السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

خادمات البيوت.. أمانة لا تخلو من المخاطر

خادمات البيوت.. أمانة لا تخلو من المخاطر
5 أغسطس 2016 23:39
أشرف جمعة(أبوظبي) قصص الخادمات داخل البيوت لا تختلف كثيراً عن روايات الخيال، وإن كانت تسير في إطار واقعي مؤلم أحياناً وهو ما يتجلى في الشروخ التي أحدثها مجتمع الخادمات في حياة بعض من يلجأ إلى هذه الفئة، إذ إن ربات المنزل والموظفات، يحتجن إلى الخادمة من أجل رعاية شؤون البيت والانتظار مع الأطفال الصغار، لكن المسؤولية الملقاة على عاتق الخادمة كبيرة إذ إنها في أحيان كثيرة تخيب الظنون وتسير في منعطف إهمال الأطفال وربما السرقة والهروب واستغلال المنزل في أفعال تتنافى مع طبيعة المجتمع، فضلاً عن أنها قد تتسبب في خرابه عندما يقع بعض الرجال في فخ زواجهن، أو ما إلى ذلك من الأشياء التي قد تتسبب في تداعي البيوت وهو ما يطرح سؤالاً مفاده هل من الممكن الاستغناء عن الخادمة في ظل السلبيات الكثيرة التي أظهرتها تجربتهن في الحياة بوجه عام؟. أدوار كثيرة تقول تهاني التري مستشار دولي في شؤون الأسرة والتربية: «تمثل العمالة الوافدة من الخادمات جزءاً رئيساً من دعائم الكثير من البيوت كما تسهم هذه الفئة أيضاً في تربية الأطفال والاعتناء بهم وتتولى أيضاً الطبخ، وتقديم خدمات الضيافة وتنظيف المنازل وهو ما يؤكد الأدوار الكثيرة المنوطة بها في المجتمع، لكن تظل سلبيات وجود الخادمات مستمرة وتعطل حركة الحياة أحياناً وربما تصيب الأسرة بجرح عميق حين تكتشف أن المؤتمن على الأطفال والمال وحرمة البيوت غير مؤهل لذلك في ظل اختلاف العادات والتقاليد ما يجعل قضايا الخادمات مشكلة تتجدد مع كل مفاجأة تحدث من قبلهن». وأوضحت: ليست كل الخادمات يحلقن خارج سرب المنظومة القيمية للمجتمع، لكن هناك نسبة موجودة وفق الإحصاءات التي تتغير كل فترة من الجهات المسؤولة التي تعلن عن حوادث الخادمات وتأثيرهن السلبي في الأسرة والأطفال والجرائم التي يرتكبنها لدى غياب أفراد الأسرة للعمل وممارسة حياتهم خارج نطاق المنزل وفق متطلباتهم»، وتلفت إلى أن لا بد من النظر بعمق إلى أن الخادمة إنسانة تعبر عن البيئة التي نشأت فيها، وربما تتعرض لضغوطات نفسية تتسبب بشكل مباشر في إقدامها على بعض التصرفات المشينة من شأنها أن تعكر صفو الأسر خصوصاً إذ شعرت دائماً بأنها ليست محل تقدير من البيئة التي تعمل فيها، أو أن هناك من يعاملها بفوقية ويحط من قدرها وهو ما يجعل من التوعية أمراً ضرورياً حتى لا تحدث صدامات مؤلمة مثل الهروب المفاجئ بعد سرقة مجوهرات الأسرة أو ضرب الأطفال، وربما قتلهم في بعض الأحيان ومن ثم عدم احترام خصوصية البيت الذي تعمل فيه. اعتماد على النفس لم يجد أمير جاسم، بداً من العيش من دون خادمة في ظل المتاعب التي تعرض لها في حياته خاصة أن أكثر من خادمة مرت على البيت خلال السنوات الماضية وهو ما نجمت عنه مشكلات كثيرة داخل الأسرة آخرها كانت سرقة مجوهرات زوجته ثم هروب الخادمة إلى بلدها، مشيراً إلى أنه بعد هذه الحادثة، غير مجرى