صار باراك أوباما أول أميركي من أصل أفريقي يفوز بالترشيح الرئاسي عن واحد من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة بعد أن منحه الديمقراطيون فجر أمس دفعة قوية نحو مواجهة المرشح الجمهوري المرجح للانتخابات الرئاسية جون ماكين· وألقي أوباما '' 74 عاما'' أمس خطاب قبول الترشيح أمام 57 ألف مواطن في صالة انفيسكو فيلد في دنفر·
وكان أوباما قد تسلل إلى القاعة التي يعقد بها مؤتمر الحزب الليلة قبل البارحة· وبات جلياً للجميع أن الحزب حقق أحد أهدافه الكبرى في مداواة الجروح التي ترتبت عن واحدة من أشد معاركه قاطبة الخاصة بالترشيح الرئاسي حيث كان الاختيار بين امرأة أو أميركي من أصل أفريقي· وقال أوباما ''إذا لم أكن مخطئاً فإن هيلاري أثارت الإعجاب الليلة قبل الماضية وإن الرئيس كلينتون ذكرنا بما يجب أن يكون عليه الرئيس الذي يضع الشعب في المقام الأول''·
وتحدث سناتور ديلاور المخضرم جو بايدن '' 56 عاما'' الذي تم اختياره نائباً للرئيس، عن جذوره التي تعود إلى الطبقة العاملة وتناول المشكلات التي تخص الأسرة الأميركية في هذه الأوقات الاقتصادية العصيبة· وكان أوباما ظهر على الساحة الوطنية بكلمة ألقاها أمام المؤتمر السابق للحزب الديمقراطي عام 4002 ووصف فيها نفسه بأنه رجل نحيل له اسم غريب وقصة حياة بعيدة الاحتمال·
وبالنسبة لكثيرين يجسد أوباما الحلم الأميركي حيث يستطيع أي شخص أن يكبر ليصبح رئيساً بما في ذلك ابن لأم من كانساس وأب كيني غائب وقضى السنوات الأولى من عمره خارج البلاد·
وقال أوباما في تلك الكلمة ''هل كانت قصتي ممكنة في أي دولة أخرى على وجه الأرض؟''·
ويتزامن اختيار الديمقراطيين لأوباما كمرشح للبيت الأبيض، مع الذكرى الخامسة والأربعين لخطاب زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كنج الذي قال فيه ''أنا لدي حلم''· وينظر إلى هذا الخطاب الذي ألقي عام 3691 على أنه تعبير عن أعلى طموحات البلاد في المساواة والعدالة·
ويعتبر الكثير من الديمقراطيين حملة أوباما خطوة نحو تضييق الفجوة بين الأجناس في البلاد إذ يمثل الأميركيون من أصول أفريقية نحو 21 % من السكان· وأوباما بالنسبة لجموع مؤيديه هو سياسي لا يتكرر الا كل جيل ويعيد للأذهان الفصاحة الشابة والإلهام التي كان يتسم بهما الرئيس جون كنيدي وشقيقه روبرت كنيدي وكلاهما اغتيل في الستينات· وتفاصيل حياة أوباما مثل خلفيته متعددة الثقافات ونشأته في هاواي وأندونيسيا التي تحظى بإعجاب الشبان الذين يشكلون قاعدة دعم له تبدو غريبة على العمال والناخبين الأكبر سنا في الولايات الصناعية مثل اوهايو التي قد تحسم الانتخابات· وفي قصة حياته جانب ينطوي على الصعود من الفقر إلى الثرا.
عدد اليوم
