الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيادة الأجور أو كأس عالم «بدون نور»

زيادة الأجور أو كأس عالم «بدون نور»
18 يونيو 2010 23:34
هدد عمال الطاقة في جنوب أفريقيا بالقيام بإضراب قد يؤدي إلى إدخال البلاد في ظلام دامس وهي تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم، ويأتي التهديد من قبل عمال الطاقة للمطالبة بتعديل أوضاعهم المادية وأجورهم المتدنية. وقال أحد هؤلاء: “نحن لا نهتم بكأس العالم أو الطقس البارد، وإذا لم نحصل على ما نريده سنقوم بالإضراب”. وكانت هذه الكلمات على خلفية بيان أصدره اتحاد عمال الطاقة الذي يمثل 16 ألفاً من الذين يعملون في هذا المجال، وهدد المحتجون بإدخال البلاد في حالة من الظلام الدامس إذا لم تتم تلبية مطالبهم حيث يطلب البيان زيادة في أجور العمال تصل إلى 18% بينما تعرض شركة الطاقة 7% فقط. وتأتي هذه المطالب بعد الأنباء التي ترددت عن قيام الشركة بتوزيع أكثر من تسعة ملايين راند على مدرائها وأصحاب المناصب العليا، وأشار البيان إلى أن الإضراب لن يحدث إلا إذا وصلت المفاوضات بين الطرفين إلى طريق مسدود. وتصاعدت موجة الاحتجاجات والإضرابات التي بدأت منذ عدة أيام في جنوب أفريقيا لتشكل حرجاً وتهديداً بالغ الخطورة للجنة المنظمة وللفيفا حيث يبدو أن الأوضاع تسير في جنوب أفريقيا والمدن المستضيفة في منحى سيء للغاية. وقامت بعض الجهات العمالية بتنظيم تظاهرات ومسيرات احتجاج على الأوضاع السيئة التي يمر بها العمال في البلاد بشكل عام وأثناء البطولة بشكل خاص، وتم تنظيم العديد من مسيرات الاحتجاج في بعض المدن من أجل لفت انتباه الحكومة بما تعانيه هذه الفئة كما قاموا برفع اللافتات التي تندد بالأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار والفواتير المترتبة على الطاقة والكهرباء. وأعرب أحد المحتجين عن استيائه من الأحداث التي جرت في دوربان بعد أن أحجم رجال الأمن عن العمل بسبب عدم قيام شركة الأمن الخاصة التي استعانت بهم في تلبية الوعود التي قطعتها بخصوص الأجور لهؤلاء العمال، وقام رجال الشرطة خلال تلك الأحداث بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وهو ما أدى إلى مصرع أحد العمال وجرح أربعة آخرين حسب إفادة العمال، ولم تنف الشرطة أو تؤكد هذه المعلومة. وتولت الشرطة اعتباراً من ذلك اليوم مهام الأمن في الملاعب وهو الذي دفع العمال للقيام بالمزيد من المسيرات الاحتجاجية ونقلت محطات التلفزيون يوم أمس مشاهد يقوم خلالها رجال الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين وكذلك تم اعتقال سبعة أشخاص بتهمة التحريض على الشغب. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها أن كأس العالم للجميع وعلى الحكومة التفكير بالناس قبل التفكير بالأرباح، كما كان مكتوباً على إحدى اللافتات أن الـ40 مليار راند التي تم إنفاقها على كأس العالم كانت تكفي لإسكان ثلاثة ملايين من فقراء جنوب أفريقيا. وعلى نفس الصعيد قال متحدث باسم اتحاد عمال المواصلات إن الفيفا واللجنة المنظمة يتحملان المسؤولية المشتركة فيما يحدث من إضرابات من قبل عمال الأمن وسائقي الحافلات وتلك التي تتردد حول نية عمال الطاقة بالقيام بنفس الإجراء. وانتقد المتحدث ما قاله الناطق الرسمي باسم الفيفا نيكولاي مينجوت حول أن المسألة كانت شخصية بين الشركة وموظفيها وكذلك قيام اللجنة المنظمة بعدم تحمل مسؤوليتها عندما تعاقدت مع الشركات التي كانت تهدف إلى الربح دون أن تتقيد بالقانون الذي يفرض عليها مراعاة حقوق العمال. وأضاف المتحدث أن ما يقال من أن المسألة شخصية بين الشركة وموظفيها هو كلام عار من الصحة لأن اللجنة المنظمة هي التي وقعت العقود مع هذه الشركات وكان عليها أن تتأكد من تقيدها بقانون العمل وحقوق العمال. وأكد المتحدث أن هناك هجمة على الطبقة العاملة والفقراء من قبل الشخصيات الكبيرة التي لا تمتلك الحس الوطني ولا تفكر سوى في مصالحها الشخصية. وكانت الشركة الأمنية المتعاقدة مع اللجنة المنظمة قامت بالاتفاق مع رجال الأمن من أجل تقديم خدمات الأمن في الملاعب وضمان السلامة دون أن توقع معهم عقوداً تثبت حقوقهم وكانت الاتفاقيات عبارة عن وعود تنصلت منها الشركات فيما بعد عندما منحتهم أجوراً أقل مما تم الاتفاق عليه. وطالب المتحدث باسم اتحاد عمال المواصلات وزارة العمل بإرسال المفتشين إلى الملاعب والتحقيق فيما يتعرض له العمال المتعاقدون مع الشركة الأمنية والتي يشاع أنها حصلت على العقد الأكبر من قبل اللجنة المنظمة. المتطوعون يهددون بسبب الملابس ووجبات الطعام جوهانسبرج (الاتحاد) - في واحدة من أطرف المواقف التي تتماشى مع موجة الإضرابات التي يهدد بها العمال مستغلين إقامة كأس العالم في ضيافة جنوب أفريقيا هذه الأيام، هدد 250 من العمال المتطوعين في أحد الملاعب عندما طالبوا اللجنة المنظمة التي تستعين بهم بارتداء ملابس أديداس كتلك التي يرتديها أعضاء اللجنة المنظمة بدلاً من البدلات التي توفرها لهم اللجنة عن طريق إحدى الشركات الخاصة. كما طالب هؤلاء المتطوعون بوجبات طعام من ماكدونالدز وكنتاكي بدلاً من الوجبات الباردة التي تأتيهم في العلب البلاستيكية، وكذلك طالبوا بأن توفر لهم اللجنة المنظمة وسائل المواصلات ذهاباً وإياباً بين الملعب وبيوتهم. وقابلت اللجنة المنظمة هذه الطلبات بالكثير من العجب، حيث التقى أحد أعضاء اللجنة المنظمة، ممثلين عن المتطوعين وشرحوا له مطالبهم، وقامت اللجنة بشرح موقفها لهم وأبلغتهم عدم وجود الميزانية الكافية لتحمل هذه المطالب ولكن تم حل مشكلة المواصلات حيث تتحمل اللجنة مسؤولية نقل المتطوعين الذين يعملون في فترات متأخرة من الليل. وبينما هدأت ثورة معظم المحتجين لم يقنع سبعة منهم بهذا الاتفاق مع اللجنة المنظمة مما دفعهم إلى ترك العمل والعودة إلى منازلهم بينما رضخ البقية.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©