الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصحافة المطبوعة تسجل تقدماً مستمراً في العالم الأقل نمواً

الصحافة المطبوعة تسجل تقدماً مستمراً في العالم الأقل نمواً
16 ابريل 2011 20:19
تشهد مناطق عديدة في العالم اتجاهاً مخالفاً للتوقعات التي ترددت في العالم قبل سنتين، فالصحافة المطبوعة في أفريقيا وأميركا اللاتينية تسجل مظاهر نمو ونجاحات مختلفة. وقد يكفي تقييم بعض حالات هذا النمو في الأسابيع القليلة الماضية لفهم الأسباب وملاحظة الفارق مع حال الصحافة في أميركا الشمالية وأوروبا. تحارب معظم وسائل الإعلام المطبوعة في جنوب أفريقيا انحدار التوزيع وضعف سوق الإعلانات الذي لا يزال ضئيلاً بعد أزمة 2009 المالية العالمية، غير أن الصحف الناطقة بلغة الزولو تشهد حالة ازدهار تتمثل بظهور المزيد من العناوين والصحف وبارتفاع المبيعات. ويتحدث نحو عشرة ملايين شخص لغة الزولو، أكثريتهم الساحقة (95%) تعيش في جنوب أفريقيا، وهي اللغة المحلية الأكثر استخداماً في البلاد، كما أنها يمكن أن تفهم من قبل نحو نصف السكان حسب بعض المراجعات والدراسات للغات السكان. لغة رسمية أصبحت «الزولو» واحدة من إحدى عشرة لغة رسمية معتمدة في عام 1994، وهي تستخدم الأحرف اللاتينية. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن في جنوب أفريقيا عشرين صحيفة يومية و13 أسبوعية ما يجعل منها أكثر أسواق الصحافة حيوية في المنطقة. وتصدر معظم هذه الصحف باللغة الإنجليزية المعتمدة رسمياً وفي أوساط التجارة والأعمال على الرغم من أن 8% فقط من السكان يتحدثون بها عند الولادة. بينما لغة الزولو هي اللغة الأم لـ24% منهم، خاصة في المقاطعة الشرقية في زوالي زولو – ناتال. ولدى صحافة الزولو تاريخ عريق، منها صحف «الينغا» (الشمس) و»أم أفريقا» (الأفريقي) التي تصدر في المقاطعة ذاتها منذ أكثر من مائة عام. كما صدرت صحف جديدة بهذه اللغة أهمها صحيفة «أيزولزوي» التي انطلقت منذ عام 2002 فقط، ولكنها أصبحت الآن الصحيفة الثالثة الأكثر شعبية وفق مكتب تدقيق التوزيع. وارتفعت مبيعاتها بنسبة 3,5% في العام الماضي لتتجاوز 104 آلاف في حين ارتفعت طبعتها ليوم العطلة الأسبوعي 25% لتصل إلى نحو 75 ألف نسخة. كما ارتفعت مبيعات صحيفة «الينغا» الأسبوعية الصادرة أيضا بلغة الزولو بنسبة 25% العام الماضي. على عكس ذلك هبطت مبيعات الصحيفة الأكثر شعبية الصادة بالإنجليزية، وهي «ديلي سن» بنسبة 16% لتصل إلى أكثر قليلاً من 414 ألف نسخة. كما شهدت معظم الصحف مثل «ذي سترا»، و« ذي سويتن» حالات انخفاض مماثلة. ويُفسر جزء من أسباب ارتفاع صحافة الزولو بأن هذه اللغة يمكن فهمها من قبل المتحدثين بلغات محلية أخرى مثل «كسوسا» و»سواتي» و»نديبيلي»، التي يستعملها نحو نصف سكان جنوب أفريقيا وفق ما يقوله سيهاويكيلي نجوباني، من «مجلس لغة عموم جنوب أفريقيا». وفي إضاءة على هذا الارتفاع نقل موقع «افريقين ريفيو.كوم» الكيني، عن باعة صحف قولهم إن «الناس يشعرون براحة وهم يقرأون بلغتهم الأصلية، فيما قال قراء يتحدثون لغات أفريقية أخرى إنهم بدأوا يقرأون «أيزولزوي» حتى يتعلموا لغة الزولو ولأن الصحيفة مكتوبة بلهجة محكية». ظهور مفاجئ لا تقتصر مظاهر انتعاش الصحف في أفريقيا على أسباب لغوية. ففي زيمبابوي، حصل ظهور مفاجئ لصحيفة جديدة في شوارع العاصمة هيراري «ذي ميل» التي باشرت، وفق ما ذكره موقع «اس دبليو راديو أفريقا»، توزيعها مؤخراً نسخاً مجانية قبل أسبوع من بدء إطلاقها رسمياً، مع شائعات رافقتها عن أن مصدر تمويلها هو الفرع الشبابي للحزب الذي يقوده رئيس البلاد المثير للجدل روبرتو موجابي. وبعد أيام من انطلاقة هذه الصحيفة التي أصبحت الصحيفة اليومية الخامسة في البلاد، عادت صحيفة «ديلي نيوز» التي كانت تعتبر أكثر الصحف مبيعاً في البلاد، إلى السوق بعد حظرها لنحو ثماني سنوات إثر توجيهها انتقادات لموجابي. وكتبت في افتتاحيتها إثر عودتها