الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«ابن خليف».. 70 عاماً بين الزراعة والرعي وتربية الإبل

«ابن خليف».. 70 عاماً بين الزراعة والرعي وتربية الإبل
5 أغسطس 2016 22:11
السيد حسن (الفجيرة) سعيد سالم بن خليف الطنيجي (78 سنة)، من المواطنين المخضرمين الذين عانوا قبل مرحلة النفط، ثم صبروا وصابروا في الحياة بكفاحهم وجِدهم واجتهادهم، حتى وصلوا إلى مرحلة من السعادة والرقي مع جموع المواطنين بالدولة، بما يُمكن أن يكون نموذجاً وطنياً مشّرفاً في تحمل الصعاب والعمل بعقله وساعديه كي يحصل على الزرق ويربي أسرته المكونة من 7 أفراد من حلال خالص لا تشوبه شائبة. مهنة القنص ويضرب سعيد سالم الطنيجي، الشهير بـ«ابن خليف» في منطقة «الحنية»، بالفجيرة والمناطق المجاورة، أروع الأمثلة في العمل والحفاظ على التقاليد والعادات المحلية الأصيلة والعريقة، لدرجة أن مدرسة المنامة بعجمان، المتاخمة لحدود منطقة «الحنية»، استعانت به كخبير تراثي ومحاضر للشباب، خلال فترة العطلة الصيفية، ولمدة 3 سنوات، ليُعّلم هؤلاء الشباب التقاليد والعادات الإماراتية على أصولها وعراقتها. ويقول الطنيجي، إنه على علم كبير بأنساب القبائل في المنطقة الوسطى والفجيرة، ويأتي إليه كثيرون ليسألوه عن أصول القبائل ومناطقها وتتبعات إقامتها، حيث إنه في الأصل من منطقة الذيد، ثم تزوج من الحنية وسكن بها حتى الآن. ويشير إلى أنه كان يجول مع والده من «بياته» في أم القيوين، والذيد، والسيجي، ومسافي، وثوبان ثم كلباء وأخيراً الفجيرة، وذلك من خلال حرفة الرعي التي ظل يعمل بها سنوات طويلة، وكان ابن خليف قناصاً في مرحلة الشباب والرجولة، حيث امتهن لفترة معينة من عمره، مهنة القنص في جبال وأودية الفجيرة، يصطاد الحباري والغزلان والكروان، ثم عمل بالزراعة ثم تربية الإبل والجمال. وانتقل فترة إلى وظيفة مُشغل أبار بهيئة الكهرباء والماء بمنطقة الحني. التزام ومثابرة ويذكر أنه لم يتوقف يوماً عن العمل، ولم يتقاعس عنه قط، وكان مثالاً يحتذى به في الالتزام والمثابرة، ولذلك اختير للعمل في مهنة «مطارزي»، وتعني حارساً بالعامية القديمة، عند المرحوم الشيخ محمد بن حمد الشرقي حاكم إمارة الفجيرة السابق لعدة سنوات، وعمل بالوظيفة ذاتها لمدة قصيرة مع المرحوم الشيخ صقر القاسمي حاكم رأس الخيمة السابق. إلا أن صحته الآن لم تعد كما كانت، فأصبح يذهب إلى مزرعته وإبله بسيارته، فقط ليلقي عليها نظرة، ثم لا يستطيع النزول لممارسة ما امتهنه طيلة 70 عاماً، فيعود مرة ثانية إلى بيته لعدم تمكنه من العمل. ويوضح الطنيجي إنه حتى اللحظة، من أكثر المتمسكين بالعادات والتقاليد، ويحافظ عليها بشدة وبدقة متناهية، ولا يستطيع أي من أبنائه أن يظهر عليه خارج البيت من دون الغترة والعقال، ولا يمكن أن يتجاوز عاداتنا القديمة والخالدة، والتي تؤطر وتعمق فينا قيم احترام الصغير للكبير. علامة مضيئة يقول سلطان سعيد سالم الطنيجي، الابن الأكبر لابن خليف، إنه يفخر بوالده ويعتبره علامة مميزة ومضيئة لكل شاب مواطن يريد أن يبدأ حياته العملية من بداية السلم الوظيفي، ويكافح حتى يحصل على ما يريده من مناصب، مستعيناً بروح الآباء والأجداد في قوة العزيمة وبذل الجهد وعشقه العمل مهما صغر هذا العمل أو كبر ما دام عائده من حلال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©