الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراسة أميركية توصي بتوفير حصانة للمرضى ضد أخطاء الأطباء

دراسة أميركية توصي بتوفير حصانة للمرضى ضد أخطاء الأطباء
16 ابريل 2011 20:15
كشفت دراسة حديثة أن المستشفيات والعيادات الطبية لا تبدو آمنةً صحياً كما يُفترض منها أو كما يعتقد المرضى. بل إن عدداً منها أصبح يضم سجلاً خاصاً عن “الوفيات الناتجة عن أسباب مختلفة” في تمويه مُبطن عن أن نسبةً لا بأس بها من هذه “الأسباب المختلفة” هي أخطاء صرفة لأحد الأطباء أو العاملين بالمشفى. فما الذي يمكن للمرضى فعله لحماية أنفسهم من أخطار هذه الأخطاء؟ وما سبيلهم للتعامل مع سوء خدمات الرعاية الصحية أو ضعف الكفاءة؟ فهذا مريض توفي بسبب جرعة تخدير زائدة، وهذه امرأة ماتت في ريعان شبابها بسبب عدم تزويدها بدم كاف لتعويض ما تعرضت له من نزيف بسبب جراحة أجراها أطباء غير مؤهلين والقائمة تطول، وهذا طفل ساءت حالته وغدا في وضعية حرجة بسبب تناوله دواءً موصوفاً “بالغلط”، وهذه أم رُزقت بابن متخلف عقلياً بسبب عدم تدخل كادر التوليد في الوقت المناسب وبالطريقة الملائمة، والقائمة تطول. بينت دراسة أميركية نُشرت في العدد الأخير من مجلة "شؤون صحية" أن واحداً من كل ثلاثة مراجعين يفدون إلى المستشفيات والعيادات يدخلونها جراء إصابة ما ناتجة عن خطأ طبي، وليس بسبب ظرف صحي خاص. وقد ألفى الباحثون أن المختبرات الطبية تحظى بنصيب الأسد من الأخطاء، إذ تحدُث بها من الأخطاء عشرة أضعاف ما يحدُث في المرافق الأخرى للمستشفى. وقد راقبت بعض الولايات مجالس تعقب الأخطاء الطبية في المستشفيات لمعرفة معدلات تواتر وقوع الأخطاء الطبية في كل منها، فوجدت أن فعالية المراقبة تختلف من مشفى لآخر. ويسعى صُناع قرار الرعاية الصحية إلى تعقب جميع الفحوص التي تجريها المستشفيات إلكترونياً مثل قياس دقات القلب والقياسات ذات الصلة بحدة الالتهابات، مع تقديم حوافز مادية أفضل للمشافي والعيادات لتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمرضى والمراجعين. وفي الوقت ذاته، سيتعين على المستهلكين أن يتحملوا بعض المسؤولية من أجل أنفسهم ومن أجل أقاربهم. وقد أوصت وكالة رعاية البحوث الصحية والجودة الأميركية بضرورة تمكين المرضى من تحصين صحتهم ضد الأخطار الناجمة عن الأخطاء الطبية الناتجة عن قلة خبرة أو تهاون واستهتار أو قلة إحساس بالمسؤولية أو غياب الضمير المهني وذلك باتباع عدد من الإرشادات الخاصة بحقوق المريض وواجبات الطبيب، مع التركيز على تلك المتعلقة بما يتعين على المريض سؤال الطبيب عنه في مكتبه ومن بينها: - لا تتردد في سؤال الطبيب إذا شعرت بالارتباك أو القلق. اصطحب معك صديقاً أو قريباً لمساعدتك على طرح ما ترغب فيه من أسئلة إذا كنت تجد صعوبة في القيام بذلك لوحدك. - أحضر معك قائمةً بكل الأدوية التي تتناولها، بما فيها الأدوية العشبية وتلك التي اقتنيتها دون وصفة، أو اجمع عبوات هذه الأدوية نفسها في كيس وخذها معك للطبيب. وفي الصيدلية، تأكد من أن الدواء الذي اشتريته هو ما وصفه لك الطبيب بالتحديد وبالجرعة الصحيحة. - احصل على نتائج الاختبارات الطبية التي خضعت لها. اسأل عن الطريقة التي ستستلم بها نتيجة الفحص أو الاختبار، وما إذا كان يتعين عليك الحضور شخصياً لاستلامها أو السؤال عنها بالاتصال هاتفياً أو عن طريق المُراسلة بالبريد الإلكتروني. فعدم تلقيك معلومات عن نتائج الفحص لا يعني دائماً أن أمورك الصحية على ما يُرام. - اسأل طبيبك عن المستشفى الذي يُفضل أن تلجأ إليه لعلاج مرضك واطلب مشورته. - إذا كانت حالتك تحتاج عمليةً أو تدخلاً جراحياً، اسأل عن الطبيب الذي سيدير العملية ويُشرف عليها. واستفسر بالضبط عما يحدث لجسمك ووظائفه أثناء العملية، وعن المدة التي تتطلبها. أخبر طبيبك الجراح