الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في الـ92.. رجل ماليزيا القوي مهاتير يعود مجدداً

في الـ92.. رجل ماليزيا القوي مهاتير يعود مجدداً
10 مايو 2018 21:52
كوالالمبور (رويترز) لم يخسر مهاتير محمد، رجل ماليزيا القوي، أي انتخابات خاضها من قبل. وبعد أن بلغ من العمر 92 عاماً حافظ مهاتير على سجله أمس وهو مقبل على أداء اليمين ليصبح أكبر زعماء العالم المنتخبين سناً. وصاح قائلا «نعم، نعم، ما زلت على قيد الحياة»، وقد بدا منتعشاً خلال مؤتمر صحفي عقد في الساعة الثالثة فجراً أعلن فيه فوزه على الجبهة الوطنية (تحالف باريسان) الذي حكم البلد الواقع في جنوب شرق آسيا منذ استقلاله قبل نحو 60 عاماً. وقاد مهاتير التحالف رئيساً لوزراء ماليزيا لمدة 22 عاماً بدءاً من عام 1981. وكواحد من أبرز زعماء البلاد، كان مهاتير مشاكساً، غير مهادن، لكنه حول ماليزيا من دولة مغمورة إلى واحدة من أحدث الدول الصناعية في العالم. ولم تنحسر الأضواء عنه خلال فترة تقاعده. فقبل عامين عاد للعمل السياسي النشط. لكنه كان هذه المرة في صفوف المعارضة وتعهد بالإطاحة بنجيب عبد الرزاق من منصب رئيس الوزراء بسبب فضيحة مالية تتعلق بصندوق (1 إم دي بي) الحكومي للاستثمار. وفي إطار حملته استقال مهاتير من حزب المنظمة الوطنية المتحدة للملايو الذي شارك في تأسيسه وتخلى عن جميع أدواره الاستشارية للحكومة. وقال جوزيف بول، البالغ 70 عاماً، وهو ناشط اجتماعي متقاعد شارك آلاف الأشخاص الذين حضروا إلى العاصمة كوالالمبور للاحتفال بفوز مهاتير: «في عهد مهاتير كنت معارضاً قويا له». وأضاف: «حسناً، يقولون إن السياسة هي فن الممكن، لذلك فإذا كان قد جاء لتخليصنا من شر آخر فلم لا؟». أظهرت النتائج الرسمية الصادرة في وقت مبكر من صباح أمس حصول «تحالف الأمل»، الذي يتزعمه مهاتير على 113 مقعداً من أصل 222 مقعداً في البرلمان، محققاً الأغلبية البسيطة المطلوبة لحكم البلاد. وفي بداية توليه منصب رئيس الوزراء وخزت دبلوماسيته الشرسة دولاً مثل بريطانيا والولايات المتحدة بتعليقات منها ما قاله عشية تقاعده عن أن اليهود يحكمون العالم بالوكالة. ووصفه المستثمر البارز جورج سوروس ذات مرة بأنه: «يشكل تهديداً لبلاده». وسخر مهاتير من سوروس: قائلاً: «إنه أحمق» في إطار انتقاده للمتعاملين في العملات الأجنبية، أثناء الأزمة المالية الآسيوية عام 1998. ونشأ مهاتير في ريف ماليزيا، التي كانت في ذلك الوقت مستعمرة بريطانية، وشهد أزمات غذائية حادة وقت الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي. وكان طبيبا قبل أن يصبح رابع رئيس وزراء لماليزيا عام 1981 ليبدأ مهمة تحديث البلاد. وفي إطار حملته للتنمية انتشرت الجسور والطرق السريعة الواسعة في مختلف أرجاء البلاد، وتُوجت الحملة بإقامة عاصمة إدارية جديدة وبناء برجي بتروناس أطول مبنى في العالم آنذاك. وأكسبه نشاطه هذا لقب: «أبو ماليزيا الحديث»، لكنه اشتهر بقبضته الحديدية على الحكم. وخلال الأزمة المالية الآسيوية عام 1998 قام بمقامرة خطيرة بمخالفته لنصيحة صندوق النقد الدولي بفرض قيود على رأس المال والعملة لإنقاذ اقتصاد البلاد. واستمر نفوذ مهاتير داخل حزب المنظمة الوطنية المتحدة للملايو حتى بعد أن تخلى عن السلطة في عام 2003. وأيد نجيب، ابن ثاني رئيس وزراء لماليزيا، في سعيه لرئاسة الوزراء عام 2009. لكنه في عام 2015 حث نجيب على التنحي بسبب فضيحة صندوق (1 إم دي بي) الحكومي للاستثمار. وقال في حديث في مارس: «إنه سيستمر في معركته ضد نجيب حتى لو خسر الانتخابات». وقال: «سأكون في أواخر التسعينات من عمري ولا أتمتع بقوة بدنية... لكن إذا كنت في حالة جيدة بما يكفي سأواصل النضال». ويبدو كذلك أنه تقبل فكرة أن يكون ارتكب أخطاء أثناء حكمه فكتب في تدوينة في يناير الماضي: «إن الناس والإعلام لا يكفون عن الإشارة إلى أنه رأس حكومة سلطوية لمدة 22 عاماً». وكتب يقول: «بالنظر إلى الوراء الآن، أدرك لماذا كانوا يصفونني بالدكتاتور عندما كنت رئيساً لوزراء ماليزيا، قمت بأمور كثيرة تتسم بالدكتاتورية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©