الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

“معهد مصدر” يسعى لتطوير طرق التخلص من النفايات وتحويلها إلى طاقة

“معهد مصدر” يسعى لتطوير طرق التخلص من النفايات وتحويلها إلى طاقة
8 نوفمبر 2009 23:36
يسعى معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، من خلال مجموعة من الأبحاث والدراسات، إلى تطوير حلول من شأنها إحداث تغيير حقيقي في طريقة التخلص من النفايات على نحو فعّال، وتحويلها إلى مصدر للطاقة، بحسب البروفسور عصام جناجرة، مدير أبحاث التفاعل الحراري الكيميائي لإنتاج الوقود والطاقة المتجددة من النفايات في المعهد. وقال جناجره “لا ندعي حل مشكلة إدارة ومعالجة النفايات، ولكننا نمتلك القدرة على أن نكون جزءاً من الحل بكل تأكيد. وكلنا ثقة بأن أبحاثنا المتقدمة يمكنها إحداث تغيير حقيقي”. وأضاف “نخطط الآن لتطوير خبرات عالمية المستوى في مجال تحويل النفايات إلى طاقة، مع التركيز بشكل خاص على التقنيات التي تعنى بإمارة أبوظبي بشكل خاص وتنسجم مع الخصائص الاقتصادية والسكانية لهذه الإمارة”. ويقوم فريق من برنامج الهندسة الميكانيكية التابع للمعهد، تحت إشراف جناجرة، بإجراء أبحاث مكثفة لتطوير تقنية تحول الطاقة الكيميائية المختزنة في هذه النفايات إلى وقود وطاقة كهربائية صديقة للبيئة. وقال إن إمارة أبوظبي تدعم نمو قطاع اقتصادي جديد يتمثل في أبحاث وتطوير وتنفيذ مشاريع الطاقة البديلة والتقنيات المستدامة. ورغم التقدم الملموس الذي تم إحرازه في هذا المجال، إلا أن التخلص من النفايات على نحو فعال لا يزال يشكل تحدياً حقيقياً بالنسبة للإمارة، بحسب جناجرة. ويندرج هذا التحدي ضمن الاهتمامات المتعددة التي يركز عليها “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” ويبذل جهوداً حثيثة للتعامل معها والتغلب عليها. وقال لـ”الاتحاد” إنه وفقاً لمركز إدارة النفايات في أبوظبي، فقد وصلت كمية النفايات في الإمارة خلال عام 2007-2008 إلى حوالي 6 ملايين طن، أو بمعنى آخر، حوالي 3,7 طن للشخص الواحد. وأضاف “إذا ما تخيل المرء إيواء أكثر من 1,6 مليون طن سنوياً في أبوظبي، عندها يغدو حجم مشكلة النفايات أكثر وضوحاً”. ورغم الجهود الحثيثة والأساليب الجدية التي تعتمدها الخدمات البلدية في الإمارة التي تحاول قدر المستطاع إتباع نهج صديق بالبيئة للتخلص من النفايات، إلا أنه من الواضح بأن هذا الأمر يتطلب مزيداً من التركيز والدراسة والبحث وتطبيق معايير محددة لآليات عمل تعتمد الاستدامة وصداقة البيئة بشكل مطلق. ولا تنحصر تلك المعايير في التخلص من النفايات فقط، بل تعمد إلى الاستفادة منها. ويعتبر انتشار مكبات النفايات في أماكن مختلفة من الإمارة دليلاً على الحاجة لبدء الخطوة التالية في أسلوب التعامل مع قضية النفايات والتي تم وضعها على أجندة الإمارة مسبقاً. فالانتقال إلى معايير الاستدامة على مستويات عدة، أمر ضروري كون النفايات تهدد المستقبل البيئي لدولة الإمارات، لما لها من تبعات خطيرة على صعيد الانبعاثات الغازية وتلوث المياه الجوفية. وبالتالي، فإن الحل الأمثل لهذه المشكلة لا يقتصر على التخلص من النفايات على نحو مناسب بيئياً فحسب، بل يتعداه إلى إيجاد وسائل للاستفادة من هذه النفايات، بحسب جناجرة. وسائل قال جناجرة “حتى وقت قريب، تعاملت دول المنطقة مع النفايات باعتبارها مواد عديمة القيمة إلى حد ما. وبالتالي، فإن عدم إدراك القيمة الكامنة في معظم النفايات يحول دون الاستفادة من كميات الطاقة الكيميائية المختزنة في العديد من أنواعها، مثل النفايات البلدية والصناعية، والمنتجات الثانوية لمصافي النفط، وأنواع معينة من النفايات العضوية”. ويرى “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” أن أحد الحلول الممكنة لهذه المشكلة يكمن في عمليات التفاعل الحرارية الكيميائية التي تستلزم درجات حرارة عالية جداً لتحويل الطاقة الكيميائية الموجودة في النفايات إلى شكل أكثر نظافةً وأسهل استخداماً مثل الطاقة الكهربائية. وفي حين تمثل النفايات إحدى المشاكل الاقتصادية المتنامية في أبوظبي والعالم أجمع، فقد بات جلياً أن الأسلوب القديم في حرق النفايات بدأ بالانحسار حتى في المجتمعات النامية. ولحسن الحظ، فإن تقنيات تحويل النفايات إلى طاقة يتم استخدامها في العديد من بلدان العالم، إلى جانب الاستراتيجية التقليدية القديمة التي تعتمد “خفض وإعادة استخدام وتدوير” هذه النفايات. وتمكن مختبر “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” من إظهار القيمة المضافة للعديد من أنواع النفايات، وأصبح الآن مستعداً للانتقال إلى المرحلة التالية وتطبيق النتائج في محطة تجريبية. وتبين من نتائج التحاليل التي أجراها أن الغاز المركب الناتج عن النفايات التي قام باختبارها، وهي الإطارات القديمة، يحوي مخزوناً من الطاقة يعادل طاقة الفحم الحجري عالي الجودة. وأشار البرفسور جناجرة إلى أن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا قام بإجراء البحوث على مدى عام كامل بالتعاون مع “معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا”، حول النفايات في أبوظبي. الفريق ويتألف فريق الأبحاث الذي يتولى العمل على هذا المشروع في “معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا” من أربعة طلاب جامعيين هم إلهام طلب، ورنا قديح، وزكي النهاري، وحسام القرعان. وشارك هؤلاء الطلاب في مشروع الأبحاث بكل جد ومثابرة، ولعبوا دوراً مهماً في تمكين المعهد من الاستعداد للانتقال بهذا المشروع إلى مرحلة التجريب. كما شارك فريقنا بنجاح في العمل مع منشآت محلية مختصة بإدارة النفايات، مثل “مركز إدارة النفايات في أبوظبي”، و”شركة الجبال الثلجية الهندسية”، و”حلول الطاقة الإبداعية”، ومصفاة شركة “تكرير”. كما ندرس أيضاً سبل التعاون الممكنة لنشر هذه التقنيات على المستوى المحلي مستقبلاً. وقال الدكتور عصام جناجرة إن فريق الأبحاث يلعب دوراً بارزاً في إعداد دراسة لإدارة نفايات “مدينة مصدر”، وذلك من خلال دراسة وتحديد الأنواع القابلة للاحتراق من النفايات الناجمة عن الأعمال الإنشائية في المدينة. علاوةً على ذلك، سيقوم المختبر الذي يعكف “معهد مصدر” على تأسيسه بوضع التعليمات والقواعد الخاصة بالتطبيق واسع النطاق لتقنية تحويل النفايات إلى طاقة في أبوظبي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©