حياة الأسرة لينقلها إلى مرحلة الاعتماد على نفسها في إدارة شؤونها. وذكر أن عائلته عانت كثيراً في البداية نظراً إلى اعتمادها على الخادمات في السابق لكن مع مرور الوقت أصبح من الممكن الاستغناء عنها لافتاً إلى أن ابنتيه اللتين تدرسان في الجامعة كان لهما دور كبير في خلق أجواء الراحة داخل البيت بعيداً عن المشكلات التي كانت تتعرض لها الأسرة في ظل وجود الخادمات اللواتي كن يهربن بصفة دائمة. ويعتقد محمد علي يعقوب أن وجود الخادمات أمر ضروري في الكثير من البيوت لكن ليس من الصعب الاستغناء عنهن، خصوصاً أنه عانى كثيراً مشكلة هروب الخادمات التي تعد الظاهرة الأبرز في حياة أسرته ، مشيراً إلى أنه استقدم خادمة جديدة من أحد مكاتب الخدم ويأمل في ألا يتكرر المشهد فضلاً عن أنه اتخذ قراراً بألا يخضع لابتزاز هذه الفئة التي تطلب أكثر مما هو منصوص عليه في العقد. وحذر من أنه، في حال هروب الخادمة الجديدة أو تسببها في حدوث بعض المشكلات داخل البيت ، لن يستقدم غيرها وسيصر على أن تتقبل زوجته الأمر الواقع بصدر رحب. المرأة العاملة تبين خولة سعيد القبيسي، موظفة، أنها حاولت أكثر من مرة أن تلغي وجود الخادمات من حياة أسرتها لكنها لم تستطع نظراً إلى أنها على قناعة بأن المرأة العاملة تحتاج إلى هذه الفئة بصورة كبيرة، مشيرةً إلى أنها بعد أن مرت بتجارب كثيرة مع الخادمات اللواتي عملن في بيتها وكن من جنسيات مختلفة، تعرفت إلى طبائعهن وأسباب لجوء بعضهن إلى الغدر، وهو ما جعلها في الوقت الحاضر أكثر خبرة في التعامل معهن لافتة إلى أنها أصبحت تدرك لغة التعاطف مع هذه الفئات ومن ثم اتباع ثقافة الاحتواء الذي يعد من الأشياء المهمة والتي من الممكن أن تغرس في الخادمة قيم الإخلاص للبيت الذي تعمل فيه والأسرة التي تؤويها. وأكدت أنها تحاول كسب خادمتها الجديدة من هذه الأبواب خصوصاً أنها في حاجة ماسة إليها لرعاية أطفالها في غيابها وإدارة بعض شؤون المنزل. نماذج ناجحة تؤكد تهاني التري مستشار دولي في شؤون الأسرة والتربية، أن مسألة الاستغناء عن الخادمة تخضع لمدى إمكانية كل أسرة غنية أو متوسطة الدخل في تدبير شؤونها خصوصاً، مشيرة إلى أن الأمر ليس مستحيلاً حتى بالنسبة للأسر العاملة فضلاً عن وجود نماذج ناجحة في المجتمع لعائلات ليست لديها خادمات، كما أن هناك من يفكر منطقياً ويميز بين جدوى وجودهن في البيت من عدمه. الخادمة الحسناء تورد إيمان علي، أنها عاشت لحظات صعبة في ظل وجود خادمة حسناء في بيتها، مشيرة إلى أن بعض أفراد عائلتها قدموا لها النصيحة بضرورة أن يكون بيتها بلا خادمة درءاً لمشكلات أكبر قد تحدث في المستقبل. وتلفت إلى أن زوجها عارض في البداية الاستغناء عن الخادمة، لكنها أصرت، وفي النهاية رحلت الخادمة وأصبحت تدبر شؤون منزلها بنفسها، خصوصاً أنها ربة منزل وتستعين أحياناً بخادمة مدة بسيطة من اليوم كل أسبوع أو أسبوعين، وتلفت إلى أنها تشعر بالراحة حالياً، إذ إنها أصبحت على قناعة بأن بيتاً بلا خادمة أهون من خرابه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©