السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

آنا كونيل تؤسس مانشستر سيتي عام 1880 لإنقاذ المدينة من “حروب العصابات”

آنا كونيل تؤسس مانشستر سيتي عام 1880 لإنقاذ المدينة من “حروب العصابات”
9 نوفمبر 2009 00:17
في مثل هذا الشهر من عام 1880 خاض مانشستر سيتي مباراته التنافسية الأولى، وفي مثل هذا الوقت من العام القادم سيكون من حق جماهير النادي الكبير في كل مكان الاحتفال بمرور 130 عاماً على إنشاء النادي، وهو بذلك يعد واحداً من أعرق الأندية الإنجليزية والأوروبية، وعلى مدار تاريخه تمكن النادي من الحصول على 20 بطولة على كافة المستويات، وقدم عشرات النجوم للمنتخب الإنجليزي طوال تاريخه الكبير، ويطلق على مانشستر سيتي عدة ألقاب لكل منها تفسيره، حسب التطور التاريخي للنادي، فالاسم الأكثر شهرة والأكثر تداولاً الآن هو "سيتي"، ويطلق قطاع جماهيري آخر على النادي مسمى "الأزرق السماوي" وآخرون يطلقون عليه "القمر السماوي"، فيما يستأثر اسم "سيتيزينز" أي "المواطنون" بحضور لافت، ويعتز به كثيراً الجيل القديم من مشجعي النادي فهو يكرس فكرة الهوية الوطنية للنادي، واعتباره الممثل الأول لمدينة مانشستر، حيث يعتقد الآلاف من مشجعي النادي على مدار تاريخه أن مانشستر يونايتد يقع جغرافياً خارج المدينة، وهو الأمر الذي جعلهم على ثقه من أن ناديهم هو الممثل الأول لمدينة مانشستر . وتاريخياً خاض نادي مانشستر سيتي الذي تأسس تحت اسم سان مارك (منطقة وست جورتون) أول مباراة تنافسية رسمية له في نوفمبر عام 1880، وتأسس النادي على يد السيدة "آنا كونيل" وهي من مواليد عام 1855 وبادرت باتخاذ هذه الخطوة لحماية أهالي منطقة وست جورتون من التناحر والاستسلام لأجواء حروب العصابات التي كانت تغذيها الخلافات العرقية وبعض المشكلات الدينية وانحدار المستوى التعليمي والثقافي. ومن المعروف تاريخياً أن هذه المشكلات تطل برأسها بشكل أكبر وأوسع نطاقاً في المناطق الفقيرة، وكانت منطقة وست جورتون من هذه المناطق في نهايات القرن قبل الماضي، وفي مثل هذه الأجواء يصبح تدخل أبناء الطبقات الاجتماعية الأكثر التزاماً وثقافة لمد يد العون للطبقات الفقيرة والمحرومة من الأولويات التي يقوم عليها تماسك المجتمع، وهو الأمر الذي دفع السيدة آنا كونيل إلى تدشين عدة مشروعات إنسانية وبعض أعمال خيرية، وقامت هذه الأعمال على تغذية فكرة التواصل الاجتماعي وإقناع المتناحرين بالتجمع على هدف واحد. وكانت الأندية الرياضية هي الحل لتطبيق مثل هذه السياسة التي تتصف بالذكاء الشديد، فلم يكن هناك من حل سوى جمع القلوب والأفكار المختلفة على الانتماء لناد رياضي واحد، وكانت نشأة نادي سان مارك في عام 1880 ضمن مجموعة أخرى من المشروعات الحضارية وتصدى لهذه الخطوة إلى جوار السيدة كونيل كل من توماس جودبيهور ووليام بيستو وكانا ينتميان لاتحاد عمال الحديد في المنطقة ذاتها، وخاض النادي الجديد "سان مارك" أو كما يطلق عليه أحياناً "سانت ماركس" للكريكيت أول مباراة كروية له في نوفمير 1880 ، ومن خلال إشادة رجال الدين بما كان لهم من سلطة كبيرة في هذا الوقت بالنادي الجديد ودوره في إرساء قواعد جديدة للسلم والسلام الاجتماعي وخدمة المجتمع وقضاياه وتحسين علاقات المقيمين في المنطقة ببعضهم البعض. النوم فوق أسطح القطارات! تطور فيما بعد نادي سان مارك وتحول اسمه في عام 1887 ليصبح نادي "أردويك لكرة القدم" وانتقل الى ملعب جديد يطل على الهايد روود وبعد عامين من هذا التاريخ تم بناء مدرجات تتسع لنحو ألف شخص، وانضم الى دوري الدرجة الثانية عام 1891 حيث حقق الفريق بطولة كأس مانشستر بالفوز على فريق بولتون واندرز 4 / 1 في المباراة النهائية، وفي أبريل عام 1892 قررت اللجنة الإدارية في هيئة دوري الكرة إطلاق دوري الدرجة الثانية والذي ضم 12 فريقاً وتوسيع دوري الدرجة الأولى الى 16 فريقاً، ومثل القرار فرصة لاردويك للانضمام الى دوري الدرجة الثانية، حيث أنهى أول مواسمه في البطولة 1892 – 1893 في مركز متوسط، واتسعت شعبية الفريق، رغم عثراته المالية الكثيرة، ومن الطرائف التاريخية تحكي معاناة الأندية قديماً، ونقص الموارد أن فريق أردويك (مانشستر سيتي) كان يعتمد في تنقلات اللاعبين للمشاركة في المباريات الخارجية على جعلهم يهربون داخل القطارات، أو ينامون فوق سطحه أو يتعلقون بالقطار بطريقة ما ويسافرون من مكان إلى آخر، دون أن يتكبدوا تكاليف السفر، وذلك لعدم توفر الموارد المالية التي تدعم تنقلات الفريق من مدينة إلى أخرى، ورغم هذه المعاناة حقق الفريق نجاحات لافتة. في موسم 1893 / 1894 تحول مسمى نادي اردويك إلى اسم "نادي مانشستر سيتي لكرة القدم"، وكان من بين دوافع هذا التحول ظهور ناد آخر في دوري الدرجة الثانية يسمى "نيوتون هيث"، والذي عرف فيما بعد باسم "مانشستر يونايتد"، ومن أجل السبق والحصول على اسم المدينة وتمثيلها بشكل رسمي تحول مانشستر سيتي إلى مسماه الحالي، ومنذ اللحظات الأولى لظهور مانشستر يونايتد في أجواء التنافس مع مانشستر سيتي، لم تعترف جماهير الأخير بانتماء الشياطين الحمر إلى المدينة لأسباب تتعلق بالنشأة وتواجد اليونايتد خارج النطاق الجغرافي للمدينة، ورغم ذلك تمكن مانشستر يونايتد من تحقيق شعبية كبيرة في المدينة وخارجها ليصبح أحد أكبر الأندية الأوروبية. ومن المحطات البارزة في مسيرة مانشستر سيتي فيما بعد الفوز بلقب دوري الدرجة الثانية عام 1899 وهو أول فريق يفوز بلقب كروي في مدنية مانشستر، الأمر الذي ساهم في رفع شعبيته، وواصل الفريق مسيرته الناجحة وحقق في موسم 1903 و 1904 نجاحات كبيرة بالفوز بلقب دوري الدرجة الثانية مرة أخرى، كما فاز بكأس إنجلترا عام 1904 بالفوز على بولتون بهدف نظيف. وفي الأعوام التالية واجه أزمات مالية من جديد وانتقل بعض نجومه للأندية الأخرى وعلى رأسهم قائد الفريق بايلي ميرديث الذي انتقل الى مانشستر يونايتد، ومن هنا بدأ الصراع التاريخي بين الناديين، وفي حقبة العشرينات انتقل مقر مانشستر سيتي إلى "ماين رود" وفي الفترة ذاتها حصل على لقب دوري الدرجة الثانية عام 1910 ثم 1928، كما وصل إلى نهائي الكأس عامي 1926 و 1933 وحصل على لقب الدرع الخيرية عام 1937 ، وكان الإنجاز الأكبر في تاريخ النادي في النصف الأول من القرن الماضي لحصوله على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 1936 ثم الفوز بالدرع الخيرية عام 1937 . صائد البطولات مع بدايات النصف الثاني من القرن العشرين وتحديداً في حقبة الستينات، وكذلك حقبة السبعينات أصبح مانشستر سيتي الاسم الأبرز في الكرة الإنجليزية، وواصل نجاحاته بالتتويج الأوروبي عام 1970 بلقب بطولة أبطال الكؤوس الأوروبية، وخلال الفترة المذكورة تمكن نجوم مانشستر سيتي من تسطير تاريخ كبير، هو الأهم حتى الآن في مسيرة النادي، فقد فاز بلقب الدوري الممتاز موسم 1967 / 1968 وحصل على المركز الثاني في موسم 1977. كما حص على لقب كأس الدوري عامي 1970 و 1976 والمركز الثاني عام 1974 وهي الفترة الذهبية بحق في تاريخ النادي قبل أن يخبو نجمه في الثمانينات والتسعينات ومطلع الألفية الجديدة، قبل أن يتحول إلى مجموعة أبوظبي المتحدة للتطوير والاستثمار والتي وضعت النادي العريق على طريق المنافسة على الألقاب من جديد بعد دعم صفوفه بصفقات من العيار الثقيل. ومن أهم المديرين الفنيين الذين تولوا تدريب مانشستر سيتي في حقبته الذهبية جو مرسير الذي تولى قيادة الفريق في الفترة من عام 1965 إلى 1971 وفاز في 150 مباراة من بين 340 مباراة تولى قيادة الفريق خلالها، وفيما بعد جاء المدرب الكبير توني بوك الذي جلس على مقعد الإدارة الفنية للفريق من عام 1974 حتى عام 1979 وخلال الفترة المذكورة حقق سيتي الفوز في 115 مباراة من بين 270 مباراة خاضها في مختلف البطولات، وحقق ألقاب عدة بطولات ساهمت في تكريس شعبية النادي في إنجلترا وخارجها. وحصل مانشستر سيتي على لقب 19 بطولة مختلفة داخلياً وخارجياً، كما وصل إلى الدور النهائي أو المركز الثاني في 16 مناسبة، الأمر الذي يؤكد أنه أحد الأندية العريقة تاريخياً. وعلى مستوى حصد الألقاب والبطولات، إلا أن فترة الثمانينات والتسعينات ثم مطلع الألفية الجديدة شهدت اختفاء النادي من منصات التتويج بالألقاب والبطولات، ورغم ذلك لم يفقد قاعدته الجماهيرية في مدينة مانشستر، حيث تتعلق هذه الجماهير بتاريخ النادي الكبير، وتعيش حلم استعادة الأمجاد منذ صيف 2008 حينما انتقلت ملكية النادي إلى أبوظبي وتحديداً مجموعة أبوظبي المتحدة للتطوير والاستثمار
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©