الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم صقر تصنع مجسمات تراثية من ورق الجرائد

أم صقر تصنع مجسمات تراثية من ورق الجرائد
16 ابريل 2011 20:05
إبداعات الفتاة الإماراتية بلا حدود، كلما استطاعت تحقيق هدف سعت جاهدة لتحقيق الهدف التالي في أفق لا نهائي من الحلم والطموح ومن هذه الشرفة المفتوحة على الغد دائما، تطل علينا أم صقر التي برعت في مجال عمل مجسمات تراثية من رائحة ماضي الآباء الأجداد عن طريق ورق الجرائد. الحديث عن أم صقر حديث طويل، فقد عشقت التراث فتعمقت في أغواره وجواهره، وأكدت للجميع أنها قادرة على التميز والإبداع، لم تجلس قابعة خلف جدار المنزل، إنما تعدت ذلك لإثبات وجودها، فقد استطاعت أن تصنع لنفسها طريقا تبدع فيه لتصبح مثالا للفتاة الإماراتية المبدعة من خلال عمل كتاب يضم كل ما يتعلق بحياة الأجداد في الماضي من حيث المسكن والمأكل والمشرب وطريقة العيش ويحمل الكتاب باسم «من الماضي العريق حكايات تلتحم مع قلبي»، إلى جانب صنع مجسمات تراثية من ريحة ماضي الأجداد مرة بالحجر الجبلي ومرة أخرى بورق الجرائد. سر الفرجان عن سر تعلق أم صقر بالتراث وكيف تبلورت فكرة عمل مجسمات تراثية بدءا من مجسم الشتاء إلى مجسم آخر مصنوع من ورق الجرائد. تقول «كان الأمر منذ البداية هو حبي للموروث الشعبي وحياة الماضي القديم، فقد عشت وسمعت الكثير عن الماضي من قبل الأهل والأقارب، ومن أجل ذلك أحببت أن أدون كل ذلك في كتاب يضم الكثير من المعلومات التراثية القديمة عن الماضي العريق الذي ما زال الكثير منا في وقتنا الحاضر يحافظون على كل صغيرة وكبيرة من حياة آبائنا وأجدادنا». تواصل أم صقر وهي تنظر إلى الكتاب الذي أنجزته. وتقول: «من أجل ألا يندثر هذا الموروث أحببت أن أقدمه بشكل بسيط وجميل ومميز من خلال تأليف كتاب مدون به كل ما يتعلق بالماضي وعدد صفحاته 194صفحة، ليظل التراث محفوظا وليبقي شاهدا على كيفية محافظة الآباء والأجداد على التراث، وليتعرف عليه الأجيال متأملين التراث الشعبي القديم». تتابع أم صقر: «بعد الانتهاء من تأليف الكتاب الأول تلاه كتابا آخر بعنوان «الفرجان» وهو مقتبس من اسم الفريج، ويضم هذا الكتاب أيضا حياة الفرجان زمان أول وكيف كان تواصل الأهل والجيران مع بعضهم البعض في الفرجان». الملتقي التراثي عن بداية انطلاقتها في عمل المجسمات، تواصل أم صقر: «لم أكتف بتدوين التراث كتابةً، بل أحببت أن أطبق ذلك على أرض الواقع من خلال عمل مجسمات تراثية من الطين وعجينة الورق التي أستعمل لصنعها ورق الجرائد والحجر الجبلي». تسترسل أم صقر وهي بجانب مجسم الشتاء: «بدايتي انطلقت من الملتقي التراثي الرابع برأس الخيمة، حيث كنت مشاركة في الملتقى وألقيت كلمة الافتتاح، وخلال ذلك تعرفت على الكثير من المشاركين من الجمعيات الأخرى في الملتقي. لكن جمعية النخيل للتراث والفن الشعبي لفتت انتباهي أكثر حيث كانت لديهم معرفة سابقة عن حبي للتراث، لذلك من هذا المنطلق وبتشجيع منهم أحببت أن أكون عضوة بالجمعية وأقدم شيئا جديداً من خلال عمل مجسمات تراثية وكانت أولها «مجسم الشتاء». تتابع أم صقر وتقول عن المجسم «هو عبارة عن مخزن يضم كل احتياجات المنزل من «مير البيت» وتم عمله من خلال الحجر الجبلي الذي كنت أحصل عليه من جبال رأس الخيمة، حيث كنت أقوم بالصعود إلى الجبل ذهاباً وإياباً وتقطيعه وتشكيله بالطريقة التي أريد. مشيرة «استمر عمل المجسم لمدة شهر تقريبا، ثم تبلورت الفكرة إلى طريقة أخرى وهو عمل مجسم آخر للبيت القديم مصنوع من العجين». ورق الجرائد أما فيما يتعلق بالمجسم المصنوع من ورق الجرائد تسترسل أم صقر وهي تشير إلى المجسم. وتقول: «الطريقة لا تختلف عن طريقة عمل المجسم بالحجر الجبلي أو الطين، ولكن المختلف هو مادة الصناعة. وتؤكد أم صقر «قمت بتصميم البيت القديم، ولكن هذه المرة بطريقة أكثر جمالاً واختلافا، مستخدمة فن التشكيل بعجينة الورق، حيث قمت بتقطيع أوراق الجرائد لقطع صغيرة وعجنها بالماء الحار وخلطه بمادة الغراء الأبيض وتركه قليلاً ليتماسك. ثم تم تشكيل البيت التراثي القديم بكل محتوياته عن طريق تلك العجينة المتماسكة، مشيرة أم صقر «أعمالي ليست فقط أفكاراً جديدة وغريبة، وإنما يمكن استخدامها فيما بعد، فهي في الأخير تكون جزءا من الديكور أو هدية تذكارية يمكن أن تقدم لأي أحد يعشق التراث». المردود المالي للأهل دور كبير في إثراء هذه الموهبة، عن ذلك تقول أم صقر: «الحمد لله أسرتي سندي ولهم الفضل دائماً في صقل موهبتي من خلال التشجيع الدائم والمستمر وتقديم الدعم سواء المادي أو المعنوي، وهو ما جعلني أعشق تنفيذ كثير من أعمالي المختلفة التي تلاقي الإعجاب من المحيطين بي، وعندما أقدم على تنفيذ أحد الأعمال أستشير أهلي لمعرفة وجهة نظرهم ليظهر العمل في أجمل صورة». وحول المردود المالي تؤكد أم صقر: «الغاية من هذه المجسمات ليست فقط للبيع، وإنما لدي الكثير منها في جمعية النخيل برأس الخيمة، حيث كل من يزور هذا المكان سيشم رائحة الماضي من خلال كل ما يتعلق بحياة الأجداد والآباء في الماضي وعملي في مجال مجسمات تراثية لم يأت بحثا عن مردود مالي، بل هي هواية أعشقها منذ فترة كما أنها تفيد الآخرين، أما بالنسبة للجهد اليدوي المبذول فهو لا يقدر بثمن، وإذا حاولنا وضع أسعار لتتناسب مع ما نبذله من جهد، فلا شك أن انتشار منتجاتنا التراثية سيصبح أمرا صعبا». معارض ومشاركات عن مشاركاتها في المعارض تقول: «أسعى للتواجد والمشاركة في مختلف المعارض وخاصة في جمعية النخيل برأس الخيمة، حيث دائما ما أحدد مشاركاتي بأعمال أخص بها هذه المعارض، وهذه الأعمال تمثل لي نقطة فارقة في حياتي الفنية، خاصة أنني أسعى لتشكيلها بطريقة جذابة تجعل عين المشاهد تسعى لرؤية التجسيد الحقيقي لها، ما يجعله ينبهر بتراث الدولة من خلال العمل الذي أقدمه قبل أن يشاهده على الطبيعة، وهذه الطريقة المميزة نالت إعجاب الجميع». تصمت أم صقر لبرهة وتواصل حديثها وتقول: «طموحي لا حدود له، خاصة أنني أحرص على صقل هوايتي من خلال المشاركة في المعارض وتنفيذ الكثير من الأعمال المختلفة التي تتحدث عن التراث».
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©