الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

10 % النمو المتوقع للتجارة الإلكترونية في اليابان

18 يونيو 2010 21:41
واجه الاقتصاد الياباني ولعدة سنوات، نوعا من الكساد متبوعا بتراجع في عدد السكان، وانخفاض في مبيعات التجزئة وصل الى 1% في السنة. لكن قطاع التجارة الإلكترونية لم يتفق مع هذه الظواهر، بل ذهب على النقيض بعيدا عنها. وحققت عائدات هذا القطاع ارتفاعا سنويا قدره 17% منذ عام 2005، كما من المتوقع أن تنمو بنحو 10% سنويا خلال السنوات الخمس القادمة. وتعتبر شركة راكوتين واحدة من الشركات الرائدة في هذا المجال. وانتهجت هذه الشركة استراتيجية شبيهة بتلك المتبعة في “المراكز التجارية”، حيث تقوم بتوفير كل الخدمات التي تعين التجار كبارهم، وصغارهم على إقامة مواقع تجارية إلكترونية، بما في ذلك استضافة تلك المواقع، ومتابعة اعلاناتها التجارية، واتمام عمليات الدفع الخاصة بها. وتعمل هذه الطريقة وإلى حد كبير على تسهيل العمليات التجارية لكل من البائع والمشتري على حد سواء. ويتراوح عدد مستخدمي الإنترنت في اليابان لنحو 90 مليون شخص من جملة عدد سكانها البالغ 130 مليون نسمة. ويذكر ان ثلثي هذا العدد يستخدمون شركة راكوتين. وبالرغم من نمو التجارة الإلكترونية في اليابان، فإن مبيعاتها “عند 30 مليار دولار في السنة، تعتبر قليلة “باستثناء عمليات تحميل البرامج الرقمية، والمتعلقة بالسفر”. كما أن راكوتين التي تخطط لاستغلال قوتها خارج اليابان، تقوم بثلث هذه العمليات. ومع أن اليابان هي واحدة من الدول التي ارست قواعد الصناعات الإلكترونية بمختلف مفاهيمها في العالم، الا أن تجارتها الإلكترونية ماتزال متأخرة كثيرا مقارنة مع دول الغرب. ويبدو ان أفراد الشعب الياباني يفضلون التسوق بأنفسهم، ولربما يعود السبب في ذلك لتصفحهم للإنترنت عبر الهواتف المحمولة وليس الكمبيوترات الشخصية التي تتميز بشاشاتها الكبيرة، وبالهدوء الذي غالبا ما يصاحب استخدامها. وأدت الأزمة المالية الأخيرة لاقتصاد الشعب في انفاقه، وحثه على البقاء في البيوت ليقضي جل وقته في استخدام الكمبيوتر، مما ادى لانعاش التجارة الإلكترونية بالرغم من تخلفها عن أميركا ودول الغرب بسنوات عدة. ومما ساعد على انتعاشها، قلة تكلفة خدمات التوصيل وجودتها، التي تعمل على توصيل الطلبات لاي منطقة في اليابان في نفس اليوم. ومع ذلك، فقد تتحول قوة راكوتين القديمة الى ضعف، حيث إن زبائنها ربما يتجهون نحو الاعتماد على أنفسهم أكثر من الاعتماد عليها. كما أن تجار التجزئة الذين كانوا لا يفضلون التجارة الإلكترونية في الماضي، ربما يقومون بفتح مواقع خاصة بهم خاصة وان راكوتين قد رسخت مبدأ الطلب الإلكتروني. ونتيجة لذلك، غيرت راكوتين طريقة تعاملها من ناحيتين، الأولى: تخطط للبيع من خلال موقعها التجاري الخاص بها. كما اصبحت هذه الطريقة الهجين للتجارة الإلكترونية حيث تعمل المواقع الإلكترونية كسوق للبائعين الآخرين ولمنتجاتهم، بمثابة المكان العام. وتتحرك كل من شركة أمازون، وإي باي، في ذات الإتجاه بغض النظر عن نقطة البداية لكل منهما. الثانية: تحاول راكوتين طرق أبواب أسواق جديدة مستخدمة استرتيجيتها الخاصة “بالمراكز التجارية”. وجاءت آخر تحركاتها في الشهر الماضي عندما أعلنت عن شراكتها مع جلوبال ميديا كوم، اكبر شركة اعلامية في اندونيسيا، وذلك لتصدير تجربتها لتلك البلاد. وتبع ذلك استحواذها لشركة باي دوت كوم الأميركية بنحو 250 مليون دولار. كما دخلت راكوتين في شراكة مع محرك البحث الصيني العملاق بايدو في بداية هذا العام. ويامل هيروشي ميكيتاني مؤسس شركة راكوتين، الوصول الى 30 من الأسواق الخارجية، عشرة منها تتم اضافتها هذا العام. ومن عوامل نجاح راكوتين الولاء الذي يكنه لها منسوبوها. وفيها يحصل المشترون على نقاط مقابل مشرياتهم من اي فرع من فروعها، التي يمكن الاستفادة منها في الحصول على تخفيضات. وتجعل هذه الطريقة عملاء راكوتين حريصين على الشراء منها وليس من سواها مقابل الحصول على هذه التخفيضات، مما يجعلها تخطط للمنافسة في بلدان أخرى أيضا. لكن اوجه القصور التي تستغلها راكوتين في الأسواق اليابانية، لا تتوافر بمثل هذا القدر في بلدان أخرى من العالم. وعلاوة على ذلك، وبينما تسعى للتوسع في الأسواق الأخرى، تواجه هذه الشركة منافسة شرسة في الأسواق المحلية. وأقرب منافسيها ياهو اليابانية التي يملك بنك سوفت معظمها، والذي قام بابرام شراكة مع تاو باو أكبر شركات تجارة التجزئة الإلكترونية في الصين. ولاضفاء نكهة عالمية عليها، جعلت راكوتين من اللغة الإنجليزية، لغة رسمية لعملياتها التجارية، بالرغم من أن العوامل التي ساعدت على نجاحها، عوامل يابانية بحتة. عن “إيكونوميست”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©