الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الدولار «ملك» السوق السوداء في الدول الفقيرة

الدولار «ملك» السوق السوداء في الدول الفقيرة
8 نوفمبر 2009 23:40
لايزال الدولار هو العملة المفضلة في السوق السوداء في دول مثل فيتنام وفنزويلا ونيجيريا رغم معاناته الشديدة في أسواق المال العالمية. ففي هذه الدول، لايزال تجار العملة يواصلون أنشطتهم في الخفاء وينتشرون في الشوارع الخلفية في المدن الفقيرة وهم في الغالب يمارسون أعمالهم داخل سيارات أجرة أو في خلف متاجر المجوهرات. وهؤلاء ربما يكونون الوحيدين في العالم الذين لم يشعروا بتراجع سعر الدولار مقابل اليورو والعملات الرئيسية الآخرى. الفيتناميون وعشق الدولار ويقول فو ماثه كوينه تاجر سيارات في هانوي، وهو معتاد على تغيير عملة الدونج بالدولار في أزقة الحي القديم “إذا قارنت أسعار العملة في الأسواق الدولية ستجد أن سعر الدولار يقل ولكن ليس هنا في فيتنام، فمازال الفيتناميون يحتفظون بالدولار الأميركي والذهب”. والدولار الأميركي في فيتنام يساوي 17,858 دونج بالسعر الرسمي ولكن سعر السوق السوداء يقترب من 18600 دونج. ويفيد هاي دونج أحد تجار العملة بأن نحو 20 زبوناً أو أكثر اشتروا دولارات أميركية خلال يوم واحد الأسبوع الماضي مقارنة مع زبونين فقط اشتروا عملة اليورو. ورغم أن حجم أسواق العملة السوداء غير معروف إلا أن لها أهمية كبرى في تسيير العجلة الاقتصادية في الدول التي تفرض قيوداً وضوابط محكمة على العملات النقدية. فهي تكفل للأفراد والشركات الحماية من التضخم ومن احتمال تدهور قيمة العملة المحلية وتوفر للشركات مصدراً للدولارات لشراء البضائع وبيعها في الخارج. وفي معظم الدول نعتبر الأسواق السوداء غير مشروعة بينما نجد أن دولاً أخرى تتغاضى عنها على نحو غير معلن. وفي أسواق مبادلة العملات الأجنبية في العالم والتي تبلغ حركتها إجمالاً نحو ثلاثة تريليونات دولار في اليوم الوحد، بحسب بنك التسويات الدولية، فقد الدولار كثيراً من مجده ورونقه. فعلى سبيل المثال تراجعت قيمة الدولار 6 ? بالنسبة لليورو هذا العام. كما تراجع مؤشر سعر مبادلة الدولار الفعلي الصادر من “جي بي مورجان” بنسبة 9,2 ? من مطلع شهر ابريل حتى 27 أكتوبر 2009، بينما زاد سعر اليورو بالنسبة للدولار في ذات الفترة بنسبة 11,8? وارتفع الجنيه الأسترليني 13,4?. حيث إن تعاظم العجز التجاري الأميركي من جهة وعزوف المستثمرين عن مظلة الدولار أثناء تعافي الاقتصادات العالمية من جهة أخرى قد أثار المخاوف من توجه الدولار نحو مزيد من الوهن والضعف لفترة قد تمتد لسنوات. الأمر الذي فتح الباب أيضاً لمعاودة الاعتراض على أن يظل الدولار هو عملة الاحتياطي العالمية. فنزويلا: سلاح ضد التضخم وفي فنزويلا احتفظ الدولار بمكانته حيث تلعب السوق السوداء دوراً جوهرياً في النظام المالي، ونجد أن الأفراد الباحثين عن الوقاية من التضخم أو من تدهور قيمة العملة الفنزويلية (بوليفار) يلجأون إلى تجار العملة. بل تستعين الشركات الكبرى التي تحتاج دولارات لعملياتها في الخارج بالسوق السوداء. في ذلك يقول ارنالدو وموراليس سائق التاكسي الذي يشتغل في نفس الوقت بتجارة العملة “إن الدولارات تعني الحماية من المخاطر”. وهو يشتري الدولارات من المسافرين عند دخولهم الدولة ويبيعها للفنزويليين. ويضيف أنه دأب على التجارة في الدولارات من عام 2003 حين فرض الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز سعراً ثابتاً للعملة. كما أنه من غير المسموح للمقيمين في فنزويلا إلا