وطبيب التخدير والممرضين بنوع أو أنواع الحساسية التي تعاني منها والأدوية التي تتناولها، وعن أية حالات استجابة سلبية مع التخدير في السابق. ولا ريب أن مثل هذه الاحتياطات هي أقل ما يمكنك فعله حتى لا تكون واحداً من بين عشرات الآلاف من الضحايا الذين يموتون سنوياً بسبب أخطاء طبية. فحسب آخر تقرير صدر بهذا الشأن عن معهد الطب الأميركي، تراوحت أعداد الوفيات في المستشفيات الأميركية بسبب الأخطاء الطبية ما بين 44,000 و98,000 سنوياً، وسُجلت غالبية حالات الوفاة لدى مرضى سرطان الثدي ومصابي الحوادث المرورية. ولذلك فإن الخطوات البسيطة التي ينصح بها الأطباء والمشار إليها أعلاه لا تعدو كونها أقل ما يمكن للمرء أن يقوم به لحماية نفسه. وفيما يلي بعض الطرق الأخرى التي يمكن للمريض والمراجع أن يتبعها ليقي نفسه شر ما يمكن أن يتعرض له من أخطاء قد تودي بحياته: - عندما يُحرر الطبيب وصفةً ما، تأكد من قدرتك على قراءة خطه. فقد تستعصي قراءتها حتى على الصيدلي نفسه. - احرص على ألا يلمسك الطبيب أو يتحسس موضع وجعك أو ألمك إلا إذا كان واضعاً قفازاً صحياً في يديه وكان قد غسل مسبقاً يديه بمعقم. - اطلب من الصيدلي إخبارك بالطريقة الفُضلى لقياس الدواء إذا كانت العبوة سائلةً. فأدوات القياس المنزلية مثل ملاعق المائدة عادةً ما تكون غير دقيقة. ومن جهة أخرى، تنصح وكالة رعاية البحوث الصحية والجودة المستشفيات بأن تتبع بدورها بعض التوصيات من قبيل: - تجنب التسبب في الإنتان (إصابة الدم بعدوى بكتيرية) في كل مرة يتم فيها إدخال أنبوب معدني أو مطّاطي في جسم المريض لسحب أو حقن السوائل من وإلى تجاويف الجسم أو الأوعية والقنوات المختلفة، أو لإدخال أدوات جراحية مثل البالونات أو الشبكات المعدنية أو المستشعرات. ولتحقق ذلك، يُنصح عاملو المستشفيات بغسل أياديهم ولبس قفازات معقمة وتطهير جلد المريض في موضع إدخال أي أداة طبية وتفادي موضع خطوط الشريان الفخذي. -- وضع خطة تسريح المريض وجدولة المواعيد والمتابعة مع تزويده بالأرقام الهاتفية للأشخاص الذين يمكنه الاتصال بهم والتواصل معهم في حال حدوث أي مشكلة. فمن شأن ذلك تقليل عدد حالات إعادات القبول المتوقعة إلى المستشفى. - تجنب أكثر مسببات الوفاة شيوعاً في المستشفيات: تخثر الدم. فتجلط الدم أو تخثره قد يجمد عمل الشرايين في الرئتين، خصوصاً إذا بقي المريض ممدداً على السرير لفترات طويلة. - قم بتوعية المرضى بشأن مضادات تخثر الدم. فالمرضى الذين خرجوا للتو من عمليات جراحية عادةً ما تُوصف لهم مضادات تخثر لوقايتهم من التخثر، لكن الاستخدام المفرط لهذه المضادات قد يتسبب في نزيف غير قابل للإيقاف. - تأكد من أن أعضاء الكادر الطبي في المشفى يأخذون أقساطاً كافيةً من النوم وأن الأطباء المقيمين لا يعملون أكثر من 80 ساعةً في الأسبوع. عن “لوس أنجلوس تايمز” ترجمة: هشام أحناش معايير سلامة المريض من بين الإرشادات الأخرى التي يسوقها الخبراء في هذا الإطار العمل مع منظمات ومؤسسات تُراعي كافة معايير سلامة المريض، تصميم غرف طبية ذات بنية تحتية متطورة ومعدات تضمن سلامة المريض، والحيلولة دون تعرضه للسقوط أو الخطر خلال وجوده فيها، إدخال الأنابيب إلى الصدر بطرق آمنة عند الاقتضاء، توزيع استبيانات دورية على أفراد الكادر الطبي لمعرفة مدى وجود ثقافة سلامة المريض وتدريب موظفي المستشفى على العمل معاً بروح الفريق الواحد. وهناك الكثير من الأشياء التي يتعين على الأطباء ومنتسبي المؤسسات العلاجية التفكير فيها، خصوصاً إذا كانوا لا يأخذون قسطهم الكافي من النوم. وإلى جانب هذا وذاك، يُنصح المرضى بالحرص على إمطار الأطباء بوابل من الأسئلة حتى تظل أولوية رعاية المريض ماثلةً في أذهانهم وبصائرهم، بل وحتى أبصارهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©