الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«سرت».. الضربات الأميركية تثير حماسة المقاتلين الليبيين

«سرت».. الضربات الأميركية تثير حماسة المقاتلين الليبيين
5 أغسطس 2016 00:08
سرت (أ ف ب) خلف سور إسمنتي يحميه من قناصة تنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة «سرت»، يعبر محمد الأحجل ومقاتلون موالون لحكومة الوفاق الليبية عن حماستهم للضربات الأميركية التي رفعت من معنوياتهم بعد الخسائر الكبيرة في صفوفهم. ويقول محمد الذي يرتدي سترة عسكرية واقية من الرصاص فوق قميص أسود، ويعتمر قبعة رعاة البقر بنية اللون: «إن التدخل الأميركي استهدف مواقع حساسة لتنظيم داعش». ويضيف «نتمنى أن تتكثف الضربات في الأيام المقبلة حتى نتمكن من تحقيق التقدم الميداني الذي نتطلع إليه». وفي باحة منزل مهجور يبعد، حسب ما يقول المقاتلون، أقل من 250 متراً عن «أقرب نقطة لـ داعش»، يستريح حوالى عشرة مقاتلين من سرية «صقور مصراتة»، على أن يعودوا إلى الجبهة عندما تنتهي فترة خدمة زملاء لهم في السرية ويأتي دورهم في الاستراحة. ويمكن رؤية آثار رصاص في جدران المنزل الخارجية وآثار قذيفة هدمت جزءاً صغيراً منه . ويقف خالد الغوش بين مجموعة من زملائه خلف سور إسمنتي آخر كتبت عليه عبارة «الله اكبر» مؤكداً أن المعنويات ارتفعت خصوصاً بعد القصف الأخير. وبدأت الولايات المتحدة الاثنين تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع وآليات لتنظيم «داعش» في سرت التي تبعد 450 كلم شرق طرابلس، بطلب من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة. وجاءت الضربات الأميركية لتساند القوات الحكومية في عمليتها العسكرية الهادفة إلى استعادة سرت من أيدي التنظيم الإرهابي، والتي قتل فيها منذ انطلاقها في مايو أكثر من 300 من مقاتلي هذه القوات المؤلفة من جماعات مسلحة ووحدات من الجيش المفكك. وتخوض القوات الحكومية المجهزة بسيارات رباعية الدفع محملة بأسلحة رشاشة ومضادة للطائرات، وبعدد محدود من الدبابات، حرب شوارع في سرت في مواجهة «داعش»، الذي يعتمد على القناصة والسيارات المفخخة والألغام التي زرعها بين المنازل. وقال المتحدث باسم عملية «البنيان المرصوص»، وهو الاسم الذي أطلق على معركة سرت، العميد محمد الغصري أمس الأول، «إن أعداد قتلى القوات الحكومية تعتبر كبيرة جداً»، مضيفاً «طلبنا المساعدة الأميركية لتخفيف الأضرار». وأشار إلى أن هناك أكثر من مئة مقاتل بأطراف مبتورة، وهناك حالات موت سريري عديدة وجرحى في حالات خطيرة نتيجة المعارك. وتخسر القوات الحكومية كثيراً من مقاتليها كلما حاولت التقدم بين المنازل المفخخة. وعلى الشاطئ غرب سرت، يجلس مقاتل مرتدياً بزته العسكرية قبالة البحر بالقرب من نقطة مراقبة صغيرة مؤلفة من سجادة تتكئ على عصي خشبية في ما يشكل خيمة صغيرة، إلى جانب سواتر ترابية ومجموعة من الفرش الملونة. وتحت السجادة البنية، يحتمي مقاتلان آخران من الشمس الحارقة وقربهما علب من سمك التونة، يحمل أحدهما منظاراً يستخدمه بين وقت وآخر، بينما يحمل الآخر رشاشاً. ورغم الهدوء الذي يأتي بعد معارك عنيفة في نهاية الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الحالي، يلتزم المقاتلون الحذر، ويحاولون الاحتماء من رصاص القنص في الأماكن التي يعتبرونها مكشوفة. ويرى المقاتل عبد الرحمن القط أن الغارات الأميركية ستساعد على إعطاء زخم جديد للعملية العسكرية. وعند مدخل سرت الغربي، أقامت القوات الحكومية مستشفى ميدانياً يستقبل الجرحى ويقدم لهم الإسعافات الأولية قبل نقلهم إلى المستشفى المركزي في مدينة مصراتة، مركز قيادة العملية العسكرية. ويتألف المستشفى من غرفة عمليات وغرفة إسعافات أولية تتوزع في أرجائها عشرات الأسرة وأنابيب الأوكسيجين البيضاء الضخمة وطاولات مغطاة بقطع من القماش الأبيض وقد وضعت عليها مقصات طبية ومعدات جراحية. وينشر المستشفى الميداني على صفحته في موقع «فيسبوك» أسماء وصور جرحى وقتلى القوات الحكومية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©