بشراء 2500 دولار للسفر إلى الخارج في السنة الواحدة بالسعر الرسمي البالغ 2.15 بوليفار. ويتزايد اعتماد الاقتصاد الفنزويلي على ما يسمى بسعر الدولار الموازي، إلى درجة أن اضطرت الحكومة مؤخراً إلى التدخل بعد أن زاد سعر الدولار إلى سبعة بوليفارات في أغسطس الماضي. حيث راحت الحكومة تغرق السوق المحلية بالدولارات من خلال بيعها سندات للفنزويليين الذين يبدلونها في الخارج بالعملة الأميركية. وتقول اندريا مارتينيز التي تعتقد أن تراجع سعر الدولار في السوق السوداء أمر مؤقت “سوف يظل الدولار دائماً قوياً”. وتعمل مارتينيز داخل مركز تسوق صغير يقوم فيه حراس أمن خصوصيون حاملو مسدسات ومرتديو صدريات مقاومة للرصاص بحراسة صفوف من متاجر الرهن التي تعتبر واجهة لتجار العملة. وهي تبيع في اليوم الواحد ما قد يصل إلى 5000 دولار. وهي تؤكد أن الناس يريدون مدخراتهم بالدولار، وتقول “خذ الدولار إلى أبعد مكان في العالم ستجد أن الناس يعرفونه”. نيجيريا: نقابة السوق السوداء وفي نيجيريا ثاني أكبر اقتصاد في أفريقيا جنوب الصحراء، تجد تجار العملة المتواجدين غالباً حول المساجد لا يزالون يتعاملون بالعملة الخضراء.وتجار السوق السوداء في نيجيريا لهم شبه نقابة خاصة بهم تسمى الجمعية النيجيرية لمكاتب العاملين في تغيير العملة. ويقول الحاجي فاروق سليمان رئيس الجمعية إن الدولار لا يزال المهيمن في نيجيريا وربما لا يكون سعر التغيير جيداً ولكنك تعرف العملة التي تتعامل فيها وأن في وسعك استخدام الدولار في أي مكان تذهب إليه. وأنه لا يرى أي تحول يذكر إلى اليورو أو الجنيه الاسترليني. وبعد تراجع العملة النيجيرية (نايرا) في أواخر العام الماضي ومطلع هذا العام استقرت بالنسبة للدولار وذلك بفضل استعادة الثقة عقب اتخاذ اجراءات إصلاح مصرفية صارمة من قبل محافظ البنك المركزي الجديد، وكان سعر الدولار 183 نايرا في الربيع ولكنه الآن يساوي 153 نايرا. العالم يبحث عن الدولار ربما في الهند تلاحظ أكثر من غيرها من الدول الفقيرة تأثير تراجع سعر الدولار. ففي شوارع مومباي يقول تجار العملة غير الشرعيين الذين يتبادلون رزم أوراق مالية خلف متاجرهم في أزقة كولابا الصاخبة الحي السياحي الشهير إن النشاط تباطأ مؤخراًِ. فتراجع الدولار جعل بائعيه ينتظرون ارتداد سعره وجعل مشتريه يترقبون أسعاراً أفضل. حيث يساوي الدولار 47 روبية في شركات الصرافة الرسمية المرخصة بينما يساوي 46,70 روبية في السوق السوداء. في صرافة سوبر ريتش من أزحم شوارع وسط مدينة بانكوك يقول ثاويساك كانشاناكورن إنه يعزم هو وزوجته السفر إلى الولايات المتحدة في الاجازة وأنه يعتقد أن ثراء الدولار الآن فكرة جيدة نظراً لرخصه. ويضيف أنه لا يعتقد أن الدولار الأميركي سيظل العملة الاحتياطية الرئيسية وسيأخذ اليوان الصيني محله. حتى الآن يفضل أولئك الراغبين في تغيير عملة البوليفار أو الدونج بالدولار الأميركي لأنه لايزال العملة الأكثر تقييماً وشهرة في العالم. في العراق. حيث أصبح تبادل العملات شائعاً حافظ تواجد الولايات المتحدة على طلب الدولار على حساب اليورو منذ عام 2003. ورغم أن سعر اليورو قد زاد في السوق العالمية إلا أنه من العسير مبادلته في بغداد، ومن الأرجح أن يظل الدولار ثاني عملة غير رسمية في العراق لفترة ليست بالقصيرة. وبلغ سعر الدولار في سبتمبر 1,190 دينار عراقي في سبتمبر وفق أرقام البنك المركزي العراقي بتغير طفيف عن سعره في بداية عام 2008 البالغ آنذاك 1,220 دينار عراقي. عن “وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©