أبوظبي (الاتحاد) - الجو جيتسو ليست كمثيلاتها من الفنون القتالية، فهي لم تنشأ من مصدر واحد بل من جذور متعددة وذلك لطبيعة قتالها الفطري الذي يملكه الإنسان بالغريزة والدليل وجودها في عدة حضارات قديمة كالبابلية والإغريقية والفرعونية وقد وجدت آثارها من خلال النقوش على الكهوف والحوائط ووجود بعض التماثيل، ثم تنقلت من خلال دول آسيوية كثيرة قبل انتهائها وتطوير فلسفتها القتالية في الامبراطورية اليابانية، وقد تطورت وتوسعت تكنيكات الجو-جيتسو قبل 5000 عام.
في شمال الهند كان الرهبان قد أسهموا كثيرا وبوقت مبكر في تطوير الجو-جيتسو حيث كان اللصوص وقطاع الطرق يعتدون بصفة مستمرة على قوافلهم التي تتنقل بين الأودية والمناطق الجبلية الداخلية في الهند، وكان هؤلاء الرهبان أصحاب قيم ومبادئ أخلاقية رفيعة فهم لا يساعدون أو يشجعون أنفسهم على حمل سلاح أو استخدامه، فكانوا يضطرون لتطوير وتنمية قدرات أيديهم للدفاع عن النفس، وكانوا أصحاب حكمة وممن يمتلكون كامل الاطلاع والمعرفة في تفاصيل جسم الإنسان، وهكذا بدأوا يطبقون قانون الفيزياء قتاليا وهو المعتمد على الفعالية والقوة الدافعة والاتزان ومركز الثقل والثقل النوعي والاحتكاك وانتقال الوزن بالإضافة إلى المعالجة في تشريح جسم الإنسان عن طريق النقاط الحيوية أو استخدامها لتكون قاتلة، وهي التي خلقت وابتدعت في الفن العلمي للجيو-جيتسو والدفاع عن النفس.
وفي سنة 230 قبل الميلاد وصلت تكنيكات الجو-جيتسو إلى اليابان حيث وجود مصارعة رياضية تدعى جيكارا كوراب التي تطورت وأصبحت مكتملة النمو والتوسعة في التكنيك الذي نفع قواعد وأساس الجو-جيتسو العصرية.
وخلال هذه السنة أنشئت وتكونت العديد من مدارس الجو جيتسو المختلفة حيث إن أسلوب اليد الفارغة المسمى بالجو جيتسو.
وتفرعت عن فن الجو جيتسو، العديد من الفنون القتالية الأخرى، مثل: الكاراتيه (خرج من جزيرة أوكيناوا)، والآيكيدو، وهو فن الهارموني بجميع مدارسها وفنونها وأساليبها فلكل خبير آيكيدو أسلوب خاص مع العلم بأنها متقاربة، والجودو، وله مدرسة واحدة ولكن لكل مدرسة تكتيكات واستراتيجيات قتالية مختلفة بالتعليم مع العلم بأن هناك مدارس حديثة تفرعت أيضا من الجودو وهي موجودة بكثرة في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
أما الجو جيتسو الحديثة فقد حافظت على معاني القتال القديمة وراح الكثير من الناس والراغبين بتعلم الفنون الفعالة بالتوجه لها لذا فقد تعلم بعضهم على أسسها الصحيحة وبدأ يجرب ما تعلم على أناس يمارسون ألعاباً أخرى خصوصا من الفروع التي تشعبت عنها، لذا فقد احتلت مكانتها عالميا وبرز الكثير ممن يمارسونها على مستوى البطولات والنزالات الخاصة واللقاءات الودية.
عدد اليوم
