الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حمى المونديال

18 يونيو 2010 23:31
لا صوت يعلو فوق صوت المونديال في جميع أنحاء العالم العربي، وعلى الرغم من أننا كعرب من المحيط إلى الخليج ممثلون بمنتخب واحد هو “الجزائر” الذي سقط في مباراته الافتتاحية أمام أضعف فرق أوروبا “سلوفينيا” بهدف، إلا أننا أصبحنا “مجانين” كرة ولو اقتصر أمر المتابعة على الشباب لكان مقبولاً باعتبار أننا في إجازة والمناسبة مونديال كرة القدم، لكن الغريب أن الشباب والنساء وحتى الفتيات باتوا يتابعون بانتظام مواعيد إذاعة المباريات.. فقد استبدلت ربات البيوت مباريات المونديال بالمسلسلات التركية التي ذاع صيتها قبل عامين في الوطن العربي. الظاهرة اللافتة و”المتكررة” التي يفرزها المونديال هي انقسام الجمهور العربي في المقاهي والمنازل حول تشجيع المنتخبات وأصبح من الطبيعي أن نجد مشجعين لمنتخب البرازيل وآخرين يشجعون إيطاليا أو الأرجنتين أو إسبانيا وغيرها من المنتخبات التي تضم نجوم كرة القدم في “الدوريات” الأوروبية. لقد ساهم الأداء المخيب للآمال في المباراة الأولى للجزائر في حالة من الإحباط أدت إلى اتجاه العديد من الجماهير العربية المتابعة لكأس العالم إلى تشجيع المنتخبات الأوروبية واللاتينية، فلا مجال للمتعة من دون تشجيع ولا تفاعل إلا مع اللعبة الجميلة. وإذا كانت حمى المونديال قد أدت إلى زيادة ملحوظة في مبيعات المحال من شاشات “البلازما” وقمصان وأعلام المنتخبات المشاركة فإن الجديد هذا العام هو خروج الفتيات وبإعداد كبيرة إلى المقاهي لمتابعة وتشجيع منتخباتها المفضلة، وهي ظاهرة إن دلت على شيء إنما تدل على أن كرة القدم باتت تجذب كل يوم مزيداً من العشاق على الرغم من ثورة الفضائيات وانتشار قنوات الأغاني والرقص التي كانت في السابق تجذب قطاعاً عريضاً من الشباب والشابات. والسؤال الآن بعد هذه الحمى التي قد تصل مع دخول منافسات المونديال في أدوارها النهائية إلى جنون غير طبيعي بين جماهير المشجعين أمام الشاشات، هل يصبر المشاهد العربي على متابعة مسابقة “العك الكروي” فيما نطلق عليه “الدوري” في البلاد العربية.؟ هل ما نشاهده الآن له علاقة بما سوف يفرض علينا بعد شهرين من الآن عندما تنطلق مسابقة الدوري المحلي.؟ الإجابة بطبيعة الحال (لا).! ولو أجرى “الفيفا” استفتاءً بين جماهير الكرة العربية على أن يقام كأس العالم سنوياً لكانت النتيجة 99% وهذا أن دل على شيء إنما يدل على أننا نعشق المتعة التي نفتقدها في الكثير من جوانب حياتنا ونجد “سلوتنا” في كرة القدم “معشوقة الملايين”.. فليحيا المونديال. salsharhan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©