الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مذبحة «فورت هود»: أحبطت المسلمين الأميركيين

مذبحة «فورت هود»: أحبطت المسلمين الأميركيين
8 نوفمبر 2009 23:42
ديوك هيلفاند ريتشارد فاوست - لوس أنجلوس الأنباء التي سمعها "نهاد عوض" جعلته على وشك الغثيان. فهذا الرجل الذي يرأس "مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في واشنطن"، علِمَ، مثله في ذلك مثل باقي الأميركيين، أن الرجل الذي فتح النار في قاعدة "فورت هود" العسكرية في تكساس وقتل 13 شخصاً، وأصاب عشرات غيرهم، كان مسلماً. ليس هذا فحسب، بل إن الجنود الذين كانوا متواجدين بالقرب من مسرح الحادث زعموا أن "نضال مالك حسن"، مرتكب المذبحة، قد أطلق صيحة الإيمان المميزة للمسلمين وهي "الله أكبر" قبل أن يفتح النار على ضحاياه. وعندما يسمع "عوض" هذا فإنه سوف يدعو خالقه هو الآخر، لكن بنبرة رثاء مرهقة وحزينة يتردد صداها الآن بين المسلمين الأميركيين المعتدلين، من ساحل أميركا الشرقي إلى ساحلها الغربي. يقول عوض: "لقد قلت لنفسي: يا إلهي! ها نحن نعود إلى نفس المشكلة مرة أخرى... لقد كنا نعرف ما الذي سيحدث عندما يظهر اسم مسلم على شاشات التلفزة، وهو أننا سنصبح جناة بالتبعية". وفي أعقاب حادث أطلاق النار شجب خطباء المساجد في مختلف أنحاء أميركا العنف، وبدأ المسؤولون عن المراكز الإسلامية سلسلة من الإجراءات الأمنية العلنية والسرية. ففي لوس أنجلوس على سبيل المثال اتصلت الجمعيات الإسلامية بقوات الشرطة وبمأموري الأمن الذين كثفوا دورياتهم حول المساجد ومراكز الجالية الإسلامية. وشارك عدد من أعضاء الجمعيات الإسلامية في حوار هاتفي جماعي يوم الجمعة الماضي مع مسؤولين من أجهزة فيدرالية مثل وزارة الأمن الداخلي، ووزارة العدل، لمناقشة الوسائل والإجراءات التي يمكن اتباعها لضمان سلامة المسلمين. بعد انقضاء ثماني سنوات على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لا يزال الإسلام موضعاً للارتياب من قبل بعض الأميركيين، وهو شعور يغذيه التحامل والخوف في الأساس، لكنه يتأثر بالتقارير الإخبارية الأخيرة عن إحباط عدة مؤامرات إرهابية لراديكاليين إسلاميين أميركيين. ورغم حملات التوعية التي لم تتوقف منذ الحادي عشر من سبتمبر، فإن الشك والترصد لا يزالان يشكلا مصدراً من مصادر الإحباط العميق لدى الزعماء الأميركيين المسلمين. ويقول "سلام الماراياتي"، المدير التنفيذي لمجلس الشؤون العامة للمسلمين في لوس أنجلوس، إن تلك المذبحة سيتم استغلالها من قبل "جماعات مثل القاعدة ستستخدمها كورقة لتبرير اللجوء إلى مزيد من العنف الديني، والتطرف، كما سيتم استغلالها أيضاً من قبل كارهي المسلمين الذين سيستخدمونها لتقسيم بلادنا وزرع الخوف والكراهية". و"نضال مالك حسن"، مرتكب المذبحة، هو طبيب نفسي مولود في ولاية فرجينيا، وهو من نواح عدة نتاج للتيار الإسلامي المعتدل في الولايات المتحدة. مع ذلك فإن هياجه الذي أدى إلى المذبحة أجج، من وجهة نظر بعض المراقبين، مخاوف طويلة الأمد حول الولاءات المنقسمة حتى بين المسلمين المعتدلين. فموقع "وورلد نيت ديلي" الخبري، المنتمي للتيار اليميني، يرى أن "حسن" ليس سوى "الجزء الظاهر من الطابور الخامس الجهادي الذي يعمل ضمن صفوف المؤسسة العسكرية الأميركية". وقد سارع الدكتور "ماهر حتحوت"، إمام المركز الإسلامي بجنوب كاليفورنيا إلى التصدي لتلك الشكوك في خطبة مؤثرة عقب صلاة عصر الجمعة الماضي في المركز الإسلامي بجنوب كاليفورنيا، حيث قال إنه تلقى عقب الحادث مكالمة تليفونية من شخص سأله فيها سؤالا محدداً: هل يمكن الثقة بأي مسلم بعد ما حدث؟ وأكد "حتحوت" أن هذا السؤال هو الذي يتردد في أذهان كثير من الأميركيين حالياً، وأن الحاجة تستدعي عمل شيء بشأنه. ويخشى زعماء الجاليات الإسلامية في الولايات المتحدة أن يتجاهل الأميركيون هذه الرسالة، إما لأن الشخص الذي قام بالمذبحة مسلم، وإما لأنهم قد تأثروا بالتقارير الأخيرة التي تحدثت عن وجود مؤامرات إرهابية منفصلة. ومما يزيد من تعقيد المسألة تلك الشكوك المنتشرة في بعض الأوساط حول دوافع مجلس العلاقات العربية الإسلامية الذي يرأسه نهاد، والمعروف اختصاراً باسم "كير"، والذي يعتبر من أهم جماعات حقوق الإنسان الإسلامية في الولايات المتحدة. فرغم أن المجلس كان قد شن حملة ضد الإرهاب، كما نظم حملة دعائية تلفزيونية ضد التطرف الديني، وأشرف على الجهد الرامي لإصدار فتوى أو رأي ديني يدين التطرف والإرهاب، إلا أن ذلك لم يَحُل دون قيام النائب "بول برون" (جمهوري من جورجيا) وثلاثة آخرين من أعضاء الكونجرس بمطالبة المراقب العام لمجلس النواب بتحديد ما إذا ما كانت تلك الجماعة تمثل تهديداً أمنياً أم لا. وبرر النواب طلبهم بأنهم يعتقدون أن هناك علاقة بين "كير" وبين الجماعات الإرهابية، وأن اكتشاف أمر هذه العلاقة كان هو الأساس الذي استند إليه قرار مكتب التحقيقات الفيدرالي الأخير بقطع علاقته مع المجلس. في نفس الوقت وجد أئمة المساجد، على بعد مئات الأميال من قاعدة "فورت هود"، أنفسهم يشجبون جريمة وقعت بعيداً عن مجتمعاتهم. ففي مسجد عمر بن الخطاب، بالقرب من جامعة جنوب كاليفورنيا، تحدث البروفسور المتقاعد "فتحي عثمان" عن أن بعض الناس يسيئون تفسير الإسلام لكي يلائم تفكيرهم المنحرف. لكن إحدى طالبات تلك الكلية، وهي القبرصية المسلمة "تسبيح هرويس"، أعربت عن إحباطها بسبب اضطرارها لسماع خطبة أخرى يعتذر فيها البعض عن أفعال قام بها أشخاص آخرون. وقالت هرويس: "أعتقد أن الوقت قد حان كي يدرك الأميركي العادي أن الإسلام ليس مرادفاً للعنف". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©