الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات إماراتية تتمسك بتنمية الاستثمارات في بريطانيا رغم الانفصال عن «الأوروبي»

شركات إماراتية تتمسك بتنمية الاستثمارات في بريطانيا رغم الانفصال عن «الأوروبي»
5 أغسطس 2016 20:16
يوسف العربي (دبي) أكدت شركات إماراتية كبرى تمسكها بتنمية استثماراتها في المملكة المتحدة رغم تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تراقب تأثيرات نتائج الاستفتاء على السوق البريطانية. وأكدوا أن بريطانيا لاتزال تحتفظ بمكانتها كواحدة من الأسواق العقارية الأكثر استدامة في العالم، مشيرين إلى أن انخفاض الجنيه الاسترليني من شأنه أن يسهم في زيادة جاذبية السوق البريطانية للاستثمارات ولا سيما في القطاع العقاري. وأوضحوا أن السوق العقارية في لندن تسجل نمواً سنوياً قوياً يبلغ حوالي 6% وفقاً لشركة الاستشارات العقارية «جي إل إل» متوقعين نمو أسعار العقارات في العاصمة البريطانية على المديين المتوسط والبعيد. وقال زياد الشعار، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «داماك» لـ «الاتحاد» إن شركة «ناين إلمز» المحدودة للتطوير العقاري، إحدى شركات داماك إنترناشونال ليميتيد، بدأت عمليات البناء والتشييد لأول مشروعاتها العقارية الفاخرة في لندن «آيكون لندن وان». وأضاف أن الشركة ستواصل العمل والبناء في مشروعها العقاري السكني الفاخر المؤلف من 50 طابقاً، لافتاً إلى عزم الشركة طرح عدد إضافي من الوحدات الفاخرة بالمشروع للبيع بعد أن تم بيع أكثر من 50% من وحدات المرحلة الأولى. وقال إن العاصمة البريطانية لا تزال الوجهة الرئيسية للأثرياء من شتى أنحاء العالم، ومن المقرر أن يتم إنجاز المشروع عام 2020، ويتألف من وحدات «البنتهاوس» الفاخرة، وشقق متنوعة وترى الشركة المطورة انه يتمتع بأهمية كبرى في قطاع التطوير العقاري بفضل موقعه الاستراتيجي وتصميمه الفريد، إلى جانب كونه أحد المنتجات العقارية المميزة. تأثير محدود وقال خبراء اقتصاديون إن هذه التغييرات المتوقعة ولاسيما انخفاض الجنية الاسترليني من شأنها زيادة تنافسية المنتج البريطاني، ومن ثم زيادة التبادل التجاري بين الإمارات وبقية دول الخليج وبريطانيا، لاسيما مع وجود علاقات بريطانية خليجية متينة امتدت لعقود طويلة. وقالوا إن قرار البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي سيحمل معه العديد من المتغيرات المتعلقة بإعادة تشكيل اقتصاد منطقة اليورو، متوقعين أن تكون التأثيرات محدودة على الاقتصاد البريطانية على المدى القصير حيث أن تطبيق عملية الانفصال وبلورتها وتحولها إلى حقيقية اقتصادية قائمة ستستغرق نحو عامين من المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي من جهة وبريطانيا من جهة أخرى. وأكدوا متانة العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وبريطانيا، والتي تشهد تطوراً مستمراً، بفضل دعم قيادة البلدين وتوجيهاتهما بتعزيز الروابط الثنائية في جميع المجالات الاقتصادية والاستثمارية حيث أسهمت الاستثمارات الإماراتية في تطوير مشاريع نوعية في بريطانيا، كما تحظى الاستثمارات البريطانية في الإمارات بأهمية خاصة لمساهمتها في مجالات نقل التكنولوجيا والبحث والتطوير وبناء اقتصاد المعرفة. فمن ناحيته، أكد محمد الحبتور، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور أن المجموعة اشترت فندق «هيلتون لندن ويمبلي»، وأنها تراقب عن كثب استثماراتها العقارية في العاصمة البريطانية لندن بعد ظهور نتائج الاستفتاء. ويشغل الفندق موقعاً متميزا في لندن، على مقربة من ملعب ويمبلي الشهير، ومطار هيثرو ووسط لندن، ويضم الفندق الذي افتتح عام 