أعلن مسؤولون أن 38 متمرداً قتلوا أمس الأول في هجوم بالمدفعية الثقيلة شنته القوات الباكستانية بدعم من مروحيات قتالية في إقليم قبلي على الحدود الأفغانية.
وأسفرت الاشتباكات العنيفة عن سقوط عشرة قتلى في صفوف القوات شبه العسكرية كما أضاف المصدر نفسه. وأعلن رئيس إدارة إقليم باجور ذاكر حسين أفريدي للصحفيين أن “ما لا يقل عن 38 متمرداً قتلوا وسقط عشرة جنود شهداء”، وعرض 18 جثة للمتمردين في حضور قادة عسكريين محليين.
وأ ضاف أن قوات الأمن دمرت مخبأين لطالبان واعتقلت 23 متمرداً خلال المعارك. وأوضح المسؤول في الإدارة المحلية طاهر خان أن المدفعية الثقيلة ومروحيات قتالية فتحت النار إثر معلومات من أجهزة الاستخبارات تشير إلى أن طالبان دخلت مجدداً إقليم باجور انطلاقاً من إقليم مهمند المجاور.
وتقاتل القوات الباكستانية في إقليم باجور منذ أغسطس 2008 بهدف طرد طالبان وعناصر القاعدة الذين لجأوا إليه، لكن معلومات أجهزة الاستخبارات تشير إلى أن المتمردين بصدد العودة.وكان قادة الجيش أعلنوا تحقيق انتصار في فبراير 2009. لكن المتمردين استأنفوا القتال عندما ركز العسكريون على محاربة طالبان في وزيرستان الجنوبية، في وادي سوات وفي مناطق أخرى بشمال غرب باكستان.
وكثفت باكستان تحت ضغط واشنطن عملياتها ضد المتمردين في المنطقة القبلية الشمالية الغربية التي وصفتها الولايات المتحدة بأنها معقل القاعدة وأخطر منطقة في العالم.
من جهة أخرى، اعتبر أكثر من 50 جندياً في عداد المفقودين بعد هجوم لطالبان على مركز مراقبة، كما أعلن مسؤول أمني.
وأضاف المصدر نفسه، أن طالبان شنوا الأحد الماضي هجوماً على مركز غوار باري وأعلنوا مقتل سبعة عناصر من القوات شبه العسكرية. وأوضح المسؤول أن “المركز القريب من الحدود كان تحت حراسة 65 جندياً وحتى الآن لم يتصل بنا سوى أحد عشر منهم” مضيفاً أن “الآخرين ما زالوا مفقودين”.
وقال متحدث باسم طالبان الأحد الماضي إن مقاتليه قتلوا سبعة جنود وأسروا عشرة. لكن المسؤول رفض تأكيد هذه المعلومة مضيفاً أنه “لم يشاهد الجثث”.
من جهة أخرى، قال متحدث باسم الجيش الباكستاني أن 14 من بين زهاء 40 جندياً باكستانياً اختفوا بعد هجوم للمتشددين على نقطة تفتيش أمنية هذا الأسبوع عثر عليهم في أفغانستان وأعيدوا جوا إلى بلدهم.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الميجر جنرال أطهر عباس “سلم الجيش الأفغاني هؤلاء الجنود وأعادتهم طائرة هليكوبتر باكستانية إلى بلدهم”. ولم تتوافر لديه تفاصيل بشأن كيفية عبورهم الحدود. ومن بين الجنود الأربعة عشر خمسة جنود سلموا إلى القنصلية الباكستانية في مدينة جلال آباد الأفغانية أمس الأول. وتضاربت الأنباء بشأن عدد المفقودين فيما يكشف عن عزلة المنطقة وصعوبة الحصول على معلومات يوثق بها.
وقال مسؤولون أمنيون في المنطقة الجبلية ان عدد المفقودين كان 65 جندياً في البداية، لكن 11 جندياً عادوا إلى قاعدتهم في اليوم نفسه بعد الهجوم. وقال احد المسؤولين لـ”رويترز” أمس الأربعاء، مشترطاً عدم نشر اسمه، ان عشرة جنود عبروا الحدود الى افغانستان بطريق الخطأ وتحتجزهم القوات الافغانية. وزعم متشددو “طالبان” انهم أسروا عشرة جنود.
أميركا تقدم لاسلام آباد دليلاً بشأن دعم «حقاني»
واشنطن (رويترز) - قال مسؤولون أميركيون يوم أمس الأول إن الولايات المتحدة قدمت إلى باكستان أدلة على النفوذ والطموحات المتنامية لجماعة متشددة متحالفة مع حركة طالبان، قيل إن لها روابط بالمخابرات الباكستانية. وأضافوا قولهم إن قادة عسكريين أميركيين قدموا الى قائد الجيش الباكستاني معلومات تفصيلية عن دور شبكة حقاني في سلسلة من التفجيرات، منها تفجير الشهر الماضي استهدف قاعدة حلف شمال الاطلسي الرئيسية في باجرام بأفغانستان.
وقال الجنرال ديفيد بتريوس الذي يشرف على الحرب في افغانستان ان مقاتلي جماعة حقاني لهم طموحات “تتعدى الحدود الوطنية” وانهم قد يحاولون شن هجمات خارج باكستان وافغانستان. وتوجد أسباب استراتيجية لتردد باكستان في الهجوم على فصيل حقاني الذي يرى البعض في إسلام آباد انه ثقل استراتيجي سيمنحهم نفوذا في أي تسوية نهائية في افغانستان المجاورة. وقال مسؤول أميركي ان “بعض عناصر” المخابرات الباكستانية لا كلها ما زال يساند الحقانيين.
وكانت باكستان نفت تقريرا لمدرسة الاقتصاد في لندن يزعم وجود روابط قوية بين هيئة مخابراتها الداخلية وحركة طالبان الافغانية. وقال التقرير ان هذه الهيئة تقدم التمويل والتدريب لمقاتلي طالبان في افغانستان وممثلة رسميا في مجلس قيادة الحركة الأمر الذي يمنحها نفوذا كبيرا على العمليات.
وقال بتريوس انه لا شك ان باكستان تحتفظ “بمجموعة متنوعة من العلاقات” يرجع تاريخها في بعض الحالات الى عقود مع جماعات قاتلت السوفيت حينما احتلوا افغانستان.
عدد اليوم
