الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء: العبادات بلا أخلاق.. نوع من التدين المغشوش

علماء: العبادات بلا أخلاق.. نوع من التدين المغشوش
24 ابريل 2014 20:54
كثير من المسلمين يؤدون فرائض الدين في أوقاتها من صلاة وصيام ولكنهم في حياتهم اليومية يتصرفون بطريقة أبعد ما تكون عن الدين، والدليل حجم الجرائم التي نسمع عنها ونجد مرتكبها وقد ظهرت علامات التقوى على وجهه بل يصاحب مظاهر التدين الكثير من الظواهر السلبية مثل التحرش الجنسي والتراخي في العمل والغش والنصب والرشوة والفساد وشيوع تعاطي المخدرات بجميع أنواعها وازدياد معدلات الإدمان. حسام محمد (القاهرة) تقول الدكتورة آمنة نصير، العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بنات: المجتمعات الإسلامية تشهد حالة من اللاوعي في اختيار الرجل والمرأة لملابسهما فنظرة على ملابس الشباب تثير العجب فقد أصبحوا يتنافسون على تعرية أجسادهم مثل النساء، أما عن النساء وملابسهن فحدث ولا حرج حتى الحجاب حيث نرى بعض المحجبات لا يختلفن عن الفتيات غير المحجبات بزيهن، وتصرفاتهن ويلبسن ثياباً عصرية، ضيقة، تكاد تظهر مفاتن أجسادهن. انفصام ومسخ وتضيف نصير: هذا الانفصام بين التدين والأخلاق مسخ مشوّه، وسبب الانفصام يعود إلى تصور البعض أن الدين يكمن في شعائر العبادة، فهو يكثر منها لكنه لا ينتبه إلى الجانب الأخلاقي وأن «من لا خلق له لا دين له??»، وهذه المشكلة موجودة في كل مجتمعاتنا بلا استثناء فهناك من تجده يصلي ويصوم ويسيء إلى والديه ، وهي ظاهرة تدل على خلل فكري يحصر الإسلام في عبادات ظاهرية فقط. وتقول: الخطاب الديني هو المسؤول مسؤولية تامة عن هذه الإشكالية لأنه لم يفسر الإسلام بمفهومه الشامل وإنما حصره في بعض الشعائر التعبدية والعادات ولابد أن يعي الجميع أن لهذه الظاهرة انعكاسات سلبية على المجتمع فهي تساعد على انتشار التناقضات الاجتماعية والازدواجية في السلوك فربما تجد من يصلي وفي ذات الوقت يسيء التعامل مع الآخرين. عجز الخطاب الديني وتضيف نصير: في مسألة الحجاب عجز الخطاب الديني عن تبصير المرأة بالحجاب الشرعي وهكذا وظهر الحجاب الذي ترتديه صاحبته مع ملابس ضيقة، وتكتمل الدائرة الاستهلاكية الجهنمية وتظهر المحجبة التي تغني وترقص بالحجاب في كليبات، وهكذا تكونت للحجاب تجارة وعرض وطلب وأدخله في منطق السوق، وهو منطق لابد أن يخرج به من عالم القيم إلى عالم المظاهر، حيث كل شيء سلعة في سوق فإذا أردنا أن نبصر نساءنا بالتدين الحقيقي في مسألة الحجاب والعفة فعلينا أن نذكرهن بما قالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «إن لنساء قريش لفضلاً، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً لكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَي جُيُوبِهِنّ» فانقلب رجالهن إليهن يتلون ما أنزل الله، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل - أي الذي نقش فيه صور الرحال وهي المساكن- «فاعتجرت به -أي سترت به رأسها ووجهها- تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه، فأصبحن وراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان». ويقول الدكتور بكر زكي عوض، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن التناقض الشديد بين العبادات والأخلاق أصبح من سمات الكثيرين، حيث الظاهر شيء والباطن شيء آخر، موضحاً أن هناك من يتكلم في الإعلام عن حق الزوجة والأبناء ثم تثبت الأحداث أنه عنّف وعذّب ابنته حتى الموت، وذاك يتحدث عن الأمانة