قال رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي امس إن بلاده يمكن أن تسحب قواتها من الصومال حتى ولو لم تكن الحكومة الانتقالية مستقرة لكن هذا سينتظر حتى نشر المزيد من قوات حفظ السلام الأفريقية في البلاد·
وغزت القوات الإثيوبية الصومال المجاورة في عام 2006 من أجل المساعدة في الإطاحة بالمحاكم الإسلامية وإعادة الحكومة الانتقالية للسلطة·
وقال زيناوي فى مقابلة مع صحيفة ''فايننشال تايمز'' إن ''العملية كانت مكلفة للغاية ولذا ينبغي علينا موازنة الضغوط الداخلية في ناحية والضغوط في الصومال من ناحية أخرى لنحاول التوصل إلى حل متوازن''·
وكانت الحكومة الصومالية وبعض زعماء المعارضة المعتدلين قد وقعوا مؤخرا اتفاق سلام لكن جماعة ''الشباب المؤمن'' وهي الجناح المسلح لاتحاد المحاكم الإسلامية رفضت الاعتراف به· وتقول الجماعة إن الإثيوبيين لابد أن يتركوا الصومال قبل أن يتسنى التوصل لأي نوع من السلام· وتقول منظمات الأمم المتحدة إن ما يزيد على ستة آلاف مدني توفوا جراء عمليات التمرد التي انفجرت في أوائل عام 2007 فيما هرب مئات الآلاف من الصوماليين من القتال الدائر في العاصمة مقديشو ويعيشون حاليا في مخيمات اللاجئين·
وكافحت القوات الإثيوبية تساندها فرقة صغيرة من قوات الاتحاد الأفريقي لاحتواء المتمردين الذين تمكنوا يوم الجمعة الماضي من الاستيلاء على ميناء كيسمايو الاستراتيجي· وتم نشر ربع قوات الاتحاد الأفريقي فقط التي كان مخططا أن تصل إلى ثمانية آلاف جندي في الصومال حتى الآن· كما أن الأمم المتحدة مازالت تفكر في إرسال قوة حفظ سلام لكنها لم تتخذ أي إجراء حتى الآن·
وفي مدينة بيداوا حيث مقر البرلمان الصومالي اطلق عشرات النواب هتافات غاضبة في وجه زعمائهم وفي مقدمتهم الرئيس عبدالله يوسف احمد في اول حدث من نوعه منذ تشكيل البرلمان الانتقالي في 2004 كما افاد لوكالة فرانس برس نواب وشهود عيان·
وهتف عشرات النواب مخاطبين الرئيس ورئيس الوزراء نور حسن حسين ورئيس البرلمان آدن محمد نور ''لا نريد ان نستمع اليكم، النواب ليسوا بحاجة الى تصريحاتكم''·
وكان الرئيس ورئيس الوزراء ينويان اطلاع النواب على مضمون الاتفاق الذي توصلا اليه الثلاثاء الماضي في اديس ابابا والذي يهدف الى حل النزاع الدائر بينهما منذ اشهر· وبعد نصف ساعة تقريبا من الاحتجاجات العنيفة سمحت اكثرية النواب للرئيس ورئيس الوزراء بالتكلم، لبضع دقائق فقط، قبل ان ترفع الجلسة في ظل فوضى عارمة· وهذه هي المرة الاولى التي يتعرض فيها الرئيس يوسف لحركة تمرد من قبل اكثرية النواب منذ تشكيل البرلمان الحالي، في حادث يعكس النقمة المتزايدة للصوماليين ازاء مسؤوليهم العاجزين عن تحسين الاوضاع المعيشية المزرية التي يعاني منها السكان·
الى ذلك قال مسؤول حكومي كبير امس ان قراصنة صوماليين أفرجوا عن سفينة عمانية احتجزوها طوال اشهر· وقال عبدالقادر موسى يوسف مساعد وزير الثروة السمكية في اقليم ''بونتلاند'' شمال الصومال لرويترز ''أفرج الليلة الماضية عن السفينة العمانية التي احتجزت ستة اشهر''· وأضاف ''اعتقد انه دفعت فدية لكني لا أعرف قيمتها''·
وقال يوسف ان افراد الطاقم الفلبيني الذين كانوا على متن السفينة لم يصبهم اذى وانهم في طريقهم لوطنهم· وتنتشر القرصنة امام سواحل الصومال التي غرقت في الفوضى منذ اطاح زعماء حرب بحكومة الدكتاتور سياد بري عام ·1991
وقال مسؤولون في مجال النقل البحري ان 30 سفينة على الاقل خطفت امام سواحل البلد الواقع في القرن الافريقي منذ مطلع العام الجاري· وفي الاسبوع الماضي احتجز القراصنة خلال 48 ساعة اربع سفن وهو رقم قياسي· ويحتجز القراصنة حوالي 130 شخصا من افراد طواقم سفن الشحن الأربع· وتدفع اغلب شركات الشحن فدية تبلغ عشرة الاف دولار على الأقل·
عدد اليوم
