تزايد الإقبال العالمي على تخزين النفط

تشهد منشآت تخزين النفط إقبالا كبيرا في أماكن متفرقة من العالم في الوقت الراهن ما ساعد على زيادة الربحية وأسعار الأسهم لكل من الشركات التي تشغل منشآت التخزين والتي تبني منشآت تخزين جديدة. إن منشآت تخزين النفط القريبة عادة من الموانئ ومناطق توزيع النفط الرئيسية تتيح للتجار الاحتفاظ بكميات ضخمة لفترة، إلى أن ترتفع الأسعار. وقد أضحى ذلك أكثر جذباً خلال السنتين الماضيتين بعد أن كان النفط قد سجل أعلى مستوياته البالغة نحو 150 دولاراً للبرميل. يعد التخزين وسيلة ناجعة ضمن وسائل موازنة الأسعار حسب رأي بن هولت نائب رئيس مؤسسة وود ماكنزي لاستشارات تصدير النفط وتوزيعه المتمركزة في لندن الذي يقول إن هناك توجهاً متزايداً لدى شركات بيع النفط نحو إدراكها بالحاجة إلى أن يكون لديها إمكانيات تخزين النفط لكي تتمكن من تعزيز أدائها في شأن تصدير خام النفط ومنتجاته إلى مناطق أعلى سعراً. وخلال السنتين الماضيتين استخدمت شركات التخزين للاستفادة من نظام سعر الكوتانجو الذي فيه تزيد أسعار البيع الآجل تدريجياً. فإن كانت أسعار التخزين منخفضة بدرجة كافية فإن هيكل الأسعار يتيح للتجار تحقيق ربح اذا اشتروا النفط أو منتجاته في سوق البيع الفوري ثم يبيعونها بأسعار متفق عليها مسبقاً فيما بعد. ويقول مالكولم تيرنر رئيس مؤسسة تيرنر ماسون اندكو الاستشارية المتمركزة في دالاس بولاية تكساس الأميركية: “أعتقد أن التخزين مجز لأن التوقعات تقول إن الأسعار ستكون أعلى مستقبلاً. وستظل تكاليف البناء منخفضة على الأرجح وبذلك ستقبل مؤسسات على بناء خزانات توقعا منها لارتفاع الأسعار ارتفاعاً شديداً في المستقبل”. وفي الولايات المتحدة عمل تزايد سعة التخزين في كوشينج بولاية اوكلاهوما مركز تسليم عقود النفط الخام الخفيف الخالي من الكبريت لسوق نيويورك التجارية على انتشار عقود كونتاجو (الذي يشتري بموجبها النفط بسعر أقل فورياً ثم يخزن ويباع بسعر أعلى آجلاً) في عقود نايمكس الآجلة بفارق سعر نحو (5) دولارات للبرميل الواحد. يذكر أن انتشار عمليات التخزين زاد أسعار أسهم “فوباك ان في” المتمركزة في روتردام أكبر شركة مستقلة في العالم لتخزين مشتقات النفط وكيماوياته بنسبة 77 في المئة عن العام السابق. كما ارتفع سعر سهم نوستار اينرجي ال بي المتمركزة في الولايات المتحدة بنسبة 24 في المئة عن العام الماضي ولكن أقل بنسبة 14 في المئة عن ذروة سعر السهم في شهر ابريل الماضي. ويبدو أن الإقبال على أماكن التخزين سيستمر. في ذلك يقول روب لويجنديجك مدير اداري مؤسسة داونستريم بي في الاستشارية المتمركزة في روتردام التي لها حصة في أكبر قاعدة بيانات عن محطات التخزين في العالم: إن حركة السوق شديدة النشاط مدفوعة بإقبال عملاء على استئجار أماكن تخزين. وحسب الشركة التابعة لها بورتستوريج جروب فإنه ينبغي زيادة اجمالي سعة التخزين العالمية بنسبة 5 إلى 7 في المئة سنوياً من السعة الحالية خلال السنوات القليلة القادمة. وتقول شركة تجارة السلع العالمية فيتول جروب إنها تعتزم زيادة سعة تخزينها بنسبة 60 في المئة إلى ثمانية ملايين متر مكعب بحلول عام 2012 من نحو 50 مليون متر مكعب حالياً. كما قامت بعض شركات الاتجار الكبرى الأخرى منها جلينكور انترناشيونال وميركوريا اينرجي جروب وترافيجورا جروب ونوبل جروب بزيادة سعة تخزينها في السنوات القليلة الماضية. عن “وول ستريت جورنال”