الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرجُل العربي... صورة نمطية

12 ابريل 2012
تصوّر رجلاً عربياً. الأفضل من ذلك، قم بالبحث السريع على محرك جوجل للبحث باللغة الإنجليزية، ستجد المقاتل والمحتج الذي يلوح بالعلم وشيخ الدين. ستجد الرجل العربي بتمثيل فولكلوري موضوعي، مؤطراً برسالة ذات معانٍ ضمنية. ستجد كليشيهات وصوراً نمطية تبدو وكأنها توقفت عند القرن التاسع عشر. قد يكون مَثَل "صورة تساوي ألف كلمة" حسب المثل الشائع، وقد تقرر أنه ليس هناك الكثير الذي يمكن قوله ما وراء هذه القصة. "تصور رجلاً عربياً" هو عنوان سلسلة من الصور الشخصية التقطتها المصورة الصحفية العراقية الكندية "تمارا عبد الهادي"، هدفها عرض صورة جديدة للرجل العربي المعاصر. يركّز السرد الذي يتمحور حول النوع الاجتماعي في المجتمعات العربية، في كل من العالم الأكاديمي والإعلام على المرأة العربية. ورغم أنها هي التي تتعرض للتفحّص الدقيق المستمر، لم يحصل نظيرها الذكر إلا على قدر ضئيل من الاهتمام، إذ يتم في أفضل الحالات تجاهله. وهو في معظم الحالات، الظالم الذي لا اسم له، العضو في نظام أبوي تناضل فيه النساء من أجل التحرر. وهو أحياناً واحد من كثيرين في جمهور لا وجه له، تذوب هويته الشخصية في الصورة الجماعية بينما يصبح جزءاً من ظاهرة اجتماعية، ورقماً إحصائياً في الأخبار المسائية. وننسى أحياناً كثيرة أنه يتعرض هو أيضاً للتصوير النمطي في النوع الاجتماعي. تقول تمارا عبد الهادي: "منذ فترة تصل حتى عشرينيات القرن الماضي، تم تصوير الرجال العرب على أنهم أثرياء لهم حريم، لأن ذلك ما عاد به المستشرقون من تصاوير، وتشوبه فرضيات متناثرة وصور نمطية زائفة، ويرتكز على مواقف غربية تجاه الشرق. ومؤخراً، تحول سوء التمثيل إلى "الإرهابي"، وبعد الحادي عشر من سبتمبر، أصبحت الصورة النمطية أكثر شيوعاً." وبالإضافة إلى الصور النمطية الغربية، تستنكر المصوّرة الصحفية "مُثُلاً مفروضة اجتماعياً حول الذكورية العربية داخل المجتمعات العربية." تساعد مقاربات جديدة نحو الذكوريات الشرق أوسطية في السنوات الأخيرة على تعديل تشويه التمثيل في النوع الاجتماعي. وفي خضمّ هذا الإصلاح في الطرح في النوع الاجتماعي، الضروري إلى أقصى الدرجات، يشكّل عمل تمارا عبد الهادي لتحديث صورة الرجل العربي اليوم اختباراً أساسياً للواقع. اختارت المصورة شخصاً من كل بلد، وهي تسافر في العالم العربي، دليلها القدر وحدسها المعيار الوحيد في اختيار رجال مختلفين من خلفيات عديدة. تشكّل سلسلة الصور الشخصية المعنونة بـ"تصور رجلاً عربياً" التي بدأت عام 2009 جزءاً من مجال واسع من العمل يصور رجالاً عرباً من خلفيات متنوعة. تظهر لنا الصورة من حيث الأساس صوراً فردية شخصية لمجموعة من الرجال، شباب يتمتعون بقدر من الجمال، يقفون بصراحة أمام كاميرا تمسك بها مصورة أنثى. هذا بحد ذاته تحوّل عكسي للأدوار في الصور النمطية العالمية على ما يبدو للمرأة، التي تخضع لعدسة الرجل، ولكن ليس هذا هو لب الموضوع هنا. يصبح تصوير الرجل العربي عملية نشطة بشكل منعش. تسمح لنا المقاربة بالأسود والأبيض في أضيق الحدود بأن نتنازل عن الأحرف الكبيرة. هؤلاء هم مجرد رجال لا تقدم صورهم أية مؤشرات على الانتماء الديني أو التطلعات السياسية أو الصورة المهينة أو الوضع الاجتماعي. يملك المراقبون حرية التساؤل، "ما هو الرجل العربي على أي حال؟" تشكّل هذه الصور، التي تفكك الصور النمطية، نداءً للقيام بعمل، وإثارة الأمثلة حول كيف تؤثر الهوية (النوع الاجتماعي والانتماء الثقافي والدين) على كل واحد منا. تصور رجلاً عربياً الآن. أنظر إلى تلك الصور وفكر. هل هذا الرجل عالماً أم موسيقياً؟ هل هذا الآخر نباتياً؟ هل حطم أحد قلبه في يوم من الأيام؟ هل هو حالم؟ هل هو بطل؟ هل باستطاعته إلقاء نكته جيدة؟ قد يساعدك عَلم أو دين أو بذلة أو كوفية على معرفة المزيد. ولكن في صور تمارا عبد الهادي يمكن لهؤلاء الرجال أن يكونوا أي شيء. إنهم يحلمون ويضحكون أو يتجهمون، ولا تستطيع سوى معرفة أسمائهم الأولى وجنسياتهم. تحتاج لأن تتجاذب أطراف الحديث معهم حتى تعرف المزيد. وقد تتحدث عن الطيران بالمظلة. ندى عقل صحفية مستقلة مركزها بيروت ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©