الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمية «بلزمة» الجزائرية تنعم بتنوع حيوي يجعلها قبلة سياحية

محمية «بلزمة» الجزائرية تنعم بتنوع حيوي يجعلها قبلة سياحية
16 ابريل 2011 20:23
تعدّ محمية «بلَّزمة» التي تقع على بُعد نحو 420 كليو مترا شرق الجزائر، من أجمل المناطق الطبيعية بالبلد، ويشعر أي زائر وهو يمرّ بهذه المنطقة بمرْكبته، بمتعةٍ كبيرة وهو يتأمل المناظر الطبيعية الرائعة التي تحيط به من كل جانب فتنسيه مشقة الطريق الجبلي الوعر الذي يخترقها على مسافة عشرات الكيلومترات، ومع ذلك لا تحظى المحمية الغابية لـ»بلزمة» بشهرةٍ وصيت واسع يناسب جمالها، إذ لا يزال زوارُها قليلين والكثيرُ منهم يكتشفها بمحض الصدفة وهو يمر بها في طريقه إلى مناطق أخرى. في فصل الربيع تزخر محمية «بلَّزمة» بمناظر طبيعية رائعة تسلب الألباب على مسافة نحو 50 كيلومتراًُ؛ حيث الأشجار من مختلف الأنواع والأصناف تكسو الجبال والسهول بحلة خضراء زاهية تشرح النفوس وتبهج الخواطر. فيما الهضاب مكسوة بغطاء نباتي أخضر بعد موسم مطري جيد حظيت به الجزائر الشتاء الماضي. رحلة ممتعة الرحلة في قلب «بلّزمة» رائعة حيث المناظرُ الخلابة، التي تستقطب الزوار والسياح ومن أجمل ما قد يراه السائح قرى ومدن المنطقة مثل «واد الماء» و»الرحاوات» و»عين جاسر» و»حيدوسة» و»سريانة» و»مروانة» وهي تربض في الأسفل بينما تحيط بها الجبال والحلل النباتية الخضراء من كل جانب. وعلى قارعة الطريق الجبلي، تتصد عائلات أماكن لركن سياراتها والنزول بعض الوقت لتأمل المشاهد الجميلة واستنشاق الهواء النقي الذي تجود به الطبيعة والجبال المحيطة، ورؤية البيوت الريفية المعزولة وقطعان الغنم والبقر التي تملأ مناطقَ عديدة. ويمكن للزائر أن يصل إلى المحمية عن طريق «سريانة» ليرى مناظرَ أخرى، فالسهول تمتد على مرمى البصر وتكسوها أشجار الصنوبر إلى غاية مدخل مدينة «مروانة» والمناظر لا تقل روعة عن مناظر طريق «الشلعلع»، ما يعني أن المنطقة تمتاز بتنوع نباتي هائل. وتقول بيانات إدارة محمية «بلّزمة» إن المنطقة تحتوي على 510 أنواع نباتية مختلفة، 18 منها محمية بموجب القانون الذي صنفها حظيرة وطنية في عام 1984، وأهمها الأرز الأطلسي والأرز الحلبي. إلى ذلك، يقول مدير المحمية السعيد عبدالرحماني إن «عمر بعضها يصل إلى 300 سنة وإن بها أربعة أشجار نادرة من نوع أرز الهمالايا». ويضيف «تبلغ مساحة محمية «بلزمة» 26.250 هكتار، وهي تتوسط بمساحتها الشاسعة ولايات قسنطينة وخنشلة وبسكرة وسطيف. وتتكون من خمسة جبال تقع ضمن سلسلة جبال الأوراس الشهيرة بأنها قلعة الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، وترتفع عن سطح البحر بـ 2178 متراً من خلال قمة جبل «ريفا» وتليها «ذروة الأرز» بجبل «توقرت» على علوِّ 2090 متراً وتضم واحدة من أكبر غابات الأرز بالجزائر». ويوضح عبدالرحماني «يعيش في غابات محمية «بلّزمة» الشاسعة 395 نوعاً من الحيوانات، منها 111 نوعاً من الطيور، 40 منها محمي قانوناً، و177 نوعاً من الحشرات، 13 منها محمية، و18 نوعاً من الثدييات كالضباع والقطط المخطوطة، و19 نوعاً من الزواحف كالحرباء والسلحفاة اليونانية و5 أنواع من البرمائيات و241 نوعاً من اللافقاريات، ونوعان فقط من الأسماك». ثروات متعددة لا تقتصر ثروات حظيرة «بلّزمة» على التنوع النباتي والحيواني الكثيف، بل تمتد أيضاً إلى ثروة أخرى من الآثار النادرة التي يعود أغلبها إلى العهدين الروماني والبيزنطي في الجزائر، فضلاً عن «ضريح الأمراء النوميديين» في فترة ما قبل الميلاد، لتتميز بذلك بآثارها عن باقي الحظائر الـ9 بالبلد. ويمكن لزائر «بلزمة» أن يرى بكل سهولة ووضوح جانباً من هذه الآثار بمنطقة «تازولت» (12 كم غرب ولاية باتنة) حيث ينتصب أثرٌ روماني شامخ يتمثل في أحد الأبواب الرومانية للمدينة، وغير بعيد عنه، يمكن رؤية «القلعة البيزنطية» التي اتخذها البيزنطيون برجاً لمراقبة محيط المنطقة، وحافظت القلعة على نفس الوظيفة في عهد الفتح الإسلامي، وبجانبها عدد كثير من الشواهد الرومانية ومتحف حديث للتحف الأثرية. فضلاً عن ثروات المحمية من أنواع حيوانية نادرة وأشجار صنوبر وأرز، وكذا مواقع أثرية، فإنها تحتوي أيضاً على ثروة نباتية كبيرة يمكن الاستفادة منها في الاستطباب بالأعشاب واستحضار مواد صيدلانية وتجميلية. ويؤكد عبد الحفيظ حمشي، رئيس قسم التوجيه والتنشيط بالمحمية أنه تمّ «إحصاء 120 نبتة طبية ذات مواصفات عالية، الكثير منها معروف لدى السكان المجاورين للمنطقة، وبعضها نادر لا يوجد إلا في الحظيرة مثل نبتة «روزا كانينا» التي تعدّ أوراقها مقوِّية ومنشِّطة، وشجيرة «الضرو» التي يعالج زيتُها مشاكل الهضم، ونبتة «العرعار» التي تعالج مشكلات اللثة والجرب وتصلب الشرايين، وتصنّع منها مواد تجميل». ومع أن باعة الأعشاب تزايد عددُهم في السنوات الأخيرة بالمنطقة بعد أن تزايد الطلب على أعشابها، إلا أن حمشي يؤكد أن استعمالها لا يزال محدوداً ولم تلق نباتاتُها اهتماماً من أصحاب المخابر الصيدلانية لاستغلالها في مجال صناعة الأدوية والتجميل. إلى ذلك، يقترح مدير الحظيرة عبد الرحماني على شباب المنطقة إنشاء تعاونيات والاستثمار في غرس هذه النباتات النادرة التي يمكن استغلالُها في أغراض طبِّية واسعة.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©