ابتكار حُقن إكسولير تقلل أعراض إصابات الربو لدى أطفال المدن

لا ينجح غالبية الصغار القاطنين مع أُسرهم في المدن والمناطق الحضرية من المصابين بمرض الربو في السيطرة على أعراضه. ولحل هذه المشكلة، اقترح أطباء بمناولة اليافعين من 12 سنة فما فوق أدويةً على شكل حقن حتى يتسنى تجميد نشاط البروتين الذي يقدح شرارة ردود الحساسية في الجسم ويُفاقم حالة المصاب بالربو. جاء ذلك إثر إنجاز نشر مجلة "إنجلند جورنال أوف ميتسين" في عددها الأخير دراسةً شملت 419 من الأطفال الساكنين داخل المدن الأميركية يصل معدل أعمارهم 11 سنة وغالبيتهم ينحدرون من أُصول أفريقية ولاتينية. ويشترك هؤلاء اليافعون في معاناتهم من ربو معتدل إلى حاد وعدم نجاحهم في مراقبته والسيطرة على أعراضه من خلال تناول أدوية الربو الشائعة والمعروفة مثل بخاخ الكورتيزون والأدوية التي تؤخذ بالاستنشاق. وقدم الباحثون لمجموعة اعتباطية من مرضى الربو المشاركين حُقَن "إكسولير" أو ما يُصطلح عليه صيدلياً عقار "أوماليزوماب" كل مرتين إلى أربع مرات في الأسبوع لمدة 15 شهراً، في حين أعطوا لمجموعةً أخرى وفي الفترة ذاتها أدوية غُفل تجريبية. وأظهرت الاختبارات الدورية التي أجراها الباحثون أن اليافعين الذين تناولوا عقار "أوماليزوماب" تعايشوا مع الربو بشكل أفضل، إذ لم يُصب بأعراضه إلا 25% منهم ولأيام قليلة فقط، كما تعرض أقل من الثُلُث فقط إلى أزمات ربو حادة ولم يُنقل منهم إلى المستشفى إلا 2%، بينما تعدت نسبة الذين أصيبوا بأعراض الربو في صفوف من تناولوا أدوية غُفل أكثر من 50% ونُقل منهم إلى المشفى 6%. وتحسن مستوى ضبط الربو والسيطرة على أعراضه لدى اليافعين الذين تناولوا حُقن إكسولير على الرغم من أخذهم أدوية ربو أقل. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه لم تحدُث في صفوف اليافعين الذين تلقوا حقن إكسولير أي أزمة ربو فصلية حادة، بينما ساءت حالات عدد من اليافعين الذين تناولوا أدوية غُفل تجريبية وتعرضوا لأزمات ربو فصلية في فصلي الخريف والربيع أكثر بمرتين مما تعرضوا له في فصل الصيف. ويشير الباحثون في هذه الدراسة إلى أن البيئة التي يسكن فيها الصغار المصابون بالربو المزمن تُحدد نوع العلاج الذي يحتاجونه، إذ إن أعراض الربو تظهر أكثر لدى سكان المدن والمناطق الحضرية. وقد سمحت السلطات الصحية الأميركية باستخدام حُقن إكسولير للمرضى الذين تصل أعمارهم 12 سنةً فما فوق، بينما سيُفصح عن آثاره بعيدة المدى في العام القادم 2012 بعد استكمال الدراسات الخاصة بذلك. وتبلغ تكلفة عقار إكسولير حوالي ألف دولار شهرياً. ولم يُشر الباحثون ما إذا كان هذا العقار قابل للاستخدام من قبل اليافعين القاطنين في غير المناطق الحضرية. وقد مولت هذه الدراسة التي شارك فيها 17 باحثاً معاهد الصحة الوطنية الأميركية. وختم الباحثون خلاصة الدراسة بتوصية الآباء وأولياء الأمور بعدم مناولة أطفالهم المصابين بالربو هذا العقار إلا بوصف الطبيب المعالج وموافقته ومع احترام سقف العمر طبعاً. وتجدُر الإشارة إلى أن 10? من الأطفال الأميركيين مصابون بالربو المزمن. عن "واشنطن بوست"