ذهب الطفل سهيل مع والدته في الساعة السابعة صباحاً إلى الحضانة مثل كل يوم·· ولم يدر في خلد والدته أبداً أن هذا اليوم سيحمل اختلافاً في الروتين اليومي وسيقلب حياتهم رأساً على عقب·· ففي تمام الساعة الواحدة ظهراً من يوم السادس والعشرين من شهر أغسطس 2007 تلقى والد سهيل اتصالاً من مستشفى يفيد بأن ابنه ذا الخمسة أشهر في غيبوبة كاملة في المستشفى·
ما هي تفاصيل الحكاية وما الأسباب؟ هذا ما يريد الوالدان معرفته بعدما لم ينصفهما القضاء في أخذ حقهما من الحضانة ومن الحاضنة التي استلمته من والدته·
فقد أدخل الطفل إلى قسم ''الحوادث'' في أحد المستشفيات بالعين بعد أن ازرق وجهه وتوقف قلبه فعمل له إنعاش أولي مع استخراج كمية من الحساء كان قد شربه صباحاً من قصبته الهوائية وبعد عمل ما يلزم وإجراء الفحوصات تبين وجود نزف جبهي جداري أيسر وتجمع دموي تحت الأم الجافية بالناحية اليمنى ودم تحت العنكبوتية ونزف بجوهر المخ· وهذا ليس بسبب عامل وراثي أو خلقي أو التهابي بل دليل على إصابة في الرأس· وقد تكون هذه الإصابة راجعة إلى السقوط من علو أو هز الرأس بصورة عنيفة أي ما يسمى بمتلازمة هز الطفل·
وبما أن المجني عليه صغير السن ولا يتجاوز عمره الخمسة أشهر فإن الأمر يقتضي نوعاً من الرعاية والرقابة خصوصاً عند تحريكه أو تغيير ملابسه وإطعامه· لذا تعتبر الحاضنة هي المسؤولة عنه ولكل ما يحدث له· وبالفعل حكمت المحكمة بإدانة الحاضنة من أجل تسببها بخطأ أدى إلى المساس بجسم الطفل بالحبس لمدة سنة وغرامة نافذة قدرها عشرة آلاف درهم· لكن للأسف تم الطعن في هذا الحكم بعد مدة وخرجت الحاضنة براءة ليتجرع الوالدان مرارة فقدهما لطفلهما الذي أصبح مشلولاً وعاجزاً بنسبة 100% ممثلة في ضرر شديد بالدماغ وشلل تشنجي في أطرافه الأربعة· فاستقالت والدته من عملها لأن وقتها كله أصبح مركزاً لطفلها الذي يحيا مع الأجهزة ·إذ وضع له أنبوب في القصبة الهوائية للتنفس إلى جانب أنبوب آخر عن طريق الأنف لتناول الطعام· ولا يعمل في الطفل سوى قلبه الصغير الذي لم يتفتح على الحياة بعد· ويريد والده فتح القضية مرة أخرى حتى يطبق القانون لأنه مؤمن بأن الخطأ يقع على مسؤولة الحضانة التي أوصلت الطفل للمستشفى في الساعة الواحدة رغم أنها تزعم توصيلها له في الساعة العاشرة صباحاً·
عدد اليوم
