جانب التكليف، لأن هذا فيه خروج عن حدود الله سبحانه وتعالى، فالقوامة معناها أنه يجب على الزوج أن ينفق على زوجته وأسرته، فإذا امتنع عن النفقة، فَقَد شرطاً مهماً من شروط الطاعة، طاعة الزوجة لزوجها التي حث الله عليها، وحث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، جعلها من موجبات الجنة للمرأة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©