2012، نحو 361 غرفة وجناحاً، ومسبحاً مغلقاً، ومركزاً للياقة البدنية، ويتضمّن مجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي التي تلبّي احتياجات النزلاء والعملاء، وتشمل «آيكونز بار»، و«جريل أند ترايس». وأوضح الحبتور أنه لا يوجد خطة في الوقت الراهن لإطلاق مشروعات جديدة في أوربا وبريطانيا إلا في حال وجود فرصة سانحة ومغرية توفر عوائد مجزية، مؤكداً أن المجموعة تركز على استكمال سلسلة المشروعات العملاقة التي طرحتها الشركة في دبي وخارجها. أكبر اقتصاد وقال إسماعيل الحمادي المدير العام لشركة الرواد للعقارات إن قرار البريطانيين بالانفصال عن منطقة اليورو مثل صدمة للرأي العام العالمي، نظرا لما سيفرزه من تداعيات سلبية على مسار الاقتصاد العالمي والمصالح المتداخلة للدول المرتبطة باقتصاد المملكة المتحدة عبر عدة قطاعات من أهمها قطاع الاستثمارات المباشرة التي تعد المحرك الأول للنشاط الاقتصادي بالمملكة. وقال الحمادي إن بريطانيا تعد خامس أكبر اقتصاد في العالم، كما أنها تشكل الدعامة الأساسية لاقتصاد دول منطقة اليورو، وهذا ما يعني أن إعلان انفصالها عن المنطقة سيتولد عنه العديد من التغييرات التي ستضرب مختلف القطاعات المرتكز عليها اقتصاد المملكة ودول الاتحاد الأوروبي على حد سواء. وأضاف أن أول انعكاس فور تأييد البريطانيين لانسحاب المملكة المتحدة من منطقة اليورو تمثل في تراجع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار والذي قدره خبراء الاقتصاد بنحو 10%، وهي نسبة تراجع لم تشهدها بريطانيا منذ سنة 1985، الأمر الذي غير موازين أصحاب المصالح وكبار المستثمرين ببريطانيا الذين يرون في هذا التراجع تأثيراً واضحاً على مصالحهم. وأوضح أن أسعار العقارات البريطانية ولندن خاصة التي تعتبر القطب العقاري الأول الجاذب لرؤوس الأموال الخارجية ولا سيما منها الخليجية، تعرضت لموجة من التراجع وفق بيانات شركات عقارية بريطانية فور إعلان بريطانيا عن استفتاء للتصويت حول انفصالها عن الاتحاد الأوروبي، وهذا ما أكده التقرير العقاري الصادر عن شركة «نايت فرانك» خلال النصف الأول. وأشار التقرير إلى أن قيمة الوحدات العقارية الواقعة بالمناطق الراقية التي تعود المستثمرون الخليجيون الاستثمار فيها تراجعت على أساس سنوي بنسبة تراوحت ما بين 3,5 و7,5%، ورغم هذا التراجع الذي يشكل فرصة استثمارية على المستثمرين اقتناصها، إلا أنهم ظلوا متمسكين بفكرة إرجاء قرار عقد صفقات عقارية خوفا من انهيار الأسعار بشكل أسوء بعد قرار الانفصال، وهو ما يتنافى مع استراتيجياتهم المتعلقة بالعوائد المالية في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الراهنة المرتبطة بانهيار أسعار النفط التي دفعت المستثمرين الخليجيين للبحث عن بدائل أخرى لتعويض هذه الخسائر، وكان من أهمها الاستثمار العقاري بسوق لندن لما يوفره من عوائد بفعل حجم ثقل المملكة اقتصاديا، إذ يعتبر المستثمرون القطريون والكويتيون والإماراتيون من أكبر مقتنصي العقارات البريطانية بمحافظ مالية ضخمة تقع معظمها بلندن. وعلى الجانب الإيجابي للانفصال قال الحمادي إن الاستثمار العقاري الخليجي بلندن سيستفيد من تراجع أسعار الوحدات وسيتمكن المستثمرون من توسيع نطاق استثماراتهم والاستحواذ على أكبر الصفقات العقارية، مشددا على أهمية الأخذ في الاعتبار تأثر عائدات الاستثمار العقاري بها خاصة فيما يتعلق بالتأجير، إذ أن أغلب المستثمرين الخليجيين يوجهون عقاراتهم بلندن للتأجير، فالإماراتيون لوحدهم استحوذوا على نسبة 20% من صفقات الشراء بسوق عقارات لندن خلال السنة الماضية، وجهت معظمها للتأجير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©