أنها «ستتخذ موقفاً ناقداً ضد الحكومة السيئة». وكانت مطبعة الصحيفة تعرضت عشية حظرها في عام 2003 إلى تفجير، كما تعرض الصحفيون العاملون فيها لتوقيفات في مناسبات عدة وفق «شبكة بي بي سي». ويذكر أن التخفيف من الرقابة على الصحف كان أحد شروط انضمام المعارضة السابقة إلى حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت في عام 2009، قبل أن يعود التوتر بين موجابي وزعيم المعارضة رئيس الوزراء مورجان تزفانجاراي عشية انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها هذا العام والتي يتنافس فيها الرجلان اللذان صرحا مؤخراً بأن تعايشهما في حكومة واحدة لم يعد ممكناً. ولا تزال وسائل الإعلام في البلاد مملوكة من قبل جهات حكومية مؤيدة بشكل عام لسياسات موجابي وناقدة لسياسات خصمه، وبينما تفتقر زيمبابوي لمحطات إذاعة وتلفزيون خاصة، فإن صحيفة «ديلي نيوز» التي استأنفت الصدور هي ثاني صحيفة يومية مملوكة من القطاع الخاص. نمو في أميركا اللاتينية أفريقيا ليست وحدها التي تشهد حراكاً محتدماً في الصحافة المطبوعة، والبعد اللغوي لهذا التقدم لا ينفي بعداً آخر، وهو استمرار نمو الصحافة المطبوعة في العديد من مناطق العالم الأقل نمواً والتي تعيش حالات مماثلة. فإضافة إلى أفريقيا، تشهد أميركا اللاتينية أيضاً مؤشرات نمو. حيث سجلت أرقام التوزيع نمواً بلغ 5,1% بين عامي 2005 و2009، وارتفع عدد النسخ من 13 مليوناً إلى 14,1 مليون قارئ، بينما انخفض في أوروبا بنسبة 7,9% وفق الجمعية العالمية للصحف وناشري الأخبار. كما ارتفعت موارد الصحف في أميركا اللاتينية بنسبة 65% في الفترة نفسها، بينما انخفضت بنسبة 33,1% في أميركا الشمالية وبنسبة 13,9% في أوروبا. وتذهب معظم التفسيرات لحال نمو الصحافة المطبوعة في العالم الأقل نمواً إلى أن أسواقها ما زالت تعاني فراغاً من حيث نسب القراءة والثقافة والحاجة للإعلانات الورقية خلافاً للعالم الأكثر نمواً أو تطوراً كما في أسواق أميركا الشمالية وأوروبا الغربية التي وصلت إلى نوع من الإشباع انكشف بشكل واضح مع الأزمة المالية العالمية وسرّع الاتجاه نحو الصحافة الرقمية. وإذا كان الخروج التدريجي من هذه الأزمة قد بدأ ينعكس إيجاباً على التوقعات الإعلانية للكثير من دول العالم بعد 2010، فإن الأساس فيها هو الفارق الكبير بين نسب نمو عوائد الإعلانات للعامين القادمين بين أسواق العالم الأكثر نمواً (أكثر قليلاً من 2%) والأقل نمواً، حيث قد تصل النسبة إلى ستة في المائة وأكثر أحياناً وفق معظم الدراسات، إضافة إلى أن إعلانات الصحف والمجلات الورقية في العالم الأقل نمواً ستبقى تحظى بحصة رئيسية من إجمالي الإعلانات. «تابلويد» هولندا مع هذه الظواهر العالمية تبقى هناك حالات خاصة حتى داخل العالم الغربي المشبع بالصحافة المطبوعة. فبعض الصحافة المطبوعة في أعرق الدول الأوروبية يمكن أن تشهد حالات ازدهار لا علاقة لها بالحاجة بقدر ما تتعلق بالقدرة على ابتكار طرائق جديدة. ففي هولندا مثلاً، ووفق «دوتش نيوز» ساهم التحول نحو صحف التابلويد، ذات حجم الورقي الصغير والنسخ التشجيعية المجانية في رفع مبيعات الصحف في البلاد خلال الربع الأخير من العام الماضي. وبينت إحصاءات جديدة صدرت عن «معهد إحصاءات التوزيع» المعروف باسم «اتش أو آي» أن الصحف صغيرة الحجم وتوزيع النسخ المجانية وغيرها من الأنشطة الترويجية زادت في هذه المبيعات. واستفادت صحيفة «فولكسرانت» على وجه التحديد من هذه الزيادة بعدما تحولت إلى شكل التابلويد، حيث سجلت اشتراكاتها المدفوعة زيادة بنسبة 5%. وبقيت صحيفة «ذي تلجراف» الأكثر توزيعاً مع 565 ألف نسخة بزيادة 2.6% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2009. وفي الإجمال تبيع الصحف اليومية في هولندا نحو 3.4 مليون نسخة يومياً تشكل الاشتراكات وليس مبيعات أكشاك الصحف النسبة الأكبر منها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©