أفات شبكة ''سي·إن·إن'' الإخبارية الأميركية أن جون ماكين المرشح الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية، اتخذ قراره بشأن اختيار الشخصية التي ستتولى منصب نائب الرئيس حال فوزه في الانتخابات المرتقبة في نوفمبر المقبل ونجاحه في الوصول للبيت الأبيض·
وذكر تقرير بثته سي·إن·إن على موقعها الإلكتروني أمس أن القرار الذي تم اتخاذه الليلة قبل البارحة خلال لقاء جمع بين ماكين ومستشاريه، سيعلن اليوم في أوهايو· ويواجه ماكين خياراً دقيقاً إذ يطالب اليمين المتدين بشخصية محافظة فيما تدعو أوساط أخرى في الحزب الجمهوري إلى اختيار شخص متخصص في القضايا الاقتصادية·
وسيحتفل ماكين اليوم بعيد ميلاده الـ 72 ويتوقع أن يغتنم الفرصة لكشف اسم مرشحه لمنصب نائب الرئيس بحسب الصحافة المتخصصة· وفي حال فوزه على منافسه الديمقراطي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، فسيكون ماكين أكبر الرؤساء سناً في تاريخ الولايات المتحدة وهو أمر يمكن أن يعزز فرص الوجوه الشابة لمنصب نائب الرئيس·
وسيتيح الكشف عن اسم المرشح لهذا المنصب لماكين القيام بحملته برفقة نائبه في ولايتي بنسلفانيا وميسوري الهامتين، لجذب اهتمام وسائل الإعلام الأميركية قبل افتتاح مؤتمر الحزب الجمهوري الاثنين المقبل في مينيسوتا·
وفي أعلى لائحة المرشحين لمنصب نائب الرئيس بين الجمهوريين ميت رومني (61 عاماً) الحاكم السابق لولاية ماساشوستس· وكان قد هزم في الانتخابات التمهيدية أمام ماكين قبل أن يعرب عن تأييده له· ورومني وهو مليونير ورجل أعمال ونجل حاكم سابق لولاية ميشجن ومن طائفة المورمون، عرف بإنقاذه دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سولت لايك سيتي (يوتا، غرب) بعدما كانت مهددة بالفشل نتيجة سلسلة من الأخطاء الإدارية·
وأوضح هيث هال المحلل في مركز بحوث ''هيريتادج فاونديشن'' المحافظ أن ''رومني سيساعد ماكين الذي ينظر اليه باعتباره ضعيفاً في القضايا الاقتصادية''· ويضيف ''من وجهة نظر استراتيجية سيمكنه من الفوز في ولايات رئيسية مثل كولورادو ونيو مكسيكو ونيفادا''· والاسم الآخر الرئيسي المرشح لهذا المنصب هو توم ريدج (63 عاماً) الذي شغل منصب السكرتير الأول للأمن الداخلي والحاكم السابق لولاية بنسلفانيا الولاية المحورية الأخرى والتي يمكن أن يفوز فيها أي من الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري·
ويلقى تيم باولانتي حاكم مينيسوتا تأييد اليمين الانجيلي في الحزب الجمهوري بسبب مواقفه المعارضة للإجهاض· وباولانتي (47 عاماً) يمكن أن يقدم جرعة من الحيوية لحملة ماكين غير ان اختياره مرشحاً لمنصب الرئيس لا يكفي لضمان فوز الجمهوريين في مينيسوتا كما أن نقص خبرته يتعارض مع الخبرة الكبيرة لمرشح الديمقراطيين جوزف بايدن·
أما السناتور المستقل جوزيف ليبرمان (66 عاماً) الذي كان مرشح آل جور وأصبح منذ ذلك التاريخ غير مرغوب فيه في الحزب الديمقراطي بسبب مواقفه من العراق، فقد أصبح مقرباً من المعسكر الجمهوري، واختياره يمكن أن يخلط الأوراق· ويمكن أن يتيح اختياره لماكين مواجهة رسالة التغيير التي يركز عليها أوباما وجذب الناخبين المترددين غير انه سيكون موضع عدم ترحيب من اليمين الإنجيلي بسبب مواقفه التي تتسم احيانا بالليبرالية·
وكان مؤتمر الحزب الديمقراطي المنعقد في دنفر بكولورادو رشح ''رسميا'' فجر أمس، سناتور ايلينوي باراك أوباما للانتخابات الرئاسة الأميركية في الرابع من نوفمبر المقبل، في خطوة تاريخية قد تسمح لأول رجل أسود بشغل منصب رئيس الولايات المتحدة· كما رشح السناتور المخضرم جوزيف بايدن لمنصب نائب الرئيس· وتم اختيار أوباما مرشحا للحزب الديموقراطي فجر أمس بالتصفيق والتهليل بطلب من منافسته السابقة سناتورة نيويورك هيلاري كلينتون التي رغبت في إلغاء الاقتراع وإعلان أوباما مرشحا للحزب في مؤشر على توحد الحزب خلف مرشحه ضد منافسه الجمهوري جون ماكين· ولدى طرح هيلاري لاقتراحها، سارعت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب التي ترأس مؤتمر الحزب بالموافقة على الطلب معلنة أن أوباما قبل الترشيح ما أثار عاصفة من التصفيق الحاد والرقص على أنغام أغنية ''قطار الحب'' ابتهاجا بتلك اللحظة في القاعة التي تستضيف أعمال المؤتمر· وعندما توقفت عمليات التصويت بحسب طلب هيلاري، كان أوباما قد حصل على 1549 صوتا مقابل 341 لهيلاري· ودفعت كلمات هيلاري عددا من مؤيديها إلى البكاء·
وقام أوباما بزيارة مفاجئة لمؤتمر الحزب الليلة قبل الماضية حيث انضم إلى شريكه على البطاقة الانتخابية بايدن، مما أثار أيضا عاصفة من التصفيق الحاد في القاعة· وعبر المرشح الديمقراطي عن اعتزازه بوجود أسرته وبايدن إلى جانبه ''للمساعدة في اعادة أميركا إلى مسارها''· وأشاد أوباما بمنافسته السابقة هيلاري وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، كما أثنى على قرينته ميشيل، لما ألقوه من كلمات التأييد له في أعمال المؤتمر· وكان بايدن أكد في كلمة ان ''خيار هذا الانتخاب واضح·· الأوضاع الراهنة تحتاج إلى جندي جيد وتتطلب قائدا حكيما يمكنه جلب التغيير··التغيير الذي يحتاج اليه العالم بأسره''· وكان على أوباما أن يعلن قبوله بترشيح الحزب الديمقراطي البارحة في خطاب أمام أنصاره في ستاد يتسع لـ75 ألف شخص بعد أن أكد السناتور بايدن قبول ترشيحه لمنصب نائب الرئيس في حال فوز الأول بالرئاسة· ولينتخب رئيسا للولايات المتحدة، لا بد لأوباما من الحصول على تأييد الناخبين ال18 مليونا الذين صوتوا من قبل لهيلاري خلال الانتخابات التمهيدية· وكان السناتور بايدن شن في كلمته أمام المؤتمر الليلة قبل الماضية هجوما شديدا على المرشح الجمهوري المفترض ماكين لتعهده بـ''مزيد من نفس'' السياسات التي ينتهجها الرئيس جورج بوش· ووصف بايدن ماكين بأنه ''مخطئ'' في جميع القضايا المهمة الخاصة بالأمن القومي ومن بينها الحرب على العراق واصفا سياسات الادارة الحالية بـ'' الكارثية''·
عدد اليوم
