أكد معالي سلطان بن ناصر السويدي محافظ مصرف الإمارات المركزي أن ارتفاع الدولار يعزز الأسباب التي تدعو الدول الخليجية للحفاظ على ربط عملاتها بالعملة الأميركية·
وقال في تصريحات نقلتها رويترز أمس إن مجلس التعاون الخليجي سيواصل العمل من أجل تحقيق الوحدة النقدية على مراحل رغم تحديات صعبة تواجه هذه الخطة·
وأضاف أن آخر مراحل تنفيذ الوحدة النقدية ستكون أصعب المراحل وتستلزم تطبيق قوانين متماثلة في جميع الدول الأعضاء في المجلس لتفعيل السوق المشتركة· وشدد السويدي أمس في تصريحاته على أنه ''إذا تحققت المرحلتان الأوليان أو المراحل الثلاث الأولى نحو الوحدة النقدية بحلول 2010 فسيكون ذلك كافيا''·
وتربط الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي باستثناء الكويت عملاتها بالدولار الأميركي بسعر صرف ثابت، وهو ما يدفعها إلى اقتفاء أثر السياسة النقدية الأميركية بخصوص الفائدة، حيث اضطرت إلى تخفيض الفائدة سبع مرات متتالية لتصل إلى 2%·
وارتفع الدولار مقابل اليورو في شهر أغسطس الحالي بنسبة 5,4%، فيما ارتفع أمام الين بنسبة 1,5%، والجنيه الاسترليني بنسبة 7,5%، فيما ارتفع أمام الدولار الاسترالي بنسبة 8,1%، وهو ما أدى إلى رفع سعر صرف الدرهم أمام هذه العملات بنفس النسبة·
وقال الدكتور محمد العسومي الخبير الاقتصادي إن الإمارات ودول مجلس التعاون ستستمر في سياستها النقدية الحالية لحين صدور العملة الخليجية الموحدة·
وبين أن كل العوامل مهيأة ومنها الارتباط بالدولار بسعر صرف ثابت، معتبرا أن ''أي فك للارتباط في هذه المرحلة من شأنه أن يعرقل الاتفاقيات''·
ولكنه استدرك بالقول إن ''فك للارتباط سيكون بعد اصدار العملة الموحدة''·
ومن جهة أخرى، قال خبراء اقتصاديون ان توقعات السويدي حدوث انخفاض حاد في أسعار النفط إلى مستويات تتراوح بين 60 إلى 80 دولارا للبرميل من 120 دولارا حاليا، لن يؤثر بأية حال على مستويات الإنفاق في ميزانية الدولة، ولكنه قد يقلل الفوائض·
واستبعدوا حدوث ''الهبوط الحاد'' الذي توقعه السويدي في ظل ارتفاع الطلب من الأسواق الناشئة ولاسيما الصين والشرق الأوسط على النفط·
وقالت تقارير متخصصة إن الفوائض المالية ستستمر في التدفق إلى دول مجلس التعاون التي بنت ميزانياتها على أساس 40 دولارا سعر برميل النفط·
وجاءت تصريحات السويدي التي نقلتها (رويترز) أمس من دون إطار زمني للهبوط المحتمل في سعر النفط، ولكنه حذر من أن التكهن بأسعار النفط ''أمر صعب وخطير''، بحسب الوكالة، إذ أن نسبة التخفيض المتوقعة تتراوح بين 30 و 50%·
عدد اليوم
