الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشارقة التراثية» تشهد ألق الإبداع اليدوي

«الشارقة التراثية» تشهد ألق الإبداع اليدوي
24 ابريل 2014 20:52
هلا عراقي (الشارقة) الحرفيون هم حماة المهن من الاندثار، أتقنوها منذ الصغر، نقشوها على صفحات أيامهم واحتفظوا بها بين طيات أحلامهم فرافقتهم في رحلتهم نحو المستقبل فكبروا بها وكبرت بهم، هذه المهــن التي سطع نجمها منذ القدم ولا تزال تمــتلك ذلك الحضور القوي كونها الأكثر جمالاً والأعرق أصلاً، لم تغادر أسواقنا الشعبية ولم تبرح أيامنا التراثية. منذ أن تخطو خطوتك لأيام الشارقة التراثية يتهادى إلى مسامعك وقع طرقات لألحان لا تشبه الموسيقى تناديك من بعيد فتسير على وقع وتيرة تلك الضربات للنحاس المغربي «الساخي إدريس» الذي يجلس في ذلك الركن تحيط به هالة من إشعاعات النحاسيات التي أبدعتها يداه وأتقنها منذ الصغر، هذا الحرفي العريق الذي حمل هذه المهن من مدينة فاس المغربية قادماً بها ليجسد مع رفاقه من الحرفيين ذلك المشهد التراثي الجميل للمهن القديمة في أرضنا، يحدثنا «الساخي» الذي اتخذ من قطع النحاس لوحة لينقش عليها أجمل اللوحات والتي تتميز كما يقول بمهارة الحرفة وروعة الفن، فنحن نطيع تلك المادة الصلبة لتمنحنا سطحها اللامع لنبدع أجمل اللوحات. ذوق رفيع يشير الساخي إلى أن هذه الحرفة كلما أغدقت عليها صبراً ودقة ومهارة لكافة تفاصيل القطعة كلما أغدقت عليك من الجمال والفن الذي لا مثيل له، لأن التعامل مع المعادن يحتاج بالإضافة إلى الذوق الرفيع إلى مهارة من نوع آخر في كيفية النقش على سطحها الحساس وأنت تقلبها بين يديك لتبث الحياة في صحراء سطحها وتخرجها عن صمتها فتبوح قطعة النحاس لك بالكثير. وقد عشق «الساخي» مهنته وتطربه تلك الطرقات التي ينهال بها فناً على النحاس فيزيده بريقاً وألقا وجمالاً، مؤكداً أنه اعتاد على تواجدها بين يديه. وعن مشاركته بأيام الشارقة التراثية، يقول: سعيد كوني أشكل جزءاً من هذه الظاهرة الثقافية العريقة، وأساهم في إحياء جانب مشرق من حضارتنا العربية الإسلامية، هذه الأيام الترثية التي تمازج فيها التراث الإسلامي من بقاعه المختلفة ليشكل حصناً منيعاً نحمي به تراثنا. قطع خزفية وليس بالبعيد عن الساخي يربض جمال من نوع آخر مصدره تلك القطع الخزفية التي تكسوها فسيفساء زرقاء أبدعها الفلسطيني محمد رشاد، والتي باتت فنه اليومي الذي يبهر به الحضور، وما يميز قطع محمد أنها آنية الفكرة والمضمون فالفن بالنسبة له وليد اللحظة، حيث ما أن يقلب القطع الخزفية بين يديه وينظمها متراصة مع بعضها البعض لتولد تلك القطع الفنية التي لا تشبه سواها، وهنا يكمن الجمال في أن كل قطعة مستقلة بجمالها فريدة بتفاصيلها ولا تتشابه سوى في الألوان فقط. ومن السودان تحدث أحمد حسن محمد من السودان عن مشاركته كحرفي متخصص في الصناعات الجلدية التي بدأ يصوغ فنه من خلالها منذ خمس وعشرين سنة بعد أن درس التصميم، وتعد هذه المشاركة هي الأولى في أيام الشارقة التراثية وهو يرى فيها تلاقحاً للثقافات وتناغماً بين الثقافات العربية والإسلامية، هذا فضلاً عن الالتقاء بالحرفيين من الدول الأخرى وتبادل الأفكار للتعرف إلى الذوق السائد في الإمارات. تطريزات بديعة من فلسطين، أدهشت منتهى حمدان الحضور بتطريزاتها الفلسطينية التي تعد من أجمل وأشهر التطريزات العالمية البديعة وأكثرها جمالاً وصعوبة، وعن مشاركتها في أيام الشارقة التراثية أشارت حمدان إلى أنها فخورة كونها تجسد الثقافة الفلسطينية في هذا العرس الثقافي. أجمل السجاد من الجزائر تحدثت صفية وهي تجلس أمام «النول» الذي نسجت من خلالها أجمل السجاد، عن هذه الحرفية الممعنة في القدم، وهذه الصناعة اليدوية من بدايتها إلى الانتهاء منها، ورغم تطورها مع الأزمان إلى أن ما تنسجه اليد لا تزال تعجز عن إنجازه الآلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©