الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبيد الزعابي من «صانع سفن» إلى إبداع المنتجات الخشبية بلمسات تراثية

عبيد الزعابي من «صانع سفن» إلى إبداع المنتجات الخشبية بلمسات تراثية
16 ابريل 2011 20:06
بدأ كهاوٍ فتطورت هوايته لحب وشغف حتى توسطت قلبه وتمكنت من كيانه، فتطورت لديه حتى شب وشاب عليها، فهو يمارسها منذ ستينيات القرن الماضي حتى وقتنا الحالي. عبيد سعيد الزعابي موظف متقاعد لم تلهه الحياة وصخبها عن مزاولة هوايته التي ورثها من والده الذي ورثها بالتناوب عن أجداده «مهنة صناعة السفن»، التي أخذت حيزاً في حياته وأيضاً في منزله الذي تحول إلى أخشاب ومنحوتات موزعة ما بين القطع الصغيرة والطاولات والكراسي وعلب المناديل وحصالات النقود و«التجوري» وهو مسمى الخزنة، وصناديق الملابس «السحارات». بداية يقول عبيد، المولود في خمسينيات القرن الماضي، «بدأت هوايتي تظهر عندما كنت أعاون والدي وأصدقاءه عندما كان عمري 13 سنة في صناعة السفن الكبيرة التي تنوعت ما بين البوم و«اللنشات» والشاحوف، وغيرها من السفن التي كان بعضها يستخدم للسفر ونقل البضائع، وبعضها الآخر للحرب وغيرها من السفن، والتي كننا نستخدم في صناعتها أخشاباً بعضها محلي المنشأ والبعض الآخر يصدر من الهند وغيرها من الدول، وكنا نصنعها لتجار من داخل الدولة وخارجها، كان أغلبهم من دول الخليج. وكانت تستغرق صناعتها ما بين 3 و4 أشهر بحسب طول السفينة وحمولتها التي كانت تقاس بالذراع والفوت»، وكنا نتكبد الكثير من العناء والتعب، ولكن كنا نحس حلاوة المكسب والربح الذي كان لا يتجاوز ثلاثة دراهم في اليوم الواحد». يكمل الزعابي الذي يحتفظ حتى اليوم بالأدوات التي استخدمها أجداده في صناعة السفن، والتي يزيد عمرها على 200 سنة قائلاً في القديم كانت أخشاب الساج والتي تعد أفضل أنواع الخشب لصناعة السفن تجلب من أفريقيا بواسطة تجار متخصصين، وتنقع قطع الساج الكبيرة في مياه البحر ثم تجفف وتعد للقطع بواسطة منشار تقليدي يعمل عليه اثنان من العمال. ومن السفن التي كانت تعرف قديماً «البوم» و«الشوعي» و«البقارة» و»الشاحوف» و»السمبوك»، و كلها أسماء لسفن خشبية تختلف في أحجامها وأشكالها.. وكان الصناع المهرة يتفننون في بناء السفن السريعة ويتسابقون إلى ذلك بأسرارهم التي خبروها في نشر الأخشاب وصفها بطرق دقيقة، فـ«البيص» والذي هو العمود الفقري السفلي للسفينة قد ينشر بطرق مختلفة، لكن الصانع الماهر هو الذي يقرر بطريقته أن «بيص» سفينته سيكون مناسباً لسرعتها بإضافات فنية بسيطة، و«الميل» وهو الخشبة المنحنية إلى أعلى في مقدمة السفينة سوف تحدد مدى قدرتها على تحمل ضربات الموج، مشيراً إلى أن الصناع الإماراتيين كانوا يطلقون على جزء صغير وكبير في جسد السفينة أسماء خاصة بها.. مثل «البومية»، «الشخاصة»، «فنة الصدر»، «فنة التفر»، «الدقل»، «الغماره»، «السكان»، «الشلامين»، «التريج» وغيرها من أسماء مقاطع وألواح مهمة في جسد السفينة. ويسرد الزعابي رحلته في حب المشغولات الخشبية التي استمرت حتى قيام الاتحاد رغم عمله في «بريد الإمارات» في عام 1975 قائلاً «لم أترك شغفي بصناعة السفن، فقد كنت أتوجه لمقر صناعة السفن الذي يمتلكه والدي وأعاونه في صناعة السفن مع زملائه حتى وفاته في عام 1996، حيث بدأت فيها مهنة السفن بالتدهور والاندثار. وفي عام 2000 بعد التقاعد بدأت بتطوير حبي لصناعة السفن ودخلت في شراكة مع زملائي من محبي تلك الهواية في مشروع محل صغير لصناعة السفن واللنشات الصغيرة بمقاييس وأمتار مختلفة، ولكن لم تستمر هذه الشراكة لظروف كثيرة، ولكن لم يتوقف شغفي، بل تتطور وازداد وفتحت معرضاً ومشغلاً داخل منزلي وقمت خلاله بصناعة الأبواب الخشبية بلمسة تراثية، بالإضافة إلى إنتاج المشغولات الخشبية المختلفة والمتنوعة».
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©