الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرنسا.. على أعصابها في مواجهة الإرهاب

فرنسا.. على أعصابها في مواجهة الإرهاب
5 أغسطس 2016 00:08
باريس (وكالات) يعيش الفرنسيون صيفاً غير مألوف بات فيه التهديد بوقوع اعتداءات جديدة جزءاً من حياتهم اليومية، فاضطرت السلطات إلى إلغاء احتفالات ونشر عناصر الشرطة على الشواطئ وتسيير دوريات عسكرية ظاهرة للعيان في شوارع باريس. وقالت الطبيبة النفسانية «أفلين جوسي»: «إن هذا الأمر جديد بالنسبة إلينا، وسنعتاد على هذا الأمر بطريقة ما». وصدرت مجلة «لو بوان» في الفترة الأخيرة بغلاف يحمل عنوان «كيف نصمد؟». وكان ذلك بعد اعتداء «نيس» الذي راح ضحيته 84 قتيلاً، وقبل ذبح كاهن في كنيسته بعد أقل من خمسة عشر يوماً، واللذين أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عنهما. وللمرة الأولى هذا العام، أرسل حوالى مئة شرطي يحملون السلاح للقيام بدوريات على شواطئ فرنسا، وتقضي مهمتهم بالرد إذا ما حصل هجوم مماثل لذلك الذي وقع على شاطئ «سوسة» في تونس في يونيو 2015، والذي سقط خلاله 38 قتيلاً. ولئلا يرعبوا رواد الشواطئ، وضعوا أسلحتهم في حقائب عازلة للمياه لا تلفت النظر ومربوطة على خصورهم. وبلغ الأمر بمدينة «كان»، جنوب شرق البلاد، أن منعت استخدام حقائب الظهر الكبيرة على شواطئها، للحؤول دون إخفاء أسلحة أو مواد متفجرة فيها. ويعترف بعض الفرنسيين بأنهم باتوا لا يصطحبون أطفالهم إلى أماكن مزدحمة منذ اعتداء «نيس»، الذي استخدمت فيه شاحنة. وقد لقي عشرة أطفال مصرعهم سحقاً من بين 84 قتيلاً آنذاك. وقالت المتقاعدة «فرنسواز»، البالغة من العمر 69 عاماً، والتي فضلت التكتم على اسم عائلتها، «إننا نشعر بالصدمة، ونفكر في إمكانية وقوع اعتداء عندما نقصد مكاناً عاماً يزدحم فيه الناس، كالسينما والمسرح». وطرأت على سلوك الفرنسيين تعديلات لحماية أنفسهم من القلق الناجم عن تزايد الهجمات أو مشاريع الاعتداءات، فبات البعض منهم لا يسعى إلا بالقدر اليسير للاستماع إلى أخبار وسائل الإعلام. وكشف المحامي «نوربرت غوتمن»، البالغ من العمر 56 عاماً والذي يقيم قرب باريس أنه زار طبيباً نفسياً «حتى يطمئن ويهدأ»، مضيفاً: «ابتعدت قليلاً عن وسائل الإعلام، وأستمع إلى نشرات الأخبار، لكن ليس بصورة دائمة ومتواصلة». وفي خضم الصيف، لا تخلو الساحات الباريسية وضفاف نهر السين من المارة. لكن الحذر يبقى قائماً من خلال وجود العسكريين المسلحين بالبنادق الهجومية في الشوارع والأماكن السياحية. وفي المترو، تكثر الإعلانات التي تطلب وقف الرحلة «بسبب طرد مشبوه». وقال «تيبو شيز»، البالغ 32 عاماً: «إن الحياة اليومية قد تغيرت لجميع الباريسيين، وقد ازددنا ارتياباً، وحذراً، ولا يزال القلق موجوداً». وأضاف: «تتوتر الأجواء أحياناً من دون سبب». وعلى سبيل الاحتياط، تقلصت أو ألغيت احتفالات تقليدية، مثل الألعاب النارية في 15 أغسطس، أو الثقافية كمهرجانات السينما في الهواء الطلق، في كل أنحاء فرنسا تقريباً. وأفاد وزير الدفاع «جان-إيف لو دريان»، الأسبوع الجاري: «نحن في حالة حرب، لذلك يتعين الآن منع التظاهرات إذا لم تحترم المعايير الأمنية». وتؤكد المهرجانات التي لم تلغ حاجة الناس إلى تغيير أفكارهم والعيش معاً لحظات إيجابية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©