أبوظبي (الاتحاد)
نظم مركز زايد للدراسات والبحوث في نادي تراث الإمارات، أمس على مسرح أبوظبي، محاضرة بعنوان «زايد الموحد والإنسان» تحدث فيها الدكتور «محمد سالم المزروعي» الأمين العام السّابق للمجلس الوطني الاتحادي، وذلك بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة، لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه، وفي إطار البرنامج الفكري للمهرجان الرمضاني 12، الذي ينظمه النادي برعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات.
وركّز المزروعي في محاضرته، على أنّ فكر القائد المؤسس سيظل معلماً تاريخياً، لافتاً إلى أنّه كان للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» قناعة ثابتة بأن الإنسان بقدراته العلمية والجسدية هو رأس المال الأساسي للتنمية والتطوير، مسلطاً الضوء على ذلك من خلال فلسفة الشيخ زايد وتركيزه على بناء الإنسان والاتحاد، معتبراً أن أهم مكاسب دولة الإمارات العربية المتحدة في مسيرة تقدمها تتمثل في نجاحها في بناء الإنسان، ثم محور ذات صلة بدوره النوعي في تأسيس الدولة الحديثة.
وتحدث المزروعي تفصيلياً عن رحلة الشيخ زايد من الجانبين التاريخي والإنساني وهاجسه وحلمه في تحقيق الوحدة، ودوره في مسيرة الاتحاد الظافرة، ومراحلها، حتى قيام الاتحاد وبناء الدولة عام 1971، معتبراً أن ذلك إنجاز رائع في ظل التحديات الجمّة، وتطرق المحاضر إلى البعد الإنساني في شخصية الشيخ زايد، مؤكداً أن فلسفته ‹›رحمه الله›› في عطائه الإنساني والخيري يشهد الواقع الآن نجاحاً منقطع النظير، حيث تحولت المشروعات الأولى التي أقامها ورعاها في عدد من المناطق حول العالم إلى بنية أساسية للنمو والنماء بكافة محاوره الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمجتمعية، وهو أيضاً ما وضع الإمارات في مكانة مرموقة والأولى في العمل الإنساني. وقال المزروعي: إن التاريخ الإنساني ما زال يقف إجلالًا أمام سيرة وشخصية رجل نادر واستثنائي نجح في أن يبني دولة من لا شيء، بفعل روحه المتسامية، وكرمه وعفويته وإخلاصه لوطنه وأمته، ومنح البعد الخليجي والعربي بعداً واسعاً، واهتم ببناء المؤسسات وفق معادلة الأصالة والمعاصرة، من أجل تثبيت دعائم الدولة المعاصرة.