والإخلاص وهو من الكذابين الفاسدين والسبب في ذلك عدم وجود ردع أو تشهير بهؤلاء ليرتدعوا، «فمن أمن العقوبة أساء الأدب» وشجع غيره على الاقتداء به لتحقيق مكاسب مالية أو وجاهة اجتماعية، ناهيك عن كون البعض في المجتمع ساذجين لدرجة الانخداع بالمظاهر وعدم التحقق من هؤلاء قبل التعامل معهم، أو الثقة بهم فيصبحون ضحايا لهم وبذلك كثرت القضايا وضاعت الحقوق. ويضيف عوض: البيت هو المسؤول عن تنشئة الأفراد، وانشغال بعض الآباء وتهرب بعضهم من مسؤولياتهم تجاه أبنائهم ترتب عليه غياب القدوة الحســنة، ما يجعل فئة من المجتمع من السهل إغواؤها من رفقاء السوء والإعلام غير الأخلاقي، ناهـــيك عن ابتعاد المدارس والجامعات عن دورها في التربية والارتقاء بفكر الطلبة وضياع هيبة المعلم وفقد الثقة بمخــرجات التعليم، كل ذلك ترتب عليه وجود فئات من الناس لها مظاهـر علمية أو دينية إلا أنها تسيء الأخلاق. نشر الدعوة ويقول الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق: تصور البعض أن نشر الدعوة الإسلامية يتوقف عند ارتداء الفتيات المسلمات الحجاب حتى لو كان ذلك الحجاب فوق ملابس ضيقة ونسوا أن النجاح الحقيقي يكمن في نشر القيم الإسلامية. ويضيف: عبادة الله عز وجل لا تقتصر على ممارسة الفرائض، إذ من السهل أن يمارس الإنسان التدين الظاهري ويستعرضه أمام الناس، حتى يقال إنه تقي وورع، ويكون أحد الثلاثة الذين ذكرهم رسول الله في قوله: «إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد فأوتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها، فقال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار». تقول الدكتورة آمنة نصير، العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بنات: المجتمعات الإسلامية تشهد حالة من اللاوعي في اختيار الرجل والمرأة لملابسهما فنظرة على ملابس الشباب تثير العجب فقد أصبحوا يتنافسون على تعرية أجسادهم مثل النساء، أما عن النساء وملابسهن فحدث ولا حرج حتى الحجاب حيث نرى بعض المحجبات لا يختلفن عن الفتيات غير المحجبات بزيهن، وتصرفاتهن ويلبسن ثياباً عصرية، ضيقة، تكاد تظهر مفاتن أجسادهن. انفصام ومسخ وتضيف نصير: هذا الانفصام بين التدين والأخلاق مسخ مشوّه، وسبب الانفصام يعود إلى تصور البعض أن الدين يكمن في شعائر العبادة، فهو يكثر منها لكنه لا ينتبه إلى الجانب الأخلاقي وأن «من لا خلق له لا دين له??»، وهذه المشكلة موجودة في كل مجتمعاتنا بلا استثناء فهناك من تجده يصلي ويصوم ويسيء إلى والديه ، وهي ظاهرة تدل على خلل فكري يحصر الإسلام في عبادات ظاهرية فقط. وتقول: الخطاب الديني هو المسؤول مسؤولية تامة عن هذه الإشكالية لأنه لم يفسر الإسلام بمفهومه الشامل وإنما حصره في بعض الشعائر التعبدية والعادات ولابد أن يعي الجميع أن لهذه الظاهرة انعكاسات سلبية على المجتمع فهي تساعد على انتشار التناقضات الاجتماعية والازدواجية في السلوك فربما تجد من يصلي وفي ذات الوقت يسيء التعامل مع الآخرين. عجز الخطاب الديني وتضيف نصير: في مسألة الحجاب عجز الخطاب الديني عن تبصير المرأة بالحجاب الشرعي وهكذا وظهر الحجاب الذي ترتديه صاحبته مع ملابس ضيقة، وتكتمل الدائرة الاستهلاكية الجهنمية وتظهر المحجبة التي تغني وترقص بالحجاب في كليبات، وهكذا تكونت للحجاب تجارة وعرض وطلب وأدخله في منطق السوق، وهو منطق لابد أن يخرج به من عالم القيم إلى عالم المظاهر، حيث كل شيء سلعة في سوق فإذا أردنا أن نبصر نساءنا بالتدين الحقيقي في مسألة الحجاب والعفة فعلينا أن نذكرهن بما قالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «إن لنساء قريش لفضلاً، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً لكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَي جُيُوبِهِنّ» فانقلب رجالهن إليهن يتلون ما أنزل الله، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل - أي الذي نقش فيه صور الرحال وهي المساكن- «فاعتجرت به -أي سترت به رأسها ووجهها- تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه، فأصبحن وراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان». ويقول الدكتور بكر زكي عوض، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن التناقض الشديد بين العبادات والأخلاق أصبح من سمات الكثيرين، حيث الظاهر شيء والباطن شيء آخر، موضحاً أن هناك من يتكلم في الإعلام عن حق الزوجة والأبناء ثم تثبت الأحداث أنه عنّف وعذّب ابنته حتى الموت، وذاك يتحدث عن الأمانة والإخلاص وهو من الكذابين الفاسدين والسبب في ذلك عدم وجود ردع أو تشهير بهؤلاء ليرتدعوا، «فمن أمن العقوبة أساء الأدب» وشجع غيره على الاقتداء به لتحقيق مكاسب مالية أو وجاهة اجتماعية، ناهيك عن كون البعض في المجتمع ساذجين لدرجة الانخداع بالمظاهر وعدم التحقق من هؤلاء قبل التعامل معهم، أو الثقة بهم فيصبحون ضحايا لهم وبذلك كثرت القضايا وضاعت الحقوق. ويضيف عوض: البيت هو المسؤول عن تنشئة الأفراد، وانشغال بعض الآباء وتهرب بعضهم من مسؤولياتهم تجاه أبنائهم ترتب عليه غياب القدوة الحســنة، ما يجعل فئة من المجتمع من السهل إغواؤها من رفقاء السوء والإعلام غير الأخلاقي، ناهـــيك عن ابتعاد المدارس والجامعات عن دورها في التربية والارتقاء بفكر الطلبة وضياع هيبة المعلم وفقد الثقة بمخــرجات التعليم، كل ذلك ترتب عليه وجود فئات من الناس لها مظاهـر علمية أو دينية إلا أنها تسيء الأخلاق. نشر الدعوة ويقول الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق: تصور البعض أن نشر الدعوة الإسلامية يتوقف عند ارتداء الفتيات المسلمات الحجاب حتى لو كان ذلك الحجاب فوق ملابس ضيقة ونسوا أن النجاح الحقيقي يكمن في نشر القيم الإسلامية. ويضيف: عبادة الله عز وجل لا تقتصر على ممارسة الفرائض، إذ من السهل أن يمارس الإنسان التدين الظاهري ويستعرضه أمام الناس، حتى يقال إنه تقي وورع، ويكون أحد الثلاثة الذين ذكرهم رسول الله في قوله: «إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد فأوتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها، فقال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتى به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار». الجهل أحد الأسباب يؤكد الدكتور بكر زكي عوض، أن الجهل أحد أسباب انتشار هذا النوع من التدين المرفوض، فقد جاء رجل زنى بامرأة إلى أحمد بن حنبل يسأل عن ابنه من الزنى، فقال له: لماذا لم تعزل؟ فقال الرجل: بلغني أن العزل مكروه، فقال أحمد: أو لم يبلغك أن الزنى حرام! وهناك صور كثيرة نراها في مجتمعاتنا من هذا القبيل، فالتدين المغشوش يُلَبِّس على الإنسان، ويجعله يسأل فيما لا يعنيه رياءً وسمعةً وتظاهراً، وهذا النوع من التديّن سرعان ما يزول وينكشف أمره ويفتضح صاحبه، لأنه سطحيّ، ولموقف وحالة محددة وكما يقولون: حبْل الكذب قصير، وفي الحديث: «الصدق طمأنينة والكذب ريبة»، والتدين الصحيح يحتاج إلى صبر ومغالبة، وجهاد نفس وأخذها بالعزيمة ما أمكن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©