عبدالإله عبدالقادر يرصد سيرة نزار قباني وشفيق جبري

احتفى كتاب «شاعران من بلد الياسمين» للقاص العراقي عبدالإله عبدالقادر بشخصيتين إبداعيتين من سوريا، أسهما بشكل فاعل في انعطافات مهمة بتاريخ الثقافة العربية، وهما نزار قباني وشفيق جبري وصدر الكتاب عن الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 119 صفحة من القطع الكبير. وتضمن الكتاب قراءة لسيرة شفيق جبري الشاعر السوري الوطني والعاشق والقابض على الجمر كما يصفه عبدالقادر الذي تطرق إلى اتجاهات الكتابة وتعددها لدى الجبري، ومن ضمنها أدب رحلاته التي سطرها جائلاً في الآفاق. ولد شفيق جبري عام 1898، ومنهم من قال 1897 في دمشق وعاش حياة كفاح مروراً بأهم الأحداث التي مرت بالوطن العربي ومنها الحروب العالمية والتقسيمات الاستعمارية للوطن العربي وضياع فلسطين. واعتبر عبدالقادر زمن جبري حقبة تاريخية مهمة انتجت عمالقة الإبداع في مصر والعراق وسوريا ولبنان وقد كتب جبري الشعر بمختلف أغراضه والنثر الأدبي والتحليلات السياسية، بالإضافة إلى أدب الرحلات، كما قرأ أدب الجاحظ والأصفهاني والمتنبي بالدرس والتحليل، ولقبه أحمد شوقي بشاعر الشام يوم زار دمشق. ومن مؤلفات شفيق جبري «أرض السحر» و»أعلام العرب في السياسة والأدب» و»أفكاري» و»رحلة إلى أوروبا على صخور صقلية» و»يوميات الأيام». وتحول الباحث عبدالإله عبدالقادر في هذا الكتاب إلى قراءة نزار قباني الذي وصفه بـ»قيثارة الحب والمرأة» ووصف قراءته لقباني بالقراءة الجمالية وليست النقدية. وتطرق إلى قصيدته الأولى «خبز وحشيش وقمر» التي نشرها قباني في عام 1954 واستقى كل استشهاداته من الأعمال الشعرية الكاملة لقباني. ولابد في دراسة عن نزار قباني أن يقرأ شعره في المرأة والحب والغزل وأن يقارن بشاعر عربي أجاد في الغرض نفسه وهو عمر بن أبي ربيعة وخير قصيدة تمثل نزار قباني ما قاله عن نفسه. وعندما جاء أبي. في آخر النهار. قال لأمي ضاحكاً.. «استبشري يا فائزة».. هذا الذي أنجبتهِ.. ليس بطفل أبداً.. لكنه إعصار.. حليب أمي كان حبراً أبيضاً وثديها علمني صناعة الفخار واستشهد الباحث بكثير من شعر نزار قباني وبالطبع فإن قباني يجعل الباحث متحيراً في الاختيار ولكن أهم ما تطرق إليه تأكيده على أن قباني ليس شاعر جنس بل هو شاعر تتعدد تجلياته في توصيف العلاقة بين الرجل